لماذا يصاب الصائمون بالصداع خلال نهار رمضان

لماذا يصاب الصائمون بالصداع خلال نهار رمضان
Doctor

لماذا يصاب الصائمون بالصداع خلال نهار رمضان

يحل علينا شهر رمضان الكريم بعد أيام قليلة وكل عام وأنتم بخير، ومع دخول الشهر الفضيل تحدث تغيرات فيزيولوجية عديدة في الجسم بسبب الصيام والعادات الصحية التي يلتزم بها الصائمون طيلة الشهر الكريم ومن اهم هذه التغيرات ظهور نوبات الصداع او الشقيقة.

يُعد الصداع وآلام نوبات الشقيقة من أولى الأعراض التي يمكن أن تظهر عند الصائمين وخاصة في أول أيام رمضان، حيث يمكن أن تسبب أنماط التغذية والنوم غير المنتظمة بفعل الصيام نوبات الصداع النصفي والصداع الشائع. وسنذكر في مقالنا التالي بعض النصائح الطبية حول أهم الأمور التي تُحرض نوبات الصداع والشقيقة بالإضافة الى طرق تجنب أعراض هذه النوبات إلى حد ما. 

لا تدع الصداع يفسد عليك صيام رمضان وروحانياته.

الصداع ونوبات الصداع النصفي "الشقيقة" في رمضان وأسبابها:

تُعد نوبات الصداع المتكرر من أكثر العوارض الطبية ازعجاً لنا وخاصةً وأنها تتعارض مع سير أنشطتنا اليومية ويمكن أن تؤثر على سلوكنا بقية اليوم، وتُعتبر نوبات الصداع من أكثر الأمور شيوعًا خلال شهر رمضان، وغالباً ما يكون السبب هو الجفاف ونقص الشوارد بالجسم بالإضافة الى آثار سحب الكافيين عند محبي المشروبات الحاوية على الكافين كالقهوة والشاي. كما يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم الى حدوث الصداع وتحريض نوبات الشقيقة.

وبغض النظر عن الآثار الجانبية للصيام، يمكن أن يُعزى الصداع غالبًا إلى محفز خارجي - مثل الإجهاد والتوتر أو نوع من الطعام أو بسبب نقص السوائل في الجسم " الجفاف" - ولكن في بعض الأحيان يتطلب الأمر بعض الدقة لمعرفة السبب وراء نوبات الصداع ومعرفة أفضل الطرق للسيطرة على هذه النوبات.

يمكن أن يكون سبب الصداع عدد من الأمور، وبشكل عام هناك نوعان مميزان من الصداع وذلك تبعاً لأسباب حدوث هذا الصداع أولية أو ثانوية. 

ترتبط الأسباب الأولية بشكل أساسي بالإجهاد والتوتر، وصداع التوتر هو الصداع الأكثر شيوعًا. كما تُعد نوبات الشقيقة هي الوجه الآخر للصداع الأساسي.

أما الأسباب الثانوية للصداع هي نتيجة الاضطرابات الهيكلية أو الأيضية في الدماغ. وفي هذه الحالات من المحتمل أن يكون هناك أمراض أخرى يمكن أن تكون مسؤولة عن حدوث نوبات الصداع، مثل ورم في المخ أو نزيف دماغي.

لماذا يصاب الصائمون بالصداع خلال نهار رمضان:

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يعانون من الصداع خلال شهر رمضان، وذلك بسبب الجفاف ونقص السوائل الذي يحدث بسبب ساعات الصيام الطويلة والتي يرافقها أيضاً نقص السكر في الدم [انخفاض مستويات السكر في الدم] بالإضافة الى أعراض انسحاب الكافيين والتغير في دورة النوم وقلة ساعات النوم بسبب القيام في الشهر الكريم.

للوقاية من الصداع أثناء الصيام هناك نصيحتان:

النصيحة الأولى: هي الاستعداد لشهر رمضان وتغيير نمط الحياة الذي يحدث خلال الشهر، فمثلاً يمكن أن يبدأ مستهلكو المشروبات المنبهة "الكافين" بكثافة بتقليل تناولهم لهذه المشروبات قبيل رمضان بشكل تدريجي. 

ومع ذلك، خلال الشهر، يمكنهم شرب فنجان من القهوة أو الشاي في وقت السحور، كما يمكنهم تناول علاج مسكن للصداع للسيطرة على الصداع.

وينصح مرضى الشقيقة بتناول الأدوية الخاصة بنوبات الشقيقة على النحو الذي يقترحه الطبيب خلال فترة الافطار.

النصيحة الثانية: يجب على المرضى محاولة الحصول على ساعات نوم كافية والتأكد من حصولهم على كمية كافية من السوائل في وقت الإفطار خلال شهر رمضان.

ما هي أفضل طريقة لعلاج الصداع؟

نحتاج أولاً إلى فهم ما إذا كان الصداع ناتجًا عن سبب رئيسي أم ثانوي. في حالة الأسباب الثانوية، سيحتاج المريض إلى زيارة طبيب متخصص حيث يمكنه تقديم عدة علاجات تتلاءم مع شدة وتكرار النوبات التي يُعاني منها وتحديد أي عوامل خارجية تسبب الأعراض. 

أما إذا كان الصداع أساسيًا ولم يكن هناك أذية في الدماغ، فيمكن تقديم العلاج بناءً على سبب الصداع، فإذا كان السبب هو التوتر والاجهاد فالابتعاد عن مصدر الاجهاد والتوتر هو الخط الأول للعلاج ويمكن الاستعانة بالعلاج الدوائي كالباراسيتامول ومسكنات الصداع الأخرى.

في حالة نوبات الصداع النصفي أو الشقيقة فلابد من استخدام الأدوية لتخفيف حدة هذه النوبات وننصحك بأن تسأل طبيبك أو الصيدلي الخاص بك حول تغير مواعيد وجرعة الأدوية التي تتناولها خلال شهر رمضان. كما ننصحك بالابتعاد عن محفزات نوبات الشقيقة مثل الضغط النفسي، أو بعض أنواع الأطعمة أو المشروبات والتدخين.

كيف نميز بين الصداع النصفي "الشقيقة" وبين الصداع الشائع؟

الصداع النصفي أو الشقيقة هو اضطراب في الدماغ يتميز بنوبات الصداع المؤلم. وتتمثل أهم خصائصه التي تميزه عن أنواع الصداع الأخرى، في أنه يكون في جانب واحد من الجسم، وشدة هذه النوبات ومدة ظهور أعراضها، بالإضافة الى وجود محفزات محددة تحفز حدوث نوبات الصداع النصفي. 

فعلى سبيل المثال، يميل الصداع النصفي إلى الاستمرار لفترة أطول من حالات الصداع الشائعة، وتكون النوبات أكثر حدة من أنواع الصداع الأخرى، مما يتداخل مع قدرة المريض على الاستمرار بنشاطاته الاعتيادية خلال تلك الفترة. فلا يمكن للمرضى الذين يعانون من الصداع النصفي العمل بشكل طبيعي في وقت حدوث النوبات، خاصة عندما تكون أعراض النوبات شديدة ومتعددة. بالإضافة إلى معاناتهم من بعض الأعراض الأخرى كالغثيان والإقياء.

كما يمكن لبعض المحفزات التي نتعرض لها يومياً أن تحفز نوبات الشقيقة كالاستخدام المتكرر لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، والتعرض المباشر والمطول لأشعة الشمس، بالإضافة الى التغيرات الهرمونية التي تُصاحب الدورة الشهرية عند النساء التي يمكن أن تُحفز حدوث نوبات الصداع النصفي "الشقيقة".

كيف يمكن السيطرة على نوبات الصداع النصفي " الشقيقة" بشكل أكثر فعالية خلال رمضان؟

هناك عدة طرق مختلفة للسيطرة على نوبات الصداع النصفي وتجنب أعراضها السيئة خلال شهر رمضان:

  • يجب على المرضى الحفاظ على ساعات نوم منتظمة خلال الشهر الكريم.
  • يجب المحافظة على شرب كمية كافية من السوائل خلال فترة الإفطار، وذلك لتجنب الجفاف.
  • استخدام بعض الأدوية التي توصف للمريض في أسرع وقت ممكن لتقليل شدة النوبات وتواترها.
  • الحد من تناول المشروبات الغنية بالكافيين.
  • الإقلاع عن التدخين الذي يُعد محفزاً أساسياً لنوبات الشقيقة.
  • استخدام مهارات الاسترخاء للتعامل مع نوبات التوتر لتجنب تحفيز نوبات الشقيقة.
  • يُنصح مرضى الشقيقة بتناول بعض المشروبات الطبيعية التي تساعد في الوقاية من نوبات الشقيقة كمشروب الزنجبيل الدافئ مع العسل.
  • أثبتت بعض الدراسات فعالية المكملات الغذائية التي تحوي على المغنيسيوم بتراكيز عالية فوق (600mg) فعالية كبيرة في الوقاية من حدوث نوبات الصداع النصفي والتخفيف من حدتها.

في معظم الحالات الشديدة، يمكن للعلاج الدوائي أن يخفف من أعراض نوبات الشقيقة بنسبة 80% وذلك إذا تم استخدم الدواء بجرعته المناسبة ووقته المناسب، والذي يختلف من مريض لآخر، لذلك احرص على اتباع تعليمات الطبيب أو الصيدلاني لتحقق أفضل استفادة من الدواء.

متى يجب أن نراجع الطبيب بشأن الصداع / الصداع النصفي خلال رمضان؟

في أي وقت تلاحظ فيه تغيرًا في خصائص الصداع لديك، أو تفاقم أعراض الصداع النصفي لديك والتي تستمر لفترة أطول من المعتاد لديك، ولا تستجيب للمسكنات والأدوية التي تتناولها عادةً، ننصحك بالتوجه الى عيادة الطبيب في أقرب وقت ممكن. إذ يمكن أن تكون هذه علامات مرضية تتطلب تقييمًا شاملاً ودقيقًا من قبل الطبيب.

يمكنكم معرفة المزيد عن مرض الشقيقة.

المصادر:

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3476230/

https://www.thenationalnews.com/

https://www.migrainetrust.org/ramadan-fasting-migraine/