د فايز هلال
عضو منذ نوفمبر 2021
الإسهال عند الأطفال

يعاني العديد من الأطفال من الإصابة بإسهال مزمن قد يستمر لعدة أيام مترافقاً بأعراض أخرى متنوعة مثل التشنجات المعوية وألم البطن وغيرها، وقد تجد الأمهات صعوبة في مواجهة تلك الحالة وتخفيف الأعراض على طفلهم، وقد يخاف الأهل فيتجهون بالطفل فوراً إلى أقرب عيادة أو مركز طبي للبحث عن علاج سريع وفعال. دون أن يدركوا أنه يمكن علاج الإسهال عند الأطفال في المنزل بسرعة وبشكل فعال.

سوف نستعرض معكم في ما يلي الأسباب المتنوعة للإسهال عند الأطفال، وكيف يمكن أن يؤثر على صحة الطفل العامة وما هي أشيع الأعراض والعلامات التي تصيب الطفل. وما هي أفضل الطرق المنزلية الطبيعية وأكثرها فعاليةً في معالجة الإسهال عند الأطفال.

 

ما هو الإسهال؟

الإسهال بتعريفه هو عندما يتبرز الطفل لأكثر من ثلاث مرات في اليوم ويكون البراز ذو قوام مائي. أما إذا كان قوام البراز سميكاً ولونه طبيعي أو حتى عدد مرات التبرز ضمن الطبيعي فإن ذلك لا يعد إسهالاً.

يشفى الإسهال عند الأطفال بشكل طبيعي عادةً دون الحاجة لأي علاج دوائي خلال يومين إلى ثلاثة أيام. أما إذا تجاوزت مدة الإسهال أربعة أيام متواصلة فإن ذلك قد يشكل خطورةً على صحة الطفل ويحتاج إلى استشارة الطبيب بأسرع وقت ممكن.

 

ما هي أشيع أسباب الإسهال عند الأطفال؟

تتعدد أسباب إصابة الطفل بالإسهال وتتنوع فيما بين أسباب متعلقة بطعام الطفل وأخرى ناجمة عن حالة مرضية. ومن هذا الأسباب نذكر:

  • التهاب المعدة والأمعاء

يعد التهاب مخاطية المعدة والأمعاء من أهم أسباب حدوث الإسهال في عمر الطفولة وفي البالغين أيضاً، تدخل الميكروبات للسبيل الهضمي عبر الطعام أو الشراب الملوث أو الأغذية الغير مطهوة جيداً، قد تكون هذه الميكروبات عبارة عن جراثيم، فيروسات أو طفيليات. وقد انتشرت لقاحات خاصة ببعض هذه الميكروبات مما قلل من أعداد الإصابات في السنوات الأخيرة.

  • التحسس أو سوء التحمل الغذائي

يعاني بعض الأطفال من سوء تحمل لبعض أنواع الطعام مثل بروتينات الحليب، البيض والبطاطس، فعندما يتناول الطفل أحد هذه الأطعمة فإن مخاطية السبيل الهضمي تلتهب ويتشكل رد فعل مناعي من الجسم لمقاومة هذه الأطعمة، ويظهر ذلك عادةً على هيئة غثيان وإسهال وتقيؤ.

سوء تحمل الجالاكتوز هو أحد الأمثلة على ذلك. حيث تغيب الإنزيمات المسؤولة عن استقلاب سكر الجالاكتوز الموجود في الحليب، لذا يكون الطفل المصاب بذلك ممنوعاً من شرب الحليب ومشتقاته ويتضمن ذلك حليب الأم.

  • شرب الكثير من عصير الفاكهة

كما هو معروف فإن الزيادة في أي شيء قد يكون ضاراً للطفل، وينطبق ذلك على عصير الفاكهة. تقوم بعض الأمهات بإعطاء طفلهم كميات كبيرة من عصير الفاكهة خلال فترة زمنية قصيرة، وقد يسبب ذلك ألماً في معدة الطفل وشعور بالانزعاج مترافق مع إسهال، لذا يفضل أن تعطي طفلك فاكهة كاملة بدلاً من العصير فذلك مترافق بضرر أقل عليه.

  • بزوغ الأسنان لدى الطفل

تترافق مرحلة بزوغ الأسنان لدى الطفل بأعراض متعددة مثل الألم المتواصل و تورم اللثة وإيلامها ، بالإضافة إلى زيادة كمية اللعاب المفرز منها مما يمنع تشكل كتلة براز قاسية في الأمعاء ويسبب حدوث الإسهال عند الطفل.

  • تبدلات الطقس

يترافق أي تبدل صغير في الطقس مع حدوث إسهال لدى الأطفال لأنهم أكثر تأثراً من غيرهم، فالطفل المعتاد على العيش في طقس حار نسبياً وانتقل إلى منطقة تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل واضح فإنه غالباً ما يصاب بالإسهال. ويحتاج الطفل لوقت كافي ليعتاد على الطقس الجديد ليتخلص من هذا الإسهال المزعج.

 

كيف يمكن علاج الإسهال عند الأطفال في المنزل؟

قبل أن تتصلي بالطبيب لعلاج الإسهال عند طفلك، فإن هناك مجموعة من العلاجات المنزلية الطبيعية التي يمكن أن تلجئي لها لتدبير حالة طفلك وإيقاف الإسهال والأعراض المرافقة له.

  • الماء المالح

يفقد الطفل المصاب بالإسهال مقدار كبير من سوائل الجسم، ويساعد شرب الماء المالح على استعادة المستوى الطبيعي للماء عند الطفل. ويعد من أول الخيارات المقترحة في علاج الإسهال في المنزل.

يمكن تحضير الماء المالح بغلي كوب من الماء ثم تبريده مع إضافة ملعقتين صغيرتين من السكر ونصف ملعقة من الملح ومزجها جيداً. ويشرب الطفل من هذا الماء لعدة مرات خلال اليوم، مع الانتباه لعدم بقاء الماء أكثر من 6 ساعات.

  • عصير الزنجبيل

يعد عصير الزنجبيل من أهم وأكثر الطرق المنزلية أماناً في علاج الطفل المصاب بالإسهال. وذلك لأن الزنجبيل يعمل على علاج السبب وراء حدوث الإسهال بمحاربة عسر الهضم أو حتى الالتهاب الجرثومي في المعدة والأمعاء، بالإضافة إلى دوره في تعويض ما فقده الطفل من سوائل بسبب الإسهال، ويعمل على تحسن الدوران الدموي في الجسم والتخلص من الأعراض المرافقة للإسهال.

لتحضير عصير الزنجبيل يمكن ببساطة وضع ساق الزنجبيل في وعاء من الماء المغلي، ويغلى على نار هادئة لمدة خمس دقائق. ثم يصفى ويسكب في كوب  صغير ويعطى للطفل بعد تبريده. ويمكن إضافة ملعقة من السكر للعصير حتى يتقبله الطفل.

  • البطاطا المسلوقة

عند إصابة الطفل بالإسهال فإن لا يفقد السوائل من جسمه فقط، بل يخسر العديد من العناصر الغذائية الهامة لصحته. يكون ذلك أحياناً بسبب فقدان الطفل لشهيته أثناء إصابته بالإسهال، ومن أفضل الخيارات العلاجية الطبيعية لذلك هي البطاطا المسلوقة، فهي تساعد على تهدئة معدة الطفل وتعوض له الفاقد من العناصر الغذائية، وبسبب النسبة العالية للنشاء في البطاطا فإنها تساعد على تشكل كتلة البراز وقساوة قوامها وبالتالي تحسن من أعراض الإسهال لدى الطفل.

ببساطة يمكن سلق حبة أو اثنتين من البطاطا مع قشرتها، ثم تقشيرها وهرسها جيداً. ويمكن إضافة بعض الماء والملح لإعطاء نكهة للوجبة. احرصي على عدم إجبار الطفل على تناول أكثر من حاجته من البطاطا كي يبقى متقبلاً لها.

  • الموز

يعد الموز أيضاً من الأطعمة المفيدة لحالات الإسهال لدى الأطفال، فتناول الطفل لموزتين أو ثلاثة خلال اليوم يساعد على تشكل كتلة براز صلبة والتخفيف من نوبات الإسهال المتكررة. يعمل الموز من خلال توازن الشوارد في المعدة والأمعاء بسبب محتواه الغني بعناصر البوتاسيوم والبكتين، هذه العناصر  تساعد على امتصاص الماء من كتلة البراز وجعل قوامها أكثر قساوةً وبالتالي علاج الإسهال.

  • الزبادي

تساعد الزبادي على دعم وتنشيط النبيت الجرثومي الطبيعي المفيدة في أمعاء الطفل، مما يشكل حماية من الجراثيم الضارة، ويساعد أيضاً في تشكل حمض اللبن في الأمعاء والذي يقتل البكتيريا الضارة ويشفي الطفل بشكل سريع.

  • عصير الرمان

يعرف الرمان بمحتواه الغني بمضادات التأكسد والألياف المغذية. وهو يستخدم من قديم الزمان لخصائصه الطبية المتعددة. يمكن إعطاء الطفل عصير الرمان بشكل متكرر يومياً لحمايته من التجفاف الناجم عن الإسهال والحفاظ على نشاطه. ويمكنك تخفيف تركيز العصير بقليل من الماء ليكون أخف على معدة الطفل.

  • ماء جوز الهند

يعد ماء جوز الهند من أكثر العلاجات المنزلية للإسهال عند الأطفال فعاليةً وأماناً، فهو يعوض ما فقده الطفل من سوائل وعناصر غذائية أخرى مثل الصوديوم، البوتاسيوم وغيرها. فضلاً عن أنه مصدر غني بالطاقة ووقاية من التجفاف.

يفضل تناول نصف كوب من ماء جوز الهند بشكل يومي وخاصةً في فترة الصباح كي لا يسبب إزعاجاً للطفل أثناء النوم.

  • التفاح المهروس

لإيقاف الإسهال عن الأطفال ينصح بوجبة التفاح المهروس أو صلصة التفاح لما تمتاز به من فعالية عالية وفوائد متنوعة. فهي غنية بمضادات التأكسد والألياف الغذائية التي تعمل على علاج الإسهال عند الطفل وتحسن وظيفة جهازه الهضمي.

يمكن تحضير هذه الوجبة بتقطيع التفاح إلى شرائح صغيرة وغسلها جيداً ثم تسخينها لتصبح ذات قوام طري قبل أن يتم هرسها جيداً. وتقدم للطفل باردة لعدة مرات في اليوم.

  • عصير الجزر

يعد الجزر من الخيارات الرائعة في حالات الأمعاء المضطربة، فهي من الخضراوات الغنية بالألياف والتي تساعد على امتصاص الماء في الأمعاء وتشكيل كتلة براز متماسكة وصلبة.

يمكن تقديم عصير الجزر لطفلك خلال وجبة الفطور يومياً للحد من أعراض الإسهال خلال اليوم واستعادة الطفل لنشاطه وحيويته.


ما هي الحالات التي تستوجب استشارة الطبيب؟

إذا كان طفلك يعاني من الإسهال يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:

  • الأطفال الذين لم يتجاوز عمرهم ٦ أشهر.
  • عند ملاحظة وجود دم مع البراز.
  • ملاحظة وجود علامات للتجفاف عند الطفل.
  • الإسهال المترافق بالتقيؤ المتكرر.
  • إذا ترافق الإسهال مع ارتفاع في درجة الحرارة لا يخف باستخدام خافضات الحرارة التقليدية.
  • إذا ترافق الإسهال مع انتفاخ أو تورم في البطن.
  • سوابق جراحة على البطن للطفل.
  • إذا استمر الإسهال لأكثر من ثلاثة أيام دون أي تحسن يذكر.

 

اقرأ أيضاً: فقدان الشهية عند الأطفال

اقرأ أيضاً: تقرحات الفم

 

https://www.webmd.com/children/guide/diarrhea-treatment

https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/diarrhea-in-children

https://kidshealth.org/en/parents/diarrhea.html