التهاب الغدة النكافية

التهاب الغدة النكافية
Doctor

التهاب الغدة النكافية

التهاب الغدة النكافية او ما يطلق عليه ( النكاف ) هو مرض فيروسي معدي بشدة، حيث ينتشر بسهولة من شخص لآخر،  وأكثر ما يصيب الأطفال ويسبب الحمى وتضخم في الغدد اللعابية، وخاصةً الغدة النكافية. وقد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة مهددة للحياة مثل التهاب السحايا أو التهاب عضلة القلب.  وبسبب الانتشار الواسع للقاح النكاف، قلّ حدوث النكاف بشكل كبير خاصةً في البلدان المتقدمة. ومع ذلك، لا تزال تحدث حالات لتفشي المرض حتى الآن، لذلك من المهم الاستمرار في تطعيم الأطفال.

ما هي أعراض النكاف؟

تظهر أعراض التهاب الغدة النكافية عادةً بعد حوالي أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التقاط العدوى.  وبالرغم من ذلك، قد تغيب الأعراض بشكل تام في حوالي 20% من حالات العدوى بفيروس النكاف.

 في البداية، عادةً ما تظهر أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا ، مثل:

  • حمى خفيفة.
  • صداع.
  • إعياء أو تعب عام.
  • الشعور بآلام في الجسم.
  • فقدان الشهية و / أو الغثيان.

 بعد ذلك بأيام قليلة، تظهر الأعراض التقليدية للنكاف.  ويتمثل العَرَض الرئيسي للنكاف في وجود ألم وتورم في الغدد النكفية،  هذا يتسبب في انتفاخ الخدين.  لا يحدث التورم عادة دفعة واحدة – بل يحدث على شكل موجات.

 يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى المصاحبة:

  • ألم في جوانب الوجه حيث ينتفخ.
  • الشعور بألم عند البلع.
  • صعوبة في البلع.
  • حمى (قد تصل حتى 103 درجة فهرنهايت).
  • جفاف الفم.
  • ألم في المفاصل.

 نادرًا ما يصاب البالغون بالنكاف.  في هذه الحالات ، تكون الأعراض متشابهة بشكل عام ، ولكن في بعض الأحيان تكون أسوأ قليلاً وتكون المضاعفات أكثر احتمالاً.

 

أسباب التهاب الغدة النكافية (النكاف)

تنجم الإصابة بالنكاف عن عدوى بفيروس النكاف أو الفيروس المخاطاني، الذي يمكن أن ينتقل عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي (مثل اللعاب) من شخص مصاب بالفيروس. عند الإصابة بالنكاف، ينتقل الفيروس من الجهاز التنفسي إلى الغدد اللعابية ويتكاثر، مما يؤدي إلى تضخم الغدد. وتتضمن أمثلة كيفية انتشار النكاف ما يلي:

 

  • العطس أو السعال دون تغطية الفم والأنف.
  • استخدام نفس أدوات المائدة والأطباق التي يستخدمها الشخص المصاب.
  • مشاركة الطعام والشراب مع شخص مصاب.
  • التقبيل.
  • عندما يلمس الشخص المصاب أنفه أو فمه ثم يمرر يده على سطح قد يلمسه شخص آخر.

الأفراد المصابون بفيروس النكاف قادرون على نقل العدوى لمدة تصل حتى 15 يوم تقريباً (6 أيام قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور، وحتى 9 أيام بعد ظهورها). يعد فيروس النكاف جزءاً من عائلة الفيروسات المخاطانية، وهي سبب شائع للعدوى، خاصة عند الأطفال.

 

فحوصات وتشخيص النكاف

يمكن تشخيص النكاف عادةً من خلال أعراضه وحدها، خاصة عن طريق فحص تورم الوجه. وقد يقوم الطبيب أيضاً بما يلي:

  • فحص جوف الفم لمعرفة موضع اللوزتين، عند الإصابة بالنكاف قد تنزاح اللوزة إلى الجانب السليم.
  • قياس درجة حرارة المريض.
  • أخذ عينة من الدم أو البول أو اللعاب لتأكيد التشخيص بالبحث عن الأجسام المضادة للفيروس، أو تحري ارتفاع الأميلاز في الدم.
  • أخذ عينة من السائل الدماغي النخاعي (CSF) للاختبار، وعادةً ما يكون هذا فقط في الحالات الشديدة.

 

 علاج النكاف؟

قد يساعد شرب الكثير من السوائل في تخفيف أعراض التهاب الغدة النكافية  . ونظراً لأن مرض النكاف ناجم عن عدوى فيروسية، فلا يمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاجه. وفي الوقت الحالي، لا توجد أدوية مضادة للفيروسات يمكنها علاج النكاف. ويمكن أن يساعد العلاج الذي يقدم للمرضى المصابون بالنكاف فقط في تخفيف الأعراض حتى تنتهي العدوى ويكوّن الجسم مناعة تشبه إلى حد كبير المناعة التي تتكون عند الإصابة بنزلات البرد. ولحسن الحظ، في معظم الحالات يتعافى الأشخاص من النكاف في غضون أسبوعين. وبشكل عام، يمكن اتخاذ بعض الخطوات للمساعدة في تخفيف أعراض النكاف، مثل:

  • تناول الكثير من السوائل، والماء مع تجنب شرب عصائر الفاكهة لأنها تحفز إفراز اللعاب، والذي يمكن أن يسبب الألم.
  • وضع كمادات الثلج على المنطقة المتورمة لتخفيف الألم.
  • تناول طعام طري أو سائلًا لأن المضغ قد يكون مؤلماً.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم.
  • الغرغرة بالماء الدافئ والملح بشكل متكرر.
  • تناول مسكنات الألم مثل إيبوبروفين Ibuprofen، أسيتأمينوفين acetaminophen.

 

ما هي المضاعفات المصاحبة لالتهاب الغدة النكافية ( النكاف) ؟

تعد مضاعفات النكاف نادرة، ولكنها يمكن أن تكون خطيرة إذا تركت دون علاج. بالرغم من أنّ النكاف يؤثرفي الغالب على الغدد النكفية، فإنّه يمكن أن يسبب التهاباً في مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك الدماغ والأعضاء التناسلية. ومن المضاعفات التي يمكن أن تنجم عن الإصابة بالنكاف:

  • التهاب الخصية، خيث يحدث التهاب في نسيج الخصيتين قد يكون بسبب النكاف وقد يسبب ألم شديد في هذه المنطقة. ويمكن التحكم في ألم التهاب الخصية عن طريق وضع كمادات باردة على الخصيتين عدة مرات يومياً. قد يوصي الطبيب بمسكنات الألم القوية إذا لزم الأمر، ونادراً ما يؤدي ذلك إلى العقم.
  • قد تعاني الإناث المصابة بالنكاف من تورم في المبايض، يمكن أن يكون الالتهاب مؤلماً. إذا أصيبت المرأة بالنكاف أثناء الحمل، فإنها معرضة لخطر الإجهاض أعلى من المعتاد.
  • قد يؤدي النكاف إلى التهاب السحايا أو التهاب الدماغ، وهما حالتان قاتلتان إذا تُركت دون علاج.
  • التهاب البنكرياس الناجم عن النكاف هو حالة مؤقتة، وتشمل الأعراض آلام البطن والغثيان والقيء.
  • قد يؤدي فيروس النكاف أيضاً إلى فقدان سمع دائم في حوالي 5 حالات من كل 10000 حالة. حيث يتسبب الفيروس في أذية القوقعة، وهي أحد الهياكل الموجودة في الأذن الداخلية التي تسهل السمع.

الوقاية

لقاح النكاف هو أفضل طريقة للوقاية من النكاف, يتلقى معظم الرضع والأطفال لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) في نفس الوقت. يتم إعطاء حقنة MMR الأولى بشكل عام بين سن 12 و 15 شهراً. التطعيم الثاني ضروري للأطفال في سن المدرسة بين 4 و 6 سنوات. بهاتين الجرعتين  يكون لقاح النكاف فعالاً بنسبة 88% تقريباً، معدل الفعالية لجرعة واحدة فقط حوالي 78%. قد يحتاج البالغون الذين ولدوا قبل عام 1957 ولم يصابوا بالنكاف بعد إلى تلقي التطعيم. أولئك الذين يعملون في بيئة عالية الخطورة مثل المستشفى أو المدرسة، يجب دائماً تطعيمهم ضد النكاف. ومع ذلك يجب ألا يتلقى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو لديهم حساسية تجاه الجيلاتين أو النيومايسين أو الحوامل لقاح MMR .

كيف يمكن الحد من انتشار النكاف؟

هناك عدد من الاحتياطات التي تساعد على منع انتشار العدوى وهي:

  • غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر.
  • عدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة إلا بعد 5 أيام من بدء الأعراض.
  • تغطية الأنف والفم بمنديل عند العطس أو السعال.

الآثار الجانبية للقاح MMR

لا يعاني معظم الأشخاص الذين أُعطوا لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية من آثار جانبية، ولا يمكن انتقال المرض نفسه من اللقاح. قد تصاب نسبة صغيرة بطفح جلدي أو حمى وربما آلام في المفاصل. أقل من واحد من كل مليون سيعاني من رد فعل تحسسي شديد من لقاح MMR.

 

واخيرا 

النكاف هو مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الغدد اللعابية التي تسمى بالغدد النكفية، وتكون الإصابة شائعة بشكل خاص عند الأطفال. أكثر الأعراض وضوحاً هو تورم الغدد اللعابية، مما يعطي المريض وجهاً يشبه وجه الهامستر. يمكن أن يتسبب فيروس النكاف أيضاً في التهاب الخصية أو المبيض أو البنكرياس أو السحايا (الأغشية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي). وبمجرد إصابة الشخص بالنكاف، يصبح عادةً محصناً ضد العدوى المستقبلية. غالباً ما يتم إعطاء لقاح MMR (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية) في سن مبكرة لبناء مناعة ضد الفيروس والحد من انتشار النكاف.

 

المصادر:

https://www.healthline.com/health/mumps

https://www.medicalnewstoday.com/articles/224382#prevention

https://www.webmd.com/children/vaccines/what-are-the-mumps