لا يزال مرض الزهايمر يشكل تحدياً حقيقاً أمام العلماء لإيجاد علاج مناسب لهذا الخلل المتدرج في خلايا ووظائف الدماغ.
لكن بارقة الأمل التي نعيشها اليوم، عبر العديد من الدراسات التي تتمكنا من الكشف عن المرض في مراحل مبكرة جداً. حيث يمكن تأخير تطور المرض عبر العلاج الدوائي، ومنع حدوث التدهور السريع في وظائف الدماغ.
الزهايمر هو شكل من أشكال الخرف التدريجي الذي يُصيب خلايا الدماغ ويؤثر على آلية عمله. ويتطور مرض الزهايمر عندما تبدأ خلايا الدماغ بالتلف نتيجة لتغيرٍ في بنية الخلية الدماغية تغيراً يُفقدها وظيفتها مع مرور الوقت.
يُعد الزهايمر أحد أشيع الاعتلالات العصبية التي تتسبب في موت الخلايا الدماغية وفقدان الذاكرة بالإضافة الى تدهور الادراك المعرفي كصعوبة تذكر الأحداث الاخيرة. ومع تتطور المرض يبدأ الدماغ بفقد وظائفه الأساسية تدريجياً حيث تبدأ المضاعفات الجسمية لمرض الزهايمر بالظهور وقد تنتهي بوفاة المريض.
تختلف سرعة تطور مرض الزهايمر من شخص لآخر، ويعتمد العلاج الدوائي على تأخير تطور المرض وتخفيف الأعراض المصاحبة لهذا المرض قدر الإمكان.
يُعد مرض الزهايمر هو أحد الأشكال المتطورة من الخرف الذي يشير الى انخفاض القدرة العقلية التي تؤثر حياة المريض ونشاطاته اليومية.
يُعرف الخرف بمجموعة من الأعراض المرتبطة بانخفاض الإدراك والتفكير المنطقي بالإضافة الى ضعف الذاكرة. وتعدد أنواع الخرف ومسبباته وجميعها تشترك في وجود تلف دماغي يؤثر على قدرة الخلايا الدماغية على التواصل فيما بينها مما يؤثر على وظائفها كالتفكير والسلوك وعلى طبيعة المشاعر أيضاً.
ويشمل الخرف حالات مرضية عديدة مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون وإصابات الدماغ الرضيّة وغيرها. ويُعد مرض الزهايمر من أكثر الأسباب شيوعًا للخرف بما نسبته 60-80٪ من حالات الخرف.
أما مرض الزهايمر فيتنج عن تغيرات معقدة تلي تلف الخلايا الدماغية، مما يؤدي الى تتفاقم أعراض الخرف بسرعة كبيرة بحيث تؤثر على الوظائف الحيوية الأساسية للجسم. فتصبح عملية البلع أو المشي من أصعب المهمات التي يقوم بها المريض. وذلك في حال نجح المريض في أدائها بنفسه.
الصورة التالية توضح الفرق بين الخرف ومرض الزهايمر:
يُعتقد أن مرض الزهايمر ناتج عن تراكم غير طبيعي للبروتينات في خلايا الدماغ. وبشكل خاص لنوعين من البروتينات الأول يُسمى البروتين النشواني أو الأميلويد Amyloid حيث يترسب هذا البروتين بشكل لويحات حول خلايا الدماغ.
والبرتين الآخر يُسمى برتين تاو Tau والذي تسبب ترسباته تشابكاً في الخلايا الدماغية. هذه الترسبات واللويحات تشكل حاجزاً يعيق النواقل والسيالات العصبية بين خلايا الدماغ، مما يسبب انخفاضاً في عدد الإشارات والرسائل العصبية الكيمائية بين خلايا الدماغ. ولذلك نلحظ انخفاض مستوى الأسيتيل كولين الناقل العصبي الكيمائي عند مرضى الزهايمر.
ومع تتطور المرض تبدأ الخلايا الدماغية بالتقلص لتشمل مناطق مختلفة من الدماغ. وتُعد الخلايا الدماغية المسؤولة عن الذكريات من أولى المناطق التي تتأثر بالزهايمر. وقد تظهر اعتلالات الرؤية ومشاكل اللغة أولاً عوضاً عن اعتلالات الذاكرة في بعض الحالات المرضية.
الصورة التالية توضح الفرق بين النسيج الدماغي السليم والنسيج الدماغي المصاب بالزهايمر:
كل شخص يمكن أن يعاني من نوبات من النسيان بين الحين والآخر. لكن الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر يظهرون سلوكيات وأعراضاً معينة مستمرة تزداد سوءًا بمرور الوقت. ويمكن أن تشمل:
والجدير بالذكر أن أعراض الإصابة بالزهايمر تتغير حسب مرحلة المرض.
مرض الزهايمر هو مرض يتطور بشكل تدريجي، مما يعني أن الأعراض ستزداد سوءًا بمرور الوقت. وينقسم مرض الزهايمر إلى سبع مراحل:
ومع تقدم المريض خلال هذه المراحل، سيحتاج إلى دعم متزايد من مقدم الرعاية الصحية. الصورة التالية توضح أهم مراحل الإصابة بالزهايمر:
تتضمن عوامل الخطر للإصابة بمرض الزهايمر:
اقرأ المزيد عن ارتفاع ضغط العين أو المياه الزقاء.
الطريقة الوحيدة الحاسمة لتشخيص الإصابة بالزهايمر هي فحص أنسجة الدماغ بعد موتها للأسف. لكن يمكن استخدام بعض الفحوصات والاختبارات الأخرى لتقييم قدرات المريض العقلية وتشخيص المرض وشدته.
للأسف لا يوجد علاج معروف له حتى الآن. ومع ذلك، يمكن للعلاج الدوائي المساعدة في تخفيف الأعراض وتأخير تطور المرض لأطول فترة ممكنة.
بالنسبة لمرض الزهايمر المبكر إلى المتوسط، قد يُوصف للمريض أدوية مثل دونيبيزيل (Donepezil) أو ريفاستيجمين (Rivastigmine). والتي يمكن أن تساعد في الحفاظ على مستويات عالية من الأسيتيل كولين في الدماغ. مما يساعد خلايا الذاكرة في الحفاظ على وظائفها.
ويمكن أن يساعد دواء ميمانتين (Memantine) في منع آثار الجلوتامات الزائدة. ( الغلوتامات Glutamate هي مادة كيميائية يتم إفرازها في خلايا الدماغ بكميات كبيرة عند مرضى الزهايمر وتتسبب في تتلف خلايا الدماغ).
وقد يُوجه المرضى بتناول بمضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق أو مضادات الذهان للمساعدة في علاج الأعراض المرتبطة بمرض الزهايمر. مثل الاكتئاب والهلوسة بالإضافة الى العدوانية والاستثارة الزائدة.
مثلما لا يوجد علاج معروف حتى الآن، ايضا لا توجد إجراءات وقائية مضمونة. ومع ذلك، يركز الباحثون على اتباع نمط الحياة الصحية كطريقة لمنع تطور المرض وتدهور صحة المريض. حيث يُنصح ببعض التدابير مثل:
تعرف على دور الأغذية الوظيفية في الوقاية من الأمراض.
يجب الحرص على التواصل الاجتماعي الفعّال مع مرضى الزهايمر خلال جائحة كورونا وخاصة خلال فترات الحجر الاجباري وعدم تركهم للعزلة. لأن ذلك قد يسرع من تطور المرض لديهم. كما يجب تذكيرهم دائماً بالحفاظ على غسل اليدين جيداً والحفاظ على المسافة الاجتماعية لحمايتهم من الإصابة بفيروس كورونا.
المصادر:
https://www.alz.org/alzheimers-dementia/what-is-alzheimers
https://www.nia.nih.gov/health/alzheimers-disease-fact-sheet
https://www.nhs.uk/conditions/alzheimers-disease/causes/
https://www.medicalnewstoday.com/articles/159442#summary