يعبر مصطلح الانسداد الرئوي المزمن Chronic obstructive pulmonary disease COPD، عن مجموعة من الحالات المرضية المزمنة التي تصيب الرئة وتجعل التنفس صعباً بسبب تضيق الشعب الهوائية المرافق. قد يعاني الشخص المصاب بمرض الانسداد الرئوي المزمن من التهاب القصبات (الشعب الهوائية) المزمن أو انتفاخ الرئة أو كليهما، وتؤدي هذه الاضطرابات إلى تضيق الشعب الهوائية أو تحد من عملها وتسبب صعوبة في التنفس.
ينجم التهاب القصبات المزمن عن التهاب المخاطية التي تبطن الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج المخاط وزيادة سماكته. يصبح التهاب الشعب الهوائية مزمناً عندما يستمر لفترة طويلة ولا يتحسن بالعلاج.
بينما يسبب انتفاخ الرئة تلف الأكياس الهوائية في الرئتين والتي تعرف أيضاً بالأسناخ الرئوية، (وهي المكان التي تتم فيه عملية التبادل الغازي). ونتيجة انتفاخ الرئة تفقد الرئة مرونتها وتصبح عير قادرة على تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بكفاءة.
تشمل الإصابة ظهور كل من الأعراض التالية أو بعضها:
وتشمل اعراض المراحل المتقدمة من الانسداد الرئوي المزمن:
الأسباب وعوامل الخطورة للإصابة بالانسداد الرئوي المزمن
تنجم الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن عن التعرض المستمر للعوامل أو المواد التي تسبب أذية في النسيج الرئوي، يعتبر تدخين السجائر أكثر العوامل المسؤولة عن الإصابة بهذا المرض. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الدخان الناجم عن مصادر اخرى او التعرض للتدخين السلبي أو تلوث الهواء يمكن أن يزيد من خطر الإصابة. يمكن أيضاً أن تساهم الوظائف التي يتعرض فيها الأشخاص للغبار والأبخرة والمواد الكيميائية في الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن.
يعتبر الأشخاص المدخنون الذين تتجاوز أعمارهم 35 سنة وخاصةً أو أولئك الذين لديهم إصابات سابقة بأمراض تنفسية خلال فترة طفولتهم.
أيضاً قد يكون للعوامل الوراثية دوراً في الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، حيث يزداد احتمال الإصابة بهذا المرض في حال وجود إصابات سابقة بالانسداد الرئوي او بالأمراض التنفسية الأخرى لدى الوالدين.
هناك حالة وراثية نادرة تسمى نقص ألفا انتي تربسين alpha-1-antitrypsin تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن في سن مبكرة.
التشخيص
يعتمد تشخيص الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن على التاريخ الطبي للمريض والأعراض التي يعاني منها، والفحص البدني بالإضافة لإجراء بعض الاستقصاءات أو الاختبارات التي تدعم الوصول للتشخيص النهائي.
يجب الاستفسار عن الاعراض التي يعاني منها المريض بالدقة بالإضافة إلى السؤال عن:
يقوم الطبيب خلال الفخص السريري بالإصغاء إلى الأصوات التنفسية باستخدام السماعة الطبية، من ثمّ يقوم بطلب عدة اختبارات إضافية مثل:
ليس هناك علاج نوعي أو خاص بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وإنما يتضمن العلاج مجموعة من الإجراءات التي تساعد في السيطرة على الأعراض، وتبطىء من ترقي المرض وتقلل ظهور المضاعفات، وأهم تلك الإجراءات المستخدمة في العلاج:
لن يساهم ذلك في تخفيف أعراض الانسداد الرئوي المزمن فحسب، بل يساعد أيضاً في إبطاء ترقي المريض ويحسن نسبة البقاء على قيد الحياة.
لتحسين القدرة على التنفس قد يصف الطبيب بعض الأدوية الموضعية التي تؤخذ عن طريق جهاز الإنشاق inhaler وأهم تلك الأدوية:
ويقوم الطبيب خلال جلسات المراجعة بتعديل الأدوية الموصوفة حسب استجابة المريض وحسب شدة الأعراض.
إذا استمر ظهور نوبات الانسداد الرئوي المزمن بعد استخدام الأدوية السابقة بشكل متكرر، فقد يحتاج المريض إلى الرعاية الطبية ضمن المستشفى. وقد يوصي الطبيب في تلك الحالة باستخدام أدوية أخرى بالطريق العام أو الجهازي، مثل دواء roflumilast المضاد للالتهاب أو المضاد الحيوي azithromycin
يتم وصف المضادات الحيوية لدى مرضى الانسداد الرئوي المزمن عند تعرضهم لأي عدوى بكتيريا حادة. وينبغي أن يتلقى أولئك المرضى اللقاحات ضد الانفلونزا والبكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي.
يتضمن ذلك استنشاق الأكسجين من خلال جهاز ( قناع أو شوكات أنفية ) يتصل بحوض أو وعاء كبير يحوي الأكسجين. ويوصي الأطباء عادةً بهذا العلاج عندما تقل نسبة الأكسجين في الدم (نقص الأكسجة)، ويمكن استخدام جهاز العلاج الباوكسجين ضمن المنزل، وحسب شدة الأعراض قد يضطر البعض لاستخدامه بشكل مستمر أو خلال اوقات معينة من اليوم فقط.
تتضمن بعض خيارات العلاج الجراحي لمرض الانسداد الرئوي المزمن:
مع تقدم المرض وزيادة شدة الأعراض، قد يصبح المرضى أمثر عرضة لتطور بعض المضاعفات مثل:
هناك عدة طرق تساعد على ضبط أعراض الانسداد الرئوي المزمن وتساعد على التعايش مع هذا المرض:
من الأمثلة على تلك التمارين التنفس البطني، أو تنفس الشفة المضغوطة (اخذ نفس عبر الانف وإخراجه ببطء عبر الفم) وغيرها من التمارين التي يتم تعليمها للمريض بهدف مقاومة الشعور بضيق التنفس.
وذلك بهدف زيادة نشاط مرضى الانسداد الرئوي المزمن وتحسين نوعية حياتهم، وقد تتضمن إعادة تأهيل الرئتين عدة جوانب مثل:
وفي الاخير
مرض الانسداد الرئوي المزمن هو اضطراب تنفسي غير قابل للتراجع. وقد يعاني الشخص المصاب بهذا المرض من التهاب الشعب الهوائية المزمن أو انتفاخ الرئة أو كليهما. ولا يوجد علاج نوعي للانسداد الرئوي المزمن، لكن يمكن أن تساعد الإجراءات العلاجية المتبعة في السيطرة الأعراض وتحسين نوعية الحياة.
يجب على أي شخص يتم تشخيصه بمرض الانسداد الرئوي المزمن اتخاذ إجراءات لحماية رئتيه، وأهم تلك الإجراءات بالنسبة لأولئك الذين يدخنون، هي الإقلاع عن التدخين.
المصادر
https://www.medicalnewstoday.com/articles/141287