يعتبر التهاب الأنف التحسسي )بالإنجليزيةAllergic Rhinitis ) أحد أنواع التهابات الأنف الشائعة جداً، وهو ناجم عن رد فعل مناعي من مخاطية الأنف بواسطة نوع من الغلوبيولينات المناعية يسمى IgE على المحسسات المحمولة بالهواء، وهو يتميز بأعراض السيلان المائي من الأنف، انسداد الأنف، العطاس والحكة الأنفية، وقد تترافق هذه الأعراض بحكة في البلعوم والحنجرة ودماع في العينين.
يمكن تصنيف التهاب الأنف التحسسي إلى نوعين أساسيين تبعاً لتكرر حدوث الأعراض السريرية المرافقة للمرض وهما:
أشيع العوامل المسببة لالتهاب الأنف التحسسي
يمكن أن تكون العوامل المحسسة المسؤولة عن تحريض أعراض التهاب الأنف التحسسي موسمية أو مرتبطة بأحد مواسم السنة مثل غبار الطلع من زهور الأشجار والنباتات، وتكثر في منطقة جغرافية محددة مثل الريف والمناطق الزراعية، وهذا ما يساعد على سهولة تمييز هذه العوامل وتجنبها قدر الإمكان.
أو قد تكون المحسسات دائمة وهي التي تكون غير مرتبطة بموسم أو فصل محدد ويمكن أن تحرض أعراض التهاب الأنف التحسسي في أي وقت من السنة، وهناك العديد من الأمثلة على هذه المحسسات مما يجعل تحديدها أصعب من سابقتها، ومن الأمثلة عليها نذكر الغبار المنزلي، عث الفراش، الصراصير ووبر الحيوانات المنزلية كالقطط والكلاب.
العامل الوراثي في التهاب الأنف التحسسي
في الواقع فإن العوامل الوراثية تلعب دوراً هاماً في الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي، فقد وجدت الأبحاث المتخصصة أن ما نسبته 20% من الأطفال يصابون بالتهاب الأنف التحسسي إذا كان أحد الوالدين يعاني من هذا المرض، فيما ترتفع النسبة إلى 47% في حال كان كلا الوالدين مصاباً بالتهاب الأنف التحسسي.
آلية حدوث التهاب الأنف التحسسي
يبدأ الأمر باستنشاق أحد العوامل المحسسة ودخوله في مجرى التنفس للشخص المعرض جينياً للالتهاب، فيقوم العامل المحسس بإنتاج أضداد IgE ترتبط بالخلايا القاعدية وتسبب إفراز مجموعة المواد الكيميائية والتي تكون مسؤولة عن ظهور أعراض التهاب الأنف التحسسي، وتبعاً للنسيج المستهدف فإنه يحدث توسعاً وعائياً، وذمة مخاطية، زيادة إفراز الغدد الأنفية أو تقلص العضلات الملساء.
المراحل السريرية لالتهاب الأنف التحسسي
عند تعرض الأنف لتأثير العامل المحسس فإنه يحدث فرط استجابة مناعية لهذا العامل مما يسبب أعراض سريرية مثل سيلان الأنف، العطاس والاحتقان الأنفي، وتأتي هذه الاستجابة على شكل مرحلتين سريريتين:
إذا استمر التعرض للعامل المحسس فإن أعراض المرحلة الحادة تطغى على المرحلة المتأخرة وتكون هي الواضحة سريرياً.
أعراض التهاب الأنف التحسسي
يمكن أن يبدأ ظهور أعراض التهاب الأنف التحسسي من عمر 6 أشهر، ولكنها أكثر شيوعاً في المرحلة العمرية بين 12-16 عاماً، تكون الأعراض في النوع الموسمي أكثر شدةً من النوع الدائم مثل أعراض:
أما أعراض التهاب الأنف التحسسي الدائم فهي تتضمن:
العلامات السريرية لالتهاب الأنف التحسسي
عند إجراء فحص سريري لمريض التهاب الأنف التحسسي فإنه يلاحظ مجموعة من العلامات السريرية الموجهة نحو تشخيص المرض.
العلامات الأنفية: يلاحظ خطوط عرضية داكنة على ظهر الأنف بسبب الفرك المتكرر، مع مخاطية أنف شاحبة اللون ومنتفخة، ضخامة القرينات الأنفية ومفرزات سائلة شفافة.
تشخيص التهاب الأنف التحسسي
يعتمد تشخيص التهاب الأنف التحسسي بشكل رئيسي على الفحص والأعراض السريرية والقصة المرضية المفصلة للمريض، حيث يتم سؤاله عن وجود التهاب الأنف التحسسي في العائلة أو أحد الوالدين بشكل خاص، مكان سكنه وتعرضه للعوامل المحسسة التي يمكن أن تكون سبباً في الحالة. مع استبعاد الحالات المرضية الأخرى التي قد تكون سبباً في الأعراض.
ويتم تأكيد التشخيص والبحث عن العامل المحسس باللجوء إلى مجموعة من الفحوص والاختبارات مثل:
اختلاطات التهاب الأنف التحسسي
يمكن أن يسبب التهاب الأنف التحسسي مجموعة من الاختلاطات مثل:
علاج التهاب الأنف التحسسي
يعتمد علاج التهاب الأنف التحسسي على ثلاثة نقاط رئيسية أهمها تجنب العامل المحسس قدر الإمكان، مع العلاج الدوائي للحالة.
تجنب العامل المحسس
تعد أكثر طرق العلاج فعاليةً في حالات العامل المحسس الوحيد، فيتم إخراج الحيوان الأليف من المنزل، استبدال أغطية السرير، تغيير مكان العمل أو السكن والامتناع عن تناول طعام معين إذا كان هو السبب.
العلاج الدوائي
يتمثل العلاج الدوائي لالتهاب الأنف التحسسي بمجموعة من المركبات الدوائية مثل:
إذاً التهاب الأنف التحسسي من الأمراض الشائعة التي يمكن أن تنتقل وراثياً، وهي مترافقة بمجموعة من الأعراض المزعجة مثل العطاس، الحكة والسيلان الأنفي، ويعتمد علاجه بشكل رئيسي على تجنب التعرض للعامل المحسس وبعض المركبات الدوائية التي تحد من الأعراض.
المصادر