هل توجد علاقة بين فيروس كورونا ونقص السمع ؟

هل توجد علاقة بين فيروس كورونا ونقص السمع ؟
Doctor

هل توجد علاقة بين فيروس كورونا ونقص السمع ؟

يمكن أن تسبب العديد من أنواع العدوى البكتيرية والفيروسية الإصابة بنقص السمع بشكل مفاجئ أو تدريجي. لكن تبين أنّ الفيروسات التاجية القديمة التي تسببت في انتشار الأوبئة، مثل السارس SARS ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، لم تترافق بحدوث مشاكل في السمع. لكن ماذا عن فيروس كورونا الحالي الذي يتسبب في جائحة حول العالم في هذه الأيام، هل يمكن أن يكون سبباً لحدوث نقص السمع؟ 

 كما أصبح معروفاً الآن، يمكن أن تسبب الإصابة بـ COVID-19 أو فيروس كورونا العديد من المضاعفات المزمنة، بما في ذلك إصابة القلب وتلف الرئة والاضطرابات العصبية. مؤخراً، تم إجراء عدة دراسات وأبحاث طبيّة لمعرفة ما إذا كان نقص السمع وطنين الأذن (سماع صوت في الأذن) الذي لوحظ عند بعض مرضى عدوى فيروس كورونا ناجماً بالفعل عن عدوى الفيروس نفسه. نستعرض معكم بعض نتائج تلك الدراسات التي أجريت على مرضى مصابين بفيروس كورونا.

فيروس كورونا ونقص السمع

في يونيو 2020، راجع المتخصصون في مركز مانشستر للأمراض السمعية والصمم (مانكاد) في المملكة المتحدة ضمت سبع دراسات ألمحت إلى وجود صلة بين  مشاكل السمع والتوازن، و COVID-19. في ذلك الوقت، كانت جودة الأدلة التي تدعم ارتباطًا محتملاً ضعيفة. في ذلك الوقت، كانت جودة الأدلة التي تدعم  وجود ارتباطًا محتملاً  بين نقص السمع والإصابة بفيروس كورونا ضعيفة.

قام نفس الباحثين الآن بتحديث مراجعتهم لتشمل 56 دراسة نُشرت في عام 2020. على الرغم من أن الأدلة لا تزال مؤقتة، فقد قدر الباحثون انتشار مشاكل السمع بين الأشخاص الذين تعافوا من عدوى فيروس كورونا.

حيث بيّن تحليل هذه المراجعة التي نشرت في المجلة الدولية لعلم السمع، أن حوالي 14.8% من المرضى يعانون من طنين الأذن، و  7.6%يعانون من فقدان السمع ، و 7.2% يعانون من الدوار.

ومع ذلك يؤكد مؤلفو تلك المراجعة أن هذه الأرقام قد تبالغ في تقدير الحجم الحقيقي للمشكلة، وذلك لأن التقارير والدراسات التي قاموا بمراجعتها لم توضح ما إذا كانت الأعراض السمعية التي شكى منها هؤلاء المرضى جديدة أو ما إذا كانت موجودة قبل العدوى بفيروس كورونا وساءت بشكل مؤقت.

 بالإضافة إلى ذلك، استندت معظم الدراسات إلى السجلات الطبية أو الاستبيانات التي أبلغ فيها المرضى عن أعراضهم الخاصة، وقليل من هذه الدراسات استخدمت الاختبارات السمعية الخاصة لتحديد نقص السمع.

 

هل يمكن أن يكون نقص السمع عرضاً للإصابة بفيروس كورونا؟

بشكل عام، تظهر الأبحاث أن ضعف السمع وطنين الأذن ليسا من الأعراض الشائعة لعدوى COVID-19 ؛  ولا تعتبر مضاعفات شائعة مع تقدم المرض. ومع ذلك، تم الإبلاغ عن العديد من حالات العدوى التي ترافقت مع نقص في السمع.

في حين أنه من غير الممكن إثبات أن فيروس كورونا قد تسبب بشكل مباشر في فقدان السمع، أوضح الباحثون، أنه من المحتمل جداً أن يكون ضعف السمع وخاصةً إذا حدث بشكل مفاجئ ناجماً عن العدوى، خاصةً إذا لم يتلق هؤلاء المرضى أي أدوية ذات تأثير سمي على الأذن.

 

ما هي الأسباب المحتملة لحدوث نقص السمع عند مرضى فيروس كورونا؟

تحتوي الأذن الداخلية على عضو كورتي (المسؤول عن استقبال التنبيهات الصوتية في القوقعة)، والقنوات نصف الدائرية المملوءة بالسوائل، والتي لها دور هام في الحفاظ على التوازن.

اقترح الباحثون بعض التفسيرات المحتملة للأضرار التي لحقت بالأذن الداخلية والتي حدثت عند المرضى المصابين بفيروس كورونا، وتشمل هذه التفسيرات:

  • الالتهابات الفيروسية المباشرة في الأذن الداخلية أو العصب السمعي الذي ينقل التنبيهات السمعية منها إلى الدماغ.
  • أسباب مناعية ذاتية: قد يهاجم الجهاز المناعي للجسم عن طريق الأجسام المضادة أو الخلايا المناعية الأذن الداخلية، أو يمكن أن يسبب الإنتاج المفرط للسيتوكينات، وهي جزيئات بروتينية ينتجها الجهاز المناعي وتسبب الالتهاب.
  • جلطات دموية تعيق تدفق الدم إلى القوقعة أو القنوات نصف الدائرية، وبالتالي تمنع وصول المغذيات والأوكسجين إليها.

 

بالإضافة إلى ذلك كشفت بعض تقارير التشريح عن وجود الفيروس داخل الأذن الوسطى، أيّ أنّ الضرر ليس محصوراً في الأذن الداخلية فقط.

 

نقص السمع كأثر جانبي للأدوية المستخدمة في علاج فيروس كورونا

 

كما هو معروف، فقد استخدمت العديد من البروتوكولات العلاجية عند المرضى المصابين بعدوى فيروس كورونا. وإنّ بعض الأدوية المستخدمة ضمن هذه البروتوكولات مثل الكينين والكلوركوين والهيدروكسي كلوروكوين تنطوي على مخاطر عالية نسبياً تتمثل في الإصابة بنقص السمع وطنين الأذن أو الدوار كأعراض جانبية.

 

حيث يمكن أن تسبب تلك الأدوية والمعروفة أيضاً بالأدوية المضادة للملاريا سميّة للأذن أو ما يعرف بـ السميّة السمعية كونها قد تؤثر على الخلايا السمعية في الأذن الداخلية، وبالتالي قد تسبب طنين الأذن ونقص السمع، وقد يتم تشخيص هذه الأعراض بشكل خاطئ على أنها ناجمة عن العدوى بفيروس كورونا.

 

هل يمكن أن يكون فيروس كورونا سبباً لحدوث الدوار؟

 

لم تربط منظمة الصحة العالمية أو غيرها من المؤسسات الصحية الدوار أو الدوخة كأعراض نموذجية للإصابة بعدوى فيروس كورونا. وبالرغم من ذلك، هناك أدلة تشير إلى أن الدوار يمكن أن يكون سببه العدوى بفيروس كورونا، وقد يحدث عند أشخاص قد لا يعانون من أي أعراض الأخرى للإصابة بهذا الفيروس.

 

يمكن أن يحدث الدوار لدى المصابين بعدوى فيروس كورونا نتيجة الضرر اللاحق الذي يحدثه الفيروس في الأذن الداخلية، وخاصةً إذا نجم عن ذلك الضرر التهاب في العصب الدهليزي، وهو العصب المسؤول عن نقل الإشارات العصبية والمعلومات المتعلقة بالتوازن من الدهليز في الأذن الداخلية إلى مراكز التوازن في الدماغ. وقد يؤدي ذلك إلى شعور المريض وكأنه يفقد توازنه، أو الأشياء من حوله تدور، وقد يرافق ذلك شعور بالغثيان الشديد أو التقيؤ.

 

طنين الأذن عند مرضى فيروس كورونا

 

الطنين هو سماع صوت أو رنين أو ضجيج كما يصفه البعض في إحدى الأذنين أو كلتيهما، وعادةً ما يكون الطنين مسموعاً من قبل المريض وحده ولا يمكن للأشخاص من حوله أن يدركون ذلك.

 

 وبالرغم من أنّ طنين الأذن لا يعتبر من الأعراض النموذجية لعدوى فيروس كورونا، إلى أنّ العديد من الأطباء يعتقدون أنّ الطنين قد يكون من العقابيل طويلة الأمد التي تنجم عن الإصابة بعدوى فيروس كورونا.

وقد يكون طنين الأذن الذي يحدث في سياق عدوى فيروس كورونا - مثل الفيروسات الأخرى التي تصيب الأذن والجيوب الأنفية -  ناجماً عن استجابة مناعية أو رد فعل غير طبيعي  للجهاز المناعي يسبب اضطراباً في نقل الإشارات العصبية بين الأذن والدماغ.

 

ومع ذلك، يمكن أن يكون طنين الأذن المرافق للعدوى الفيروسية من الأعراض المزعجة للغاية دون أن يكون هناك خطة علاج محددة له. في بعض الأحيان قد تُعطى بعض الأدوية المضادة للالتهاب أو الستيروئيدات لتخفيف هذه الحالة.

 

 

الخلاصة حول الأعراض السمعية وعدوى فيروس كورونا

 هناك حاجة إلى مزيد من البحث كي نفهم تماماً كيف يؤثر فيروس كورونا على السمع والتوازن. حتى اليوم، ما زلنا لا نعرف إلى أي مدى يتسبب الفيروس التاجي في نقص السمع أو الطنين أو مشاكل التوازن.

ومع ذلك، ينبغي على أي شخص تم تشخيص إصابته بعدوى فيروس كورونا وظهرت لديه أي أعراض سمعية حتى بعد التعافي، طلب الرعاية الطبية على الفور لزيادة فرصة استعادة السمع أو التخفيف من الطنين والدوار الموجود.

 

المصادر

 

https://www.medicalnewstoday.com/amp/articles/covid-19-linked-to-tinnitus-hearing-loss-and-vertigo

https://www.healthyhearing.com/report/53127-Coronavirus-hearing-loss-tinnitus-covid

https://m.timesofindia.com/life-style/health-fitness/health-news/coronavirus-symptoms-can-covid-cause-hearing-problems-3-possible-signs-to-look-for/amp_etphotostory/81650599.cms