الحصبة

الحصبة
Doctor

الحصبة

الحصبة هي مرض معدي ناتج عن الإصابة بفيروس الحصبة. ينتشر إما عن طريق الاتصال المباشر مع الشخص الذي لديه الفيروس أو من خلال قطرات في الهواء.  وتعتبر الحصبة مرض شديد العدوى يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة.  وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC   فإنّ حوالي 20% من المصابين بالحصبة في يحتاجون إلى قضاء بعض الوقت في المستشفى.

 

الأسباب:-

تنجم الحصبة عن فيروس ينتمي إلى مجموعة الفيروسات المخاطانية paramyxovirus. ينتشر هذا النوع من الفيروسات عندما يسعل شخص مصاب أو يعطس قطيرات في الهواء. الحصبة معدية للغاية لدرجة أن كل 9 من أصل 10 أشخاص يلتقطون الفيروس سيصابون بالمرض حتماً إذا لم يكونوا قد حصلوا على اللقاح من قبل.

 

قد تصاب بالحصبة عندما تستنشق القطيرات المحمولة في الهواء والتي تحوي الفيروس، أو إذا استقرت القطرات على سطح، من خلال لمس السطح ثم وضع يديك بالقرب من أنفك أو فمك. يمكن أن يبقى فيروس  على قيد الحياة على الأسطح لبضع ساعات.

عندما يدخل فيروس الحصبة إلى الجسم، يتضاعف في الجزء الخلفي من الحلق والرئتين قبل الانتشار في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الجهاز التنفسي والجلد.

 

من هم الأكثر عرضةً للإصابة؟

بالرغم من ندرة الإصابة بها حالياً بسبب برامج التحصين، لكن الحالات لا تزال تحدث. أي شخص لم يتم تحصينه باللقاح، وخاصة الأطفال والعاملين بالرعاية الصحية، في خطر كبير للإصابة العدوى.

ويعتبر الأشخاص الأكثر عرضةً لخطر متزايد لحدوث مضاعفاتها المميتة المحتملة ما يلي:

  • أي شخص لديه مرض مزمن.
  • الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم خمسة أعوام.
  • البالغين الأكبر من 20 عاماً.
  • الحوامل.
  • الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.

 

ما هي أعراض الحصبة؟

الحصبة هي مرض فيروسي يسبب أعراض غير مريحة ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد أو مهددة الحياة.

تظهر الأعراض عادةً خلال 7-14 يوم مدة بعد التعرض للفيروس. ومع ذلك، يمكن أن يستغرق  ظهور الأعراض أحياناً حوالي 23 يوم. وتتضمن هذه الأعراض:

  • حمى عالية الدرجة، قد تصل إلى 104 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية).
  • سيلان الأنف.
  • العطس.
  • سعال.
  • دماع.
  • آلام في الجسم.
  • بقع بيضاء صغيرة في الفم، تظهر خلال 2-3 أيام من ظهور الأعراض الأولية.
  • طفح جلدي أحمر، يظهر هلال حوالي 3-5 أيام من بدء الأعراض.

يبدأ الطفح الجلدي عادة في منطقة خط الشعر وينتشر إلى أسفل الجسم. قد يبدأ على شكل بقع حمراء مسطحة، ولكن ما تلبث أن تظهر نتوءات صغيرة عليها، وقد تتحد هذه البقع معاً أثناء انتشارها لتختل مساحات أكبر من الجلد.

 

التشخيص:-

يجب أن يكون الطبيب قادراً على تشخيص الحصبة من مزيج من الأعراض التي يعاني منها المريض، مثل السمات المميزة للطفح والبقع الصغيرة داخل الفم.

قد يقوم الطبيب بأخذ مسحة من الجزء الخلفي من الأنف وإرسالها للمختبر لتأكيد التشخيص، وقد يطلب إجراء تحليل الدم أو فحص البول لتأكيد الإصابة بفيروس الحصبة.

 

العلاج:-

عادة ما تستمر الإصابة دون مضاعفات حوالي 14 يوماً، ومعظم المصابون يتعافون كامل، المضادات الحيوية لا تفيد في العلاج لأن المرض فيروسي. ويهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض وتقليل مخاطر المضاعفات. قد تشمل الخيارات:

  • عزل المريض لمنع انتشار العدوى.
  • الراحة في السرير.
  • الإكثار من تناول السوائل.
  • خافضات الحرارة مثل أسيتامينوفين Acetaminophen، وإيبوبروفين Ibuprofen.
  • استخدم هلام البترول مثل الفازلين Vaseline حول الشفاه للمساعدة في حماية البشرة.
  • غسل الجفون بلطف مع الماء الدافئ.
  • استخدام جهاز لتنقية الهواء وترطيبه، وذلك لتخفيف أعراض السعال وألم الحلق.
  • تناول مكملات فيتامين A.

إذا كان المريض يواجه مشكلة في التنفس، أو كان يعاني من سعال شديد، يجب الحصول على رعاية طبية على الفور. الحالات الشديدة منه أو المضاعفات تستدعي العلاج في المستشفى.

 

المضاعفات:-

يمكن أن تسبب الحصبة ظهور مضاعفات، وقد تكون هذه المضاعفات خطيرة، مثل:

  • فقدان البصر.
  • التهاب الدماغ.
  • إسهال شديد وجفاف.
  • التهاب رئوي أو عدوى تنفسية أخرى.

 

إلى متى تستمر العدوى والمرض؟

يكون المريض المصاب بها معدي لمدة 24 ساعة قبل ظهور الطفح، وحوالي 4 أيام بعد ظهور الطفح. يستمر المرض عادة حوالي 10 أيام. معظم الأشخاص الذين ليسوا محصنين من ضد الفيروس والذين لديهم اتصال وثيق مع شخص مصاب سيصابون بالعدوى.

 

كيف يمكن الوقاية من الحصبة؟

التطعيم أو الحصول على اللقاح هو أفضل حماية ضدها. يتم تحصين الأطفال بشكل روتيني ضد الفيروس كجزء من برنامج التحصين الوطني، في معظم بلدان العالم. يتم إعطاء اللقاح المشترك مع لقاح الحصبة الألمانية والنكاف، والمعروف باسم لقاح "MMR".

يتلقى الأطفال جرعاتهم الأولى من MMR بعمر 12 شهر، ثم جرعة ثانية بعمر 18 شهر (تسمى MMRV، والتي تشمل أيضاً لقاح جدري الماء chicken pox والحماق varicella

إن إعطاء الأطفال جرعتي اللقاح الموصى بها، يمنحهم مناعة حتى 99%  ضد الإصابة بها. إذا لم يكن الطفل قد حصل على اللقاح وتعتقد أنه تعرض للفيروس، فمن المهم رؤية الطبيب في أقرب وقت ممكن خلال أقل 72 ساعة.

يجب ألا تتلقى بعض المجموعات تطعيماً ضد الفيروس، وتشمل هذه المجموعات:

  • النساء الحوامل.
  • الأشخاص الذين لديهم رد فعل سابق يهدد الحياة على لقاح الحصبة أو مكوناته.
  • الأشخاص مضعفي المناعة، مثل أولئك الذين يعانون من فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، والأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان، أو الذين يتناولون الأدوية التي تقمع الجهاز المناعي.

 

الآثار الجانبية للتطعيم عادةً خفيفة وتختفي خلال أيام قليلة، يمكن أن تشمل حمى خفيفة وطفح معتدل. في حالات نادرة، ارتبط اللقاح بانخفاض تعداد الصفائح الدموية أو النوبات. معظم الأطفال والبالغين الذين يتلقون لقاح الحصبة لا يعانون من آثار جانبية.

 

أنواع الحصبة:-

بالإضافة إلى العدوى الكلاسيكية، هناك أيضا عدة أنواع أخرى من الإصابات التي قد تسبب العدوى مثل:

  • الحصبة غير النموذجية: يحدث هذا النوع لدى الأشخاص الذين تلقوا لقاح الحصبة بين عامي 1963 و 1967. وعند تعرضهم لها، يصاب هؤلاء الأفراد بمرض له أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي وأحيانًا الالتهاب الرئوي.
  • الحصبة المعتدلة: والتي تحدث لدى الأشخاص الذين تم إعطاؤهم الغلوبولين المناعي بعد التعرض وعند الرضع الذين لا يزال لديهم بعض المناعة السلبية. عادةً ما تكون أعراضها المعتدلة أخف من أعراض الحصبة العادية.
  • الحصبة النزفية: وهي نادرة الحدوث، ويمكن أن يسبب هذا النوع أعراضاً مثل ارتفاع درجة الحرارة والاختلاجات ونزيف في الجلد والأغشية المخاطية.

 

الحصبة والحمل:

يجب أن تهتم النساء الحوامل النساء اللائي لم يأخذن اللقاح من قبل لتجنب التعرض خلال فترة الحمل. إنّ الإصابة بالحصبة أثناء الحمل يمكن أن يكون له آثار صحية سلبية كبيرة على كل من الأم والجنين.

تتعرض النساء الحوامل لخطر متزايد للإصابة بمضاعفات الحصبة مثل الالتهاب الرئوي.  بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن تؤدي الإصابة بالحصبة أثناء الحمل إلى مضاعفات الحمل التالية:

  • الإجهاض.
  • المخاض الباكر.
  • انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
  • ولادة جنين ميت.

يمكن أن تنتقل العدوى من الأم إلى الطفل إذا أصيبت الأم بالعدوى في الفترة السابقة للولادة، وهذا يسمى الحصبة الخلقية. ويعاني الأطفال المصابون بالحصبة الخلقية من طفح جلدي بعد الولادة أو يصابون به بعد فترة وجيزة من الولادة، وهم أكثر عرضةً لخطر المضاعفات، والتي يمكن أن تهدد حياتهم.

 

الخلاصة:-

لا تحدث الإصابة بالحصبة أكثر من مرة.، حيث تسبب الإصابة مناعة دائمة من المرض. ومع ذلك، فإن الحصبة ومضاعفاتها المحتملة يمكن الوقاية منها من خلال التطعيم. التطعيم لا يحميك فقط وعائلتك، ولكنه يمنع أيضا الفيروس من الانتشار في المجتمع والتأثير على أولئك الذين لا يمكن تطعيمهم.

 

اقرأ أيضاً: الفطر الأسود (الفطر العفني)

 

المصادر

https://www.webmd.com/children/vaccines/measles-faq

https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditio

https://www.google.com/amp/s/www.healthdirect.gov.au/amp/article/measles

https://www.healthline.com/health/measles