الحزام الناري أو القوباء المنطقية
الحزام الناري أو القوباء المنطقية وهي عدوى فيروسية تسبب طفحاً جلدياً مؤلماً يمكن أن يصيب جميع أجزاء الجسم، وتتظاهر هذه الإصابة بشكل شريط أو حزام من البثور الجلدية الملتهبة التي تلتف حول الطرف الأيمن أو الأيسر من الجسم. وقد تسبب الإصابة بالجزام الناري آلام عصبية أيضاً.
تُقدر الإحصائيات أن واحد من كل ثلاثة أشخاص في الولايات المتحدة يُصاب بالحزام الناري خلال فترة حياته. وعلى الرغم أن الإصابة بالحزام الناري لا تُعد سبباً مهدداً لحياة المريض إلا أنها قد تكون مؤلمة للغاية في بعض الأحيان، ويساعد العلاج المبكر في تقصير مدة ظهور الأعراض وتخفيف حدتها.
سنتعرف في هذه المقالة عن سبب هذا المرض وأنواعه:
ما هو مرض الحزام الناري الــ Shingles:
يحدث الحزام الناري أو الهربس النطاقي بسبب فيروس الحماق النطاقي Varicella-Zoster Virus - وهو نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء Chickenpox.
وتحدث الإصابة بالهربس النطاقي عادة بعد الإصابة السابقة بجدري الماء، حيث يكون الفيروس في حالته الغير نشطة ضمن الأنسجة العصبية بالقرب من الحبل الشوكي والدماغ. مع مرور السنوات، يٌعاود الفيروس نشاطه مسبباً الهربس النطاقي.
عودة نشاط الفيروس تؤدي الى ظهور البثور الجلدية التي تسبب الشعور بالحكة والحرقان في مكان الإصابة.
عادةً ما يستمر طفح الهربس النطاقي من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويتعافى معظم المصابين من الهربس النطاقي تمامًا بعد فترة 4 أسابيع من الإصابة.
أعراض الإصابة بالهربس النطاقي وأنواعها:
خلال المرحلة الأولى من الإصابة بالهربس النطاقي، تكون الإصابة غير معدية، وتقتصر أعراضها الأولية على الحمى والضعف العام. بالإضافة الى الشعور بالألم والحرق أو الإحساس بالوخز في مناطق مختلفة من الجسم. بعد بضعة أيام، تبدأ أولى علامات الطفح الجلدي بالظهور. ويبدأ المريض في ملاحظة بقع وردية أو حمراء على جانب واحد من جسمه. حيث تتجمع هذه البقع على طول المسارات العصبية. مما بسبب الشعور بألم في منطقة الطفح الجلدي عند بعض الأشخاص.
في المرحلة الثانية للإصابة بالهربس النطاقي تظهر البثور الجلدية الــBlisters المملوءة بالسوائل الخلوية التي تشبه في مظهرها مظهر الإصابة جدري الماء. وقد تكون مصحوبة بحكة.
تستمر البثور الجديدة في التطور لعدة أيام لاحقة. كما تظهر البثور على منطقة محددة ولا تنتشر على كامل الجسم، بل تكون أكثر شيوعًا على جذع الجسم والوجه، ولكنها يمكن أن تحدث في بقية أجزاء الجسم. ففي حالات نادرة، يظهر الطفح الجلدي في الجزء السفلي من الجسم.
في الصورة التالية توضيح لأماكن ظهور هذه البثور:
لا يمكن في هذه المرحلة من الإصابة انقال الإصابة إلى شخص آخر غير المصاب. ومع ذلك، فإن وجود أشخاص لم يُصابوا بجدري الماء من قبل أو لم يتلقوا لقاح جدري الماء سابقاً بقرب المريض يزيد احتمالية اصابتهم بجدري الماء أو بالهربس النطاقي وذلك من خلال الاتصال المباشر بالبثور النشطة. حيث يتسبب الفيروس نفسه في الإصابة بالهربس النطاقي وجدري الماء.
في المرحلة الثالثة تظهر القشور والبثور المفتوحة Scabbing and crusting حيث تتفجر البثور وتتسرب سوائلها المائلة الى اللون الأصفر قليلاً على سطح الجلد. وعندما تجف هذه السوائل، تبدأ القشور في التكون. ويمكن أن تستغرق كل بثرة من البثور من أسبوع إلى أسبوعين حتى تتقشر تمامًا.
خلال هذه المرحلة، قد يخف الألم قليلاً ولكن قد يستمر لأشهر وفي بعض الحالات يستمر الألم الى سنوات. كما أن خطر انتشار الفيروس يقل عندما تتقشر جميع البثور.
حزام النار أو شريط الهربس النطاقي The shingles “belt”:
يتشكل حزام النار حول القفص الصدري أو منطقة الخصر، وقد يبدو بشكل حزام كامل أو على شكل نصف حزام. ويسمى أيضاً في هذه المرحلة زنار النار. وتكون الإصابة معدية في هذه المرحلة.
يمكن التعرف بسهولة على إصابة حزام الهربس النطاقي، إذ يمكن أن يغطي الحزام مساحة واسعة من جانب واحد من القسم الأوسط من الجسم. موقع الاصابة الحرج يجعل الملابس الضيقة قليلاً غير مريحة للمريض.
القوباء العينية Ophthalmic shingles:
تؤثر الإصابة بالهربس النطاقي في منطقة العين على العصب الذي يتحكم في إحساس الوجه وحركة الوجه. في هذا النوع من الإصابة، يظهر طفح الهربس النطاقي حول العين وفوق الجبهة والأنف. وقد يصاحب القوباء المنطقية العينية صداع.
كما تسبب هذه الإصابة احمرار العين وتورمها والتهاب القرنية أو القزحية وتدلي الجفن. ويمكن أن تتسبب في عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها أيضًا.
الصورة التالية توضع شكل الهربس النطاقي:
دائمًا ما تكون القروح المفتوحة من أي نوع عرضة للعدوى البكتيرية. لذلك ننصحك بالحافظ على نظافة المنطقة المصابة وتجنب الخدش لتقليل احتمالية إصابتك بعدوى ثانوية، وتُعد العدوى الثانوية أكثر احتمالًا إذا كان لديك ضعف في جهاز المناعة.
عوامل الخطورة التي ترفع من نسبة الإصابة بالهربس النطاقي:
تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالهربس النطاقي:
1. التقدم بالعمر وخاصة بعد تجاوز سن الـ 50 عاماً.
2. الإصابة ببعض الأمراض: يمكن أن تزيد الأمراض التي تضعف جهاز المناعة من نسبة إصابتك بالهربس النطاقي، مثل فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والإصابة بالسرطان.
3. الخضوع لعلاجات السرطان. يمكن أن يقلل الإشعاع أو العلاج الكيميائي من مقاومتك للأمراض وقد يحفز الهربس النطاقي.
4. تناول بعض الأدوية. يمكن للأدوية المصممة لمنع رفض الأعضاء المزروعة من خلال تثبيط جهاز المناعة، أن تزيد من خطر الإصابة بالهربس النطاقي - كما هو الحال مع الاستخدام المطول للستيرويدات، مثل بريدنيزون.
علاج الإصابة بالهربس النطاقي:
معظم المصابين يشفى الطفح الجلدي لديهم في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. على الرغم من أن بعض المرضى قد يعانون من ندوب طفيفة نتيجة البثور، إلا أن معظمهم يتعافون تمامًا بدون ندبات ظاهرة.
قد يصف الطبيب بعض الأدوية التي تخفف من حدة الأعراض المصاحبة للإصابة بالهربس النطاقي الى جانب بعض الأدوية التي تحد من انتشار المرض وتتطور مضاعفاته عند المريض.
كما يُنصح المرضى باستحمام بماء بارد واستخدام الكمادات الباردة على موضع البثور والذي من شأنه تخفيف الحكة والألم مكان البثور. ويُنصح بالابتعاد عن مصادر التوتر التي تزيد من حدة الأعراض عند المريض.
في بعض الحالات، يمكن أن يستمر الألم على طول موقع الطفح الجلدي لعدة أشهر أو أكثر. يُعرف هذا بالألم العصبي التالي للهربس Postherpetic Neuralgia.
من الجدير بالذكر أيضاً أن الأشخاص الذين أصيبوا بالهربس النطاقي سابقاً يمكن أن تعود إليهم الإصابة عدة مرات لاحقاً.
الوقاية من الإصابة بالهربس النطاقي:
قد يساعد لقاح الهربس النطاقي في الوقاية من الهربس النطاقي، حيث تمت الموافقة على لقاح Shingrix و Zostavax من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) في عام 2017.
لقاح Shingrix وهو لقاح غير حي مصنوع من مكون فيروسي. يتم إعطاؤه على جرعتين، يفصل بين الجرعتين مدة تتراوح من شهرين إلى ستة أشهر.
لقاح Zostavax يوفر الحماية ضد الإصابة بالهربس النطاقي لمدة خمس سنوات تقريبًا. وهو لقاح حي يُعطى حقنة واحدة في أعلى الذراع. ويوصى باستخدام Zostavax للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر. على الرغم من أنه لم يعد يُباع في الولايات المتحدة اعتبارًا من يوليو 2020، إلا أنه لا يزال بإمكان الدول الأخرى استخدامه.
لقاح الهربس النطاقي يستخدم فقط كوسيلة وقائية. لا يُقصد به علاج الأشخاص المصابين حاليًا بالمرض.
المصادر:
https://www.cdc.gov/shingles/about/symptoms.html
https://www.nhs.uk/conditions/shingles/
