د سارة ابراهيم
عضو منذ نوفمبر 2021
تضيق الإحليل

الإحليل هو الأنبوب الرفيع الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم. يمكن أن يعيق تضيق الإحليل القدرة على التبول ويتسبب في عودة البول إلى المسالك البولية، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى تلف الكلى. يمكن أن يكون تضيق الإحليل أمراً مزعجاً للذكور والإناث.

 

ما هو تضيق الإحليل؟

تضيق الإحليل هو حالة طبية تؤثر بشكل رئيسي على الرجال، عادةً ما يكون الإحليل عريضاً بما يكفي لتدفق البول بحرية من خلاله. عندما يتضيق الإحليل، يمكن أن يحد من تدفق البول، وهذا ما يُعرف باسم تضيق الإحليل.

 

ما هي أسباب تضيق الإحليل؟

ما يقدر بنحو 45 % من حالات تضيق الإحليل تحدث بسبب التداخل العلاجي للإحليل، في حين أن 30 % لأسباب غير معروفة و 20٪ ناتجة عن عدوى بكتيرية تسبب التهاباً في مجرى البول. يتضمن تضيق الإحليل انقباض في مجرى البول، يحدث هذا عادةً بسبب التهاب الأنسجة أو وجود نسيج ندبي. يمكن أن يكون النسيج الندبي نتيجة لعدة عوامل.

الأولاد الصغار الذين خضعوا لجراحة المبال التحتاني والرجال الذين لديهم غرسات في القضيب لديهم فرصة أكبر لتطوير تضيق الإحليل. تعد إصابة الإصابات المتداخلة نوعاً شائعاً من الصدمات التي يمكن أن تؤدي إلى تضيق الإحليل، تشمل الأمثلة السقوط عن دراجة أو الإصابة في منطقة قريبة من كيس الصفن. تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لتضيق الإحليل ما يلي:

  • كسور الحوض.
  • إدخال القسطرة.
  • إشعاع.
  • الجراحة التي تجرى على البروستات.
  • تضخم البروستات الحميد.

تشمل الأسباب النادرة لتضيق الإحليل ما يلي:

  • الإصابة بورم يقع بالقرب من الإحليل.
  • عدوى أو التهابات المسالك البولية غير المعالجة أو المتكررة.
  • الالتهابات المنقولة عن طريق الجنس (STIs) مثل السيلان البني أو الكلاميديا.

 

ما هي عوامل الخطر لتضيق الإحليل؟

يعاني بعض الرجال من مخاطر عالية للإصابة بتضيق الإحليل، وخاصةً أولئك الذين لديهم:

  • إصابة بواحد أو أكثر من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
  • إذا كانوا قد خضعوا لتركيب قسطرة حديثة (أنبوب صغير مرن يتم إدخاله في الجسم لتصريف البول من المثانة).
  • التهاب في الإحليل (تورم وتهيج في مجرى البول)، ربما بسبب العدوى.
  • تضخم البروستات.

اقرأ أيضاً: التهاب البروستاتا

ماهي أعراض تضيق الإحليل؟

يمكن أن يسبب تضيق الإحليل العديد من الأعراض، وتتراوح هذه الأعراض من خفيفة إلى شديدة، وقد تتضمن ما يلي:

  • ضعف تدفق البول أو انخفاض حجم البول.
  • حث مفاجئ ومتكرر على التبول أو الشعور بحاجة مفاجئة للتبول.
  • الشعور بعدم اكتمال إفراغ المثانة بعد التبول.
  • بدء وإيقاف التبول بشكل متكرر.
  • الشعور بألم أو حرقة أثناء التبول أو ما يسمى حرقان البول.
  • عدم القدرة على التحكم في التبول (سلس البول).
  • ألم في منطقة الحوض أو أسفل البطن.
  • تورم وألم القضيب.
  • وجود دم في السائل المنوي أو البول.
  • بول داكن اللون أو عاتم.
  • أسر البول أي عدم القدرة على التبول (هذا أمر خطير للغاية ويتطلب عناية طبية فورية).

 

كيف يتم التشخيص؟

قد يستخدم الأطباء عدة طرق لتشخيص تضيق الإحليل، ومنها:

  1. مراجعة الأعراض والتاريخ الطبي

قد يسأل الطبيب عن الأعراض و الأمراض السابقة والإجراءات الطبية التي خضع لها المريض مؤخراً، لتحديد ما إذا كان هناك عامل أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بتضيق مجرى البول.

  1. إجراء الفحص البدني

يمكن أن يساعد الفحص البدني البسيط لمنطقة القضيب في تحديد وجود تضيق في المسالك البولية. على سبيل المثال، سيكون الطبيب قادراً على ملاحظة الاحمرار بسهولة (أو إفرازات الإحليل) ومعرفة ما إذا كانت منطقة واحدة أو أكثر صلبة أو منتفخة.

  1. إجراء الاختبارات التشخيصية

قد يقرر الطبيب أيضاً إجراء واحد أو أكثر من الاختبارات التالية لتأكيد التشخيص:

    • قياس معدل التدفق أثناء التبول

يساعد في تحليل الخصائص الفيزيائية والكيميائية للبول لتحديد ما إذا كانت البكتيريا (أو الدم) موجودة.

    • تنظير المثانة والإحليل: إدخال أنبوب صغير بكاميرا في الجسم لعرض المثانة والإحليل من الداخل (الطريقة الأكثر مباشرة للتحقق من وجود تضيق).
    • تصوير الإحليل بالطريق الراجع: يقوم الطبيب بإدخال صبغة تباين خاصة في الإحليل عند طرف القضيب ويشاهد حيث تتقدم الصبغة باستخدام جهاز الأشعة السينية التنظيري.
    • فحوصات التصوير الشعاعي: مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية والموجات فوق الصوتية، تسمح للأطباء بمشاهدة مجرى البول والهياكل المحيطة.
    • قياس حجم فتحة مجرى البول.
    • اختبارات التحري عن الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً مثل الكلاميديا ​​والسيلان.

 

ما هي طرق العلاج؟

يعتمد علاج التضيق على شدة الحالة، وتتضمن الخيارات العلاجية المتاحة:

  1. الإجراءات غير الجراحية

الطريقة الأساسية للعلاج هي توسيع الإحليل المتضيق باستخدام أداة طبية تسمى الموسع. هذا إجراء خارجي مما يعني أنه لا حاجة إلى قضاء الليل في المستشفى. سيبدأ الطبيب بتمرير سلك صغير عبر الإحليل إلى المثانة ليبدأ في توسيعها، بمرور الوقت ستعمل الموسعات الأكبر حجماً على زيادة عرض الإحليل تدريجياً. خيار آخر غير جراحي هو وضع قسطرة بولية دائمة، عادةً ما يتم هذا الإجراء في الحالات الشديدة. لهذا الخيار بعض المخاطر، مثل تهيج المثانة والتهاب المسالك البولية.

  1. الجراحة

تعد عملية تقويم الإحليل المفتوحة خياراً لتضيقات أطول وأكثر شدة، يتضمن هذا الإجراء إزالة الأنسجة المصابة وإعادة بناء الإحليل. تختلف النتائج بناءً على حجم تضيق الإحليل.

  1. تحويل مجرى البول

في الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري إجراء تحويل كامل للبول. تعمل هذه الجراحة على إعادة توجيه تدفق البول بشكل دائم إلى فتحة في البطن، يتضمن استخدام جزء من الأمعاء للمساعدة في توصيل الحالب بالفتحة. عادةً ما يتم إجراء تحويل مجرى البول فقط في حالة إصابة المثانة بأضرار بالغة أو في حالة الحاجة إلى إزالتها.

 

هل يمكن الوقاية منه؟

إن منع تضيق الإحليل ليس ممكناً دائماً، ومع ذلك هناك بعض الخطوات التي يمكن أن يتخذها الشخص لتقليل فرصة تطوير المرض. فيما يلي بعض الطرق للمساعدة في منع تضيق مجرى البول:

  • إذا توجب على الشخص إجراء قسطرة ذاتية (إدخال قسطرة بنفسه للتخلص من البول)، يُنصح باستخدام هلام التشحيم وأصغر قسطرة ممكنة لأقصر إطار زمني ممكن.
  • استخدام وسائل الحماية أثناء النشاط الجنسي للمساعدة في منع انتقال الكلاميديا ​​أو السيلان.
  • تجنب الجماع مع شركاء مصابين بأي عدوى في المسالك البولية أو عدوى منتقلة بالجنس.
  • الخضوع لفحوصات منتظمة للكشف عن الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، بما في ذلك السيلان والكلاميديا​​، وطلب العلاج المناسب عند الإصابة.

يمكن أن يساعد أيضاً اتخاذ خطوات للوقاية من إصابات الحوض، مثل ارتداء معدات الحماية المناسبة عند ممارسة الرياضة، في منع تضييق الإحليل.

من المهم رؤية الطبيب على الفور إذا كان هناك أي من أعراض التضيق، حيث أن معالجة المشكلة بسرعة هي أفضل طريقة لتجنب المضاعفات الخطيرة.

 

الخلاصة:-

يمكن أن يكون تضيق الإحليل أمراً مزعجاً للذكور والإناث. تتراوح العلاجات من الانتظار اليقظ إلى الأساليب الجراحية. نظراً لأنه من المحتمل أن يتكرر حدوث هذا التضيق، فمن الضروري أن يستمر الشخص في المتابعة مع طبيب المسالك البولية ومراقبة الأعراض، حتى بعد العلاج. يمكن أن يؤدي تضيق الإحليل في بعض الحالات إلى احتباس البول، وعدم القدرة على التبول بسبب انسداد كامل في الإحليل، هذه حالة يحتمل أن تكون خطرة. يجب الاتصال بالطبيب على الفور عند حدوث ذلك.

 

 

 

المصادر

https://www.healthline.com/health/urethral-stricture

https://www.medicalnewstoday.com/articles/324983

https://www.medicinenet.com/urethral_stricture/article.htm

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3627163/