د سارة ابراهيم
عضو منذ نوفمبر 2021
التهاب الجيوب الأنفية

الجيوب الأنفية هي عبارة عن أجواف عظمية موجودة في الوجه والرأس تكون مملوءة بالهواء في  الحالة الطبيعية، وتكون الجيوب الأنفية عادةً مبطنة بنسيج مخاطي يشبه مخاطية الأنف، وتنتج مفرزات مخاطية تساهم في عمل الممرات الأنفية بفعالية ولكن في بعض الأحيان قد يحدث انسداد لفوهات الجيوب الأنفية فتمتلىء بالسوائل المخاطية المبطنة للجيوب، ويمكن أن تتكاثر الجراثيم ضمنها وتسبب العدوى، مما يؤدي إلى حدوث التهاب الجيوب الأنفية.

وتسمى الجيوب الأنفية بأسماء العظام التي تقع ضمنها، وهي الجيوب الفكية، الغربالية، الجبهية، والجيب الوتدي.

 أنماط التهاب الجيوب الأنفية؟

هناك أنواع مختلفة من التهاب الجيوب الأنفية:

  • التهاب الجيوب الأنفية الجرثومي الحاد: حيث تظهر أعراض التهاب الجيوب بشكل مفاجىء وتكون هذه الأعراض مشابهة لأعراض البرد مثل سيلان الأنف وانسداد الأنف وألم الوجه والصداع الذي يمكن أن يستمر حتى 10 أيام. وقد تتحسن هذه الأعراض ولكنها تعود بعد ذلك وهي أسوأ من قبل، وعادةً ما يستجيب هذا النوع بشكل جيد للمضادات الحيوية ومضادات الاحتقان.
  • التهاب الجيوب الأنفية المزمن: تكون الأعراض في هذا النمط من التهاب الجيوب أقل حدة من تلك الموجودة في التهاب الجيوب الحاد ولكنها تستمر لفترة طويلة قد تتجتوز ثلاثة أشهر.
  • التهاب الجيوب تحت الحاد: يستخدم هذا المصطلح عندما تستمر الأعراض من أربعة إلى اثني عشر أسبوع.
  • التهاب الجيوب الأنفية الحاد المتكرر أو الناكس: يستخدم هذا المصطلح عندما تعود الأعراض أربع مرات أو أكثر في سنة واحدة وتستمر أقل من أسبوعين في كل مرة.

أسباب الالتهاب

انسداد قنوات تصيرف الجيوب الأنفية هي السبب الرئيسي لإصابة بالألتهاب وغالباً ما تسببها الفيروسات أو البكتيريا أو كليهما. وعادةً لا تسبب العوامل الممرضة التي تدخل الجيوب الأنفية الالتهاب عندما تسد تصريف الجيوب الأنفية.  وكما ذكرنا، واستعادة التصريف هو مفتاح العلاج.

 وتعد نزلات البرد أكثر الأسباب التي تحرض التهاب الجيوب.  يصاب الشخص البالغ العادي مرتين إلى ثلاث نزلات برد في العام، ويصاب الطفل من ست إلى عشرة نزلات برد بسبب الفيروسات، وليس البكتيريا، والمضادات الحيوية غير مجدية للعلاج.  لكن فيروسات البرد تسبب تورماً في أنسجة الأنف، مما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى انسداد الجيوب الأنفية.  تغير نزلات البرد أيضاً المخاط، مما يمنعه من أداء وظيفته الطبيعية في إزالة الفيروسات والبكتيريا.

 

 يمكن للعديد من الأشياء الأخرى أن تسد الجيوب الأنفية وتؤدي إلى الإصابة بالعدوى، بما في ذلك، الحساسية، ودخان السجائر والأبخرة الأخرى المزعجة، والتغيرات في الضغط الجوي أثناء الطيران أو الغوص، والأورام الحميدة للأنف، وانحراف الحاجز الأنفي.

 

عوامل الخطر

 تزيد بعض العوامل من احتمال الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، بما في ذلك:

  • نزلات البرد المتكررة (خاصة للأطفال الصغار).
  • تدخين السجائر، أو التعرض لدخان السجائر (التدخين السلبي).
  • الاستخدام المتكرر لبخاخات الأنف المضادة للاحتقان (لأكثر من خمسة أيام).
  • حمى القش غير المعالجة أو أنواع الحساسية الأخرى.
  • ضعف جهاز المناعة أو الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري.
  • تشوهات الأنف الهيكلية (انحراف الحاجز الأنفي).
  • البوليبات أو السلائل الأنفية (تورم في بطانة الأنف أو الجيوب الأنفية).
  • أمراض الأسنان، مثل خراج الأسنان غير المعالج.

أعراض التهاب الجيوب الأنفية

 تشمل العلامات الرئيسية للألتهاب الحاد ما يلي:

  • حس انسداد أو احتقان الأنف.
  • سيلان مخاط سميك من الأنف (مفرزات سميكة بلون أخضر أو أصفر).
  • فقدان حاسة الشم.
  • السعال.
  • ألم أو حس ضغط بالوجه.
  • رائحة الفم الكريهة.
  • إعياء.
  • آلام الأسنان.
  • حمى.

بينما تتضمن أعراض التهاب الجيوب الأنفية المزمن والتي قد تستمر حتى 12 أسبوع أو أكثر:

  • سيلان الأنفي الخلفي (يمكن رؤية مفرزات الأنف المهاطية السميكة على جدار البلعوم).
  • شعور بالاحتقان أو الامتلاء في الوجه.
  • انسداد الأنف وفقدان حاسة الشم.
  • صديد أو مفرزات قيحية في تجويف الأنف.
  • صداع جبهي وأكثر ما يكون شديد في الصباح وعند الانحناء للأسفل.
  • قد يعاني البعض أيضاً من رائحة الفم الكريهة وآلام الأسنان.

كيف يتم التشخيص؟

 يمكن للطبيب إجراء التشخيص من خلال:

  • السؤال عن الأعراض والتاريخ الطبي للمريض.
  • إجراء الفحص البدني باستخدام منظار داخلي لرؤية تجويف الأنف.
  • طلب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب للتحقق من حالة الجيوب وما إذا مهواة أو ممتلئة بالسوائل وللتحقق أيضاً من وجود مشاكل هيكلية، في بعض الحالات.
  • إجراء اختبار حساسية لتحديد المحفزات المحتملة.

 علاج التهاب الجيوب الأنفية؟

 يعتمد علاج التهاب الجيوب الأنفية على نوع الالتهاب (حاد أو مزمن) وسببه ومدى شدة الأعراض التي يعاني منها المريض. وعادةً ما يتم علاج التهاب الجيوب الأنفية البسيط بـ:

  • مضادات الاحتقان.
  • أدوية البرد والحساسية المتاحة دون وصفة طبية.
  • ترطيب أو غسل تجويف الأنف بمحلول ملحي.
  • شرب السوائل.

و إذا لم تتحسن أعراض الالتهاب بعد 10 أيام، فقد يصف الطبيب:

  • المضادات الحيوية (لمدة سبعة أيام للبالغين و 10 أيام للأطفال).
  • مضادات الاحتقان الفموية أو الموضعية.
  • بخاخات الستيرويد الأنفية التي تصرف بوصفة طبية.  (لا تستخدم البخاخات أو القطرات بدون وصفة طبية لمدة تزيد عن ثلاثة إلى خمسة أيام – فقد تؤدي في الواقع إلى زيادة الاحتقان).

 يمكن علاج الالتهاب طويل الأمد (المزمن) من خلال علاج الحالة الأساسية (الحساسية عادةً)، وغالباً ما يتضمن العلاج ما يلي:

  • بخاخات الستيرويد الأنفية.
  • بخاخات مضادات الهيستامين الموضعية أو الحبوب التي تؤخذ عن طريالأنفية
  • مضادات الليكوترين لتقليل أعراض التورم والحساسية.
  • غسولات الأنف بمحلول ملحي.

عندما لا يتم التحكم في التهاب الجيوب الأنفية بواسطة أحد العلاجات المذكورة أعلاه ، يتم استخدام التصوير المقطعي لإلقاء نظرة أفضل على الجيوب الأنفية.  اعتماداً على النتائج، قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لتصريف السوائل المتراكمة في الجيوب الأنفية (جراحة الجيوب التنظيرية) حيث يتم تفريغ الجيوب من تلك السوائل وتوسيع فوهات تصريف الجيوب لمنع تراكم هذه السوائل مرة أخرى، بالإضافة إلى تصحيح أي تشوهات هيكيلة يمكن أن تسد فوهات الجيوب مثل انحراف الحاجز الأنفي أو ضخامة القرينات (اللحميات).

العلاجات المنزلية

 في حوالي 70٪ من الحالات، يتم علاج التهاب الجيوب الأنفية الحاد بدون وصفة طبية.  العلاجات المنزلية المختلفة والأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية يمكن أن تخفف الأعراض.

 تتضمن أمثلة هذه العلاجات والأدوية ما يلي:

  • ترطيب الأنفي: تنظيف ممرات الأنف بالماء المالح أو محلول ملحي.
  • الكمادات الدافئة: ينصح بوضع الكمادات الدافئة برفق على المناطق المصابة لتخفيف التورم والانزعاج.
  • استنشاق البخار: يساعد وضع منشفة رطبة ساخنة على الوجه أو استنشاق البخار من وعاء به ماء ساخن على تخفيف الاحتقان.
  • الزيوت الأساسية: قد يساعد إضافة بضع قطرات من زيت المنثول أو زيت الأوكالبتوس إلى الماء الساخن أوالاحتقان، ينبفي تجنب ابتلاع الزيوت العطرية أو وضعها مباشرة على الجلد.
  • مسكنات الألم: يمكن أن يقلل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين من الألم والحمى.
  • أقراص وبخاخات مزيلة للاحتقان: قد تساعد في تخفيف التورم والوذمة في مخاطية الأنف وحول فوهات الجيوب فتساهم في تخفيف الأعراض (يجب تجنب استخدام هذه الأدوية أكثر من خمسة أيام).
  • الراحة: النوم أو الراحة مع رفع الرأس والكتفين على وسادة، ينصح بالنوم مع وضع جانب الوجه الخالي من الألم على الوسادة، إن أمكن.

المضاعفات

  يمكن أن يستمر الالتهاب المزمن لأسابيع أو حتى شهور في كل مرة، وقد يؤدي هذا في بعض الأحيان إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك التهابات في العظام والأنسجة القريبة من الجيوب الأنفية. ومن النادر جداً يمكن أن تنتشر هذه العدوى إلى الدماغ والسائل الدماغي الشوكي. وقد يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن من مشاكل أخرى تؤثر على الأنف والحنجرة والأذنين في نفس الوقت، بما في ذلك:

  • التهاب الأذن الوسطى.
  • التنقيط الأنفي أو سيلان الأنف الخلفي (يتساقط سائل من الجيوب الأنفية باستمرار في مؤخرة الحلق)، مما قد يؤدي إلى السعال المستمر والتهاب الحلق ورائحة الفم الكريهة.

الخلاصة

التهاب الجيوب الأنفية مشكلة شائعة تصيب الكثير من الناس ولها أسباب مختلفة، وفي معظم الحالات، يكون هذا الالتهاب خفيف ، ويمكن علاجه بالعلاجات المنزلية أو الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية. ولكن إذا تسبب التهاب الجيوب الأنفية في ظهور أعراض شديدة أو استمر لعدة أسابيع، ينبغي استشارة الطبيب لتقييم الحالة بشكل أدق ووضع خطة العلاج المناسبة تجنباً لحدوث أي مضاعفات.

المصادر:

https://www.medicalnewstoday.com/articles/

https://www.webmd.com/allergies/sinusitis-and-sinus-infection

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17701-sinusitis