أهم 5 مكونات طبيعية لعلاج الالتهاب المزمن

أهم 5 مكونات طبيعية لعلاج الالتهاب المزمن
Doctor

أهم 5 مكونات طبيعية لعلاج الالتهاب المزمن

في بعض الأحيان قد تطول أعراض الالتهاب المزعجة عند بعض المرضى أكثر من اللازم وخاصة في حالات الالتهابات المزمنة، حتّى إن كثير من الدراسات العلمية قد ربطت بين استمرار المظاهر الالتهابية فترة طويلة وبين حدوث الكثير من الأمراض المزمنة والخطيرة كالسكري وبعض أنواع السرطانات.

اللافت في كثير من الدراسات العلمية أنها وجدت تأثيراً للأنماط الغذائية على تحسن الحالات الالتهابية وانخفاض تراكيز المشعرات الالتهابية في الدم، حيث وجدت الدراسات رابطاً بين تناول بعض العناصر الطبيعية وانخفاض مستويات المشعرات الالتهابية في الدم مما يؤدي لاحقاً لتخفيف أعراض الالتهاب. سنتعرف في هذا المقال الى عملية الالتهاب وأعراضها وأنواعها ثم سنذكر أهم العناصر الطبيعة الفعالة في محاربة الالتهاب.

أ - ما هو الالتهاب؟:

يطلق مصطلح الالتهاب على الطريقة التي يحمي الجسم بها نفسه من أي عدوى أو إصابة تضرّه، فالالتهاب هو خط الدفاع الأول للجسم ضد الإصابات التي تسببها الكائنات الممرضة كالبكتيريا والفيروسات، فيكون الالتهاب إشارة البداية لمجموعة متتالية من التفاعلات والتغيرات النسيجية والخلوية التي تستدعي بها خلايا الدم البيضاء لكي تتصدى بها للكائنات الغازية وتطلق معها عميات الإصلاح والترميم للنسج المتضررة والمصابة. ولا يمكن تصور الجسم البشري بدون تلك العملية الفيزيولوجية فلولاها كانت أي إصابة أو عدوى تصيب الجسم مؤهلةً لأن تتفاقم ويزداد ضررها لتهدد حياة الجسم برمته وتؤدي الى الموت.

أعراض الالتهاب:

  • احمرار المنطقة المصابة.
  • تورم وانتفاخ مكان الإصابة أو العدوى.
  • ارتفاع حرارة المنطقة الملتهبة قليلاً وتلك نتيجة للتفاعلات الحيوية في مكان الالتهاب.
  • الشعور بالألم في المنطقة المصابة.
  • قد يؤدي الالتهاب الى فقدان لوظيفية العضو المصاب.
  • قد يصاحب الالتهابات الشديدة اعراض عامة مثل: الصداع والتعب وفقدان الشهية مع القشعريرة والبرد.

أنواع الالتهاب:

إن التغيرات الخلوية والتفاعلات الحيوية التي تصاحب عملية الالتهاب تكون متناسبة مع طبيعة مكان الإصابة وحجمها وخطورة الكائنات الحية الممرضة ولذلك كان لعملية الالتهاب نوعان:

  • الالتهاب الحاد: قصير الأمد، ويحدث غالباً بعد الإصابات البسيط كالتواء الكاحل أو كشط الجلد أو عدوى من مسمار ملوث، وتكون تأثيراته موضعية وتزول أعراضه في غضون أيام قليلة.
  • الالتهاب المزمن: طويل الأمد. ويحدث نتيجة لتهتك أو تمزق بالأنسجة الحية ويستمر، كالاتهاب المفاصل العظمية وقد يؤدي استمرار الالتهاب الى أحد أمراض المناعة الذاتية.

ولذلك يطلق على "الالتهاب الحاد" الالتهاب الجيد لأنه الوسيلة الناجحة التي تؤدي عملية الاستشفاء الذاتي للجسم.

علاج الالتهاب:

  • علاج دوائي: ويستخدم فيه العديد من الأدوية التي تخفف من مظاهر الالتهاب كالاحمرار والتورم والألم، وعادة ما تستخدم زمرتين دوائيتين معاً لاختلاف آلية التأثير لكلا الزمرتين.
  • العلاج الطبيعي: فقد وجدت كثير من الدراسات العلمية أن بعض العناصر الطبيعية لها فعاليّة كبيرة في تدبير وتخفيف أعراض الالتهاب حتى بلوغ الاستشفاء التام.

ب -أهم 5 مكونات طبيعة لعلاج الالتهاب المزمن:

الكثير من الدراسات اليوم أصبحت تنصح باتباع نمط غذائي غني بالمكونات الطبيعية المضادة للالتهاب، لما لها من تأثير فعّال في علاج الالتهابات المتعددة وتخفيف أعراضها، والتي بدورها تساهم وبشكل ملحوظ في الوقاية من الأمراض الكثيرة التي قد تسببها الشدة الالتهابية كأمراض المناعة الذاتية. ومن أهم المكونات تلك:

  • الزنجبيل Ginger:

يٌعرف الزنجبيل بأنه نوع من أنواع التوابل التي تستخدم في الطهي بأشكالها المجففة والمسحوقة، لكن بعيداً عن استخدامات الزنجبيل في الطهي، فقد استخدم الزنجبيل بشكل واسع في الطب التقليدي من آلاف السنين فاستخدم الزنجبيل في علاج نزلات البرد والصداع النصفي والغثيان كما استخدم في تدبير التهاب المفاصل وارتفاع ضغط الدم.

يحتوي الزنجبيل على أكثر من 100 مركب كيمائي فعال مثل الجنجرول والزنجرون والزنجبريين وقد أثبتت هذه المركبات فعاليتها في تخفيف حدة الالتهاب وأعراضه. ففي دراسة علمية أجريت على 1000 شخص يتناولون جرعة يومية من الزنجبيل تٌقدر بــ  mg 1,000–3,000 يومياً في فترة زمنية تتراوح بين 4-12 أسبوعاً أظهرت تراجعاً ملحوظاً في تراكيز المشعرات الالتهابية في الدم كــ C-reactive protein (CRP)و tumour necrosis (TNF-α) . بل كان من الملفت أن هذه الدراسات أثبتت تحسناً كبيراً عند مرضى التهاب المفاصل،و كان للزنجبيل فعالية كبيرة في تخفيف آلام المفاصل وفي زيادة حركة المفاصل.

لذلك ينصح كثير من الأطباء بإضافة الزنجبيل الى النظام الغذائي اليومي، إضافة الى كون الزنجبيل من التوابل ذات الطعم الجيد المرغوب ويمكنك الحصول عليه بأشكال عديدة كالقطع الطازجة أو المجففة أو المطحونة توفر لك سهولة الاستخدام.

2- الثوم  Garlic :

       وهو أيضاً من التوابل المميزة بالرائحة والمذاق القوي، وقد استخدم قديماً في الطب التقليدي بشكل واسع في علاج كثير من الأمراض كالسعال والإمساك وكان له تأثيراً قوياً في علاج التهاب المفاصل والتهاب البلعوم و الأسنان.

       وتعود معظم فوائد الثوم الى احتوائه على الكثير من المركبات الكبريتية كـالأليل سيستسن والأليسين وثاني كبريتيد ثنائي الأليل، هذه المركبات تمتلك خواص فريدة في معالجة الالتهاب والتخفيف من أعراضه. فقد أكددت كثير من الدراسات الحديثة أن لهذه المركبات تأثيراً خافضاَ لمستويات المشعرات الالتهابية في الدم  وخاصة CRP  و  TNF-α مما يساهم في تحسن حالة المريض وتماثله للشفاء.

       كما أن للثوم دوراً في تنظيم مستويات بعض البروتينات المناعية متل الانترلوكينات IL-10, بالإضافة الى أنَّ للثوم تأثيراً كبيراً في زيادة تركيز مضادات الأكسدة في الجسم مثل الجلوتاثيون (GSH) وsuperoxide dismutase (SOD)، والتي بدورها تخفف من حدة الالتهاب وأعراضه.

        لذلك كانت التوصيات بإضافة كمية مدروسة من الثوم الى نظامنا الغذائي اليومي.

 

 

3-الكركم  Turmeric:

الكركم وهو من التوابل الهندية المشهورة، ويعد اليوم من العناصر الغذائية والعلاجية الهامة لما يحتويه مركبات طبيعية تدخل في علاج العديد من الأمراض الجهازية والجلدية بل ويدخل الكركم في صناعة كثير من المستحضرات التجميلية.

إذ يحتوي الكركم على أكثر من 300 مركب كيمائي، والعنصر الرئيسي فيه هو الكركمين أحد أهم مضادات الأكسدة، للكركمين خصائص قوية مضادة للالتهابات. وقد أظهرت دراسات للمعهد الوطني الأمريكي أن لمادة الكركمين خواص تجعلها قادرة على تثبيط نشاط الــ NF-κB وهو الجزيء البروتني المسؤول عن تنشيط الجينات التي تعزز الالتهاب. بالإضافة الى أن تنائج الدراسات أشارت الى أنَّ تناول مكملات الكركمين يومياً ساهمت في تقليل مستوى المشعرات الالتهابية في الدم  بشكل كبير وخاصة إنترلوكين 6 (IL-6)، و بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية (hs-CRP)، و (malondialdehyde (MDA.

كما وجدت الدراسات التي أجريت على الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام أن تناول مكملات الكركمين توفر تخفيفًا للألم مشابهًا للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية الشائعة (NSAIDs) إيبوبروفين وديكلوفيناك.

لكن لسوء الحظ، يحتوي الكركم على 3٪ فقط من الكركمين من حيث الوزن، ولا يمتصه جسمك جيدًا. فمن الأفضل تناول الكركمين مع الفلفل الأسود، حيث يحتوي الأخير على مركب يسمى ببيرين، والذي يمكن أن يزيد من امتصاص الكركمين بنسبة تصل إلى 2000٪.

وبفضل هذه الخائص أصبح الكركم أفضل مادة طبيعة معروفة تساهم في تخفيف الالتهاب وتؤمن الراحة وتخفيف الألم عند مرضى التهاب المفاصل، لذلك يوصى بتناول المتممات الغذائية الحاوية على الكركمين بعد استشارة الطبيب. 

4-الهيل  Cardamom:

الهيل وهو أحد التوابل الأصلية في جنوب شرق آسيا. لها نكهة حلوة ومعقدة. وهي غنية أيضاً بالمواد والمركبات ذات التأثير الفعال على وظائف الجسم، فقد أشارت دراسات في المعهد الوطني الأمريكي الى أن تناول مكملات الهيل قد يقلل من تركيز المشعرات الالتهابية في الدم مثل CRP وIL-6 وTNF-α وMDA. بالإضافة إلى أن الهيل يرفع حالة مضادات الأكسدة بنسبة 90٪.

لذلك فإنَّ النكهة الغنية والمعقدة للهيل والفوائد الكثيرة للهيل تجعله إضافة ممتازة الى نظامنا الغذائي سواء عن طريق مسحوق الهيل أو المتممات التي تحوي على خلاصة الهيل.

5- الجينسنغ  Ginseng:

الجينسنغ هو نبات استخدمه الناس في قارة آسيا منذ آلاف السنين، وله مكانة مهمة في الدراسات الحديثة نظراً لخصائصه الطبية العديدة.للجنسنغ عدة أنواع وأكثر أنواعه شيوعًا هو الجينسنغ الآسيوي (Panax ginseng) والجينسنغ الأمريكي (Panax quinquefolius).

وقد ارتبط الجنسنغ بالعديد من الفوائد الصحية، ويرجع ذلك أساسًا إلى مركباته النشطة التي تسمى الجينسنوسيدات والتي لها دور فعال في تثبيط النواقل الكيمائية المحفزة للالتهاب مثل NF-κB. بالإضافة على تأثيرها الخافض لمستويات المشعرات الالتهابية في الدم كالانترلوكين IL-6 و TNF-α.

من السهل إضافة الجينسنغ إلى نظامك الغذائي. فيمكنك وضع مسحوق جذورها في الشاي أو يمكنك تناول مستخلص الجينسنغ كمكمل غذائي.

 

3-على السطر الأخير:

الالتهاب هو عملية طبيعية يمكن أن تزيد من خطر حدوث مضاعفات صحية عندما تستمر لفترات طويلة. إذ تُعرف هذه الحالة عادةً باسم الالتهاب المزمن.

ولحسن الحظ، ما تأكله يمكن أن يساعد في تقليل الالتهاب في جسمك. يمكن أن تساعد الأعشاب والتوابل المدرجة في هذه المقالة في منع الالتهاب مع إضافة نكهات ممتعة إلى نظامك الغذائي.