نقص المغنيزيوم: الأعراض والعلاج

نقص المغنيزيوم: الأعراض والعلاج
Doctor

نقص المغنيزيوم: الأعراض والعلاج

نقص المغنيزيوم:-

المغنيزيوم هو واحد من أكثر المعادن الأساسية وفرة في الجسم، يتم تخزينه بشكل أساسي في عظام الجسم. تنتشر كمية صغيرة جداً من المغنيزيوم في مجرى الدم.

يمكن أن تشمل الأعراض المبكرة لنقص المغنيزيوم الغثيان والقيء وفقدان الشهية والتعب والضعف، على الرغم من أن العديد من الأشخاص لا يحصلون على ما يكفي من المغنيزيوم، إلا أن نقص المغنيزيوم نادر الحدوث، وعادةً ما تشير الأعراض إلى حالة صحية أساسية.

يمكن لمعظم الناس زيادة مستويات المغنيزيوم لديهم عن طريق تناول المزيد من الأطعمة الغنية بالمغنيزيوم. يجب على أي شخص يعاني من أعراض نقص المغنيزيوم مراجعة الطبيب. 

 

لماذا نحتاج المغنيزيوم؟

تعتمد وظيفة الأعصاب والعضلات على المغنيزيوم.

المغنيزيوم هو معدن أساسي وأحد الشوارد المهمة في الجسم، يلعب المغنيزيوم دوراً في أكثر من 300 تفاعل أيضي في الجسم، تؤثر التفاعلات هذه على عدد من عمليات الجسم المهمة جداً، بما في ذلك:

  • بناء البروتينات.
  • إنتاج الطاقة الخلوية وتخزينها.
  • استقرار الخلايا.
  • تشكيل الحمض النووي.
  • نقل الإشارات العصبية.
  • استقلاب العظام.
  • وظيفة القلب.
  • توصيل الإشارات بين العضلات والأعصاب.
  • استقلاب الجلوكوز والأنسولين.
  • ضغط الدم.
  • بنية العظام والأسنان.
  • وظيفة العضلات والأعصاب.

على هذا النحو، من الضروري أن يحصل الناس على ما يكفي من المغنيزيوم في نظامهم الغذائي كل يوم للبقاء بصحة جيدة. 

 

ماذا يعني نقص المغنيزيوم؟

وجد المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية NHANES 2005-2006 أن غالبية الناس في الولايات المتحدة لا يحصلون على ما يكفي من المغنيزيوم في نظامهم الغذائي، ومع ذلك يمكن أن يحتفظ الجسم بمستويات جيدة من المغنيزيوم، لذلك من النادر جداً أن يعاني الشخص من أعراض النقص. لكن  يمكن لبعض العوامل أن تزيد من خطر إصابة الشخص بأعراض نقص المغنيزيوم، مثل:

  • الاستمرار باتباع نظام غذائي منخفض المغنيزيوم.
  • وجود اضطرابات معدية معوية مثل مرض كرون أو مرض الاضطرابات الهضمية أو التهاب الأمعاء الناحي.
  • فقدان كميات كبيرة من المغنيزيوم عن طريق البول والعرق الناتج عن اضطرابات وراثية أو شرب الكثير من الكحول.
  • الحمل والإرضاع.
  • وجود اضطرابات الغدد جارات الدرق وفرط الدرق.
  • الألدوستيرونية.
  • الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
  • التقدم في السن.
  • تناول بعض الأدوية، مثل مثبطات مضخة البروتون ومدرات البول والبايفوسفونيت والمضادات الحيوية.

قد يكون لنقص المغنيزيوم طويل الأمد آثار ضارة على:

  • كثافة العظام.
  • وظيفة الدماغ.
  • وظيفة الأعصاب والعضلات.
  • الجهاز الهضمي.

يمكن أن يكون فقدان كثافة العظام مصدر قلق خاص، عند الأشخاص الأصغر سناً، قد يمنع نقص المغنيزيوم نمو العظام، من الضروري الحصول على ما يكفي من المغنيسيوم أثناء الطفولة عندما لا تزال العظام في طور النمو، عند كبار السن، قد يزيد نقص المغنيزيوم من خطر الإصابة بهشاشة العظام و كسور العظام. 

 

أسباب نقص المغنيزيوم:-

عادةً ما يرجع انخفاض المغنيزيوم إلى انخفاض امتصاص المغنيزيوم في الأمعاء أو زيادة طرح المغنيزيوم في البول. مستويات المغنيزيوم المنخفضة في الأشخاص الأصحاء غير شائعة، وذلك لأن مستويات المغنيزيوم يتم التحكم فيها إلى حد كبير عن طريق الكلى، تزيد الكلى أو تقلل من طرح (نفايات) المغنيزيوم بناءً على ما يحتاجه الجسم.

يمكن أن يؤدي عدم تناول ما يكفي من المغنيزيوم  باستمرار أو الفقد المفرط للمغنيزيوم أو وجود حالات مزمنة أخرى إلى نقص مغنيزيوم الدم. كما أن نقص المغنيزيوم في الدم أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يدخلون المستشفى، قد يكون هذا بسبب مرضهم أو إجراء عمليات جراحية معينة أو تناول أنواع معينة من الأدوية، تم ربط مستويات منخفضة جداً من المغنيزيوم بنتائج أسوأ للمرضى المصابين بأمراض خطيرة في المستشفى.

تشمل الحالات التي تزيد من خطر الإصابة بنقص المغنيزيوم أمراض الجهاز الهضمي (GI)، وتقدم العمر ومرض السكري من النوع 2، واستخدام مدرات البول العروية (مثل Lasix)، والعلاج ببعض العلاجات الكيميائية، والاعتماد على الكحول. 

  • أمراض الجهاز الهضمي

يمكن أن يؤدي مرض الاضطرابات الهضمية ومرض كرون والإسهال المزمن إلى إعاقة امتصاص المغنيزيوم أو يؤدي إلى زيادة فقدان المغنيزيوم.

  • داء السكري من النوع 2

يمكن أن تؤدي التركيزات العالية من الجلوكوز في الدم إلى قيام الكلى بطرح المزيد من البول، مما يؤدي أيضاً إلى زيادة فقدان المغنيزيوم.

  • إدمان الكحول

يمكن أن يؤدي الإدمان على الكحول إلى:

    • سوء تناول المغنيزيوم.
    • زيادة التبول والبراز الدهني.
    • مرض الكبد.
    • التقيؤ.
    • اضطراب وظيفة الكلى.
    • التهاب البنكرياس.

وكل هذه الحالات يمكن أن تؤدي إلى نقص مغنيزيوم الدم.

  • كبار السن

يميل امتصاص الأمعاء للمغنيزيوم إلى الانخفاض مع تقدم العمر، يميل النتاج البولي من المغنيزيوم إلى الزيادة مع تقدم العمر، غالباً ما يأكل كبار السن عدداً أقل من الأطعمة الغنية بالمغنيزيوم، كما أنهم أكثر عرضة لتناول الأدوية التي يمكن أن تؤثر على المغنيزيوم (مثل مدرات البول)، يمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى نقص مغنيزيوم الدم لدى كبار السن.

  • استخدام مدرات البول

يمكن أن يؤدي استخدام مدرات البول العروية (مثل اللازكس) أحياناً إلى فقدان الإلكتروليتات مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيزيوم. 

 

ما هي أعراض نقص المغنيزيوم؟

تشمل العلامات المبكرة لانخفاض المغنيزيوم ما يلي:

  • الغثيان.
  • التقيؤ.
  • الضعف.
  • قلة الشهية.

مع تفاقم نقص المغنيزيوم، قد تشمل الأعراض ما يلي:

  • الخدر.
  • التنميل.
  • تشنجات العضلات.
  • الصرع.
  • تشنج العضلات.
  • تغيرات الشخصية.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • انخفاض مستويات الكالسيوم في الدم، والمعروف باسم نقص كالسيوم الدم.
  • انخفاض مستويات البوتاسيوم في الدم يسمى نقص بوتاسيوم الدم.
  • تشنجات تاجية.

اقرأ أيضاً: خفقان القلب

يمكن أن يكون لنقص المغنيزيوم لفترات طويلة تأثير سلبي على صحة الشخص على المدى الطويل ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك:

يجب على أي شخص يعاني من أي من الأعراض المذكورة أعلاه أن يرى الطبيب لإجراء اختبارات لتحديد السبب. 

 

تشخيص نقص المغنيزيوم:-

وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة،  تبلغ حاجة الجسم اليومية من المغنيزيوم عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و 30 عاماً:

310 ميللي جرام للإناث

400 ميللي جرام للذكور

أما بالنسبة للذين تبلغ أعمارهم 31 عاماً أو أكبر، تبلغ الحاجة اليونية من المغنزيوم:

320 ميللي جرام للإناث

420 ميللي جرام للذكور

وتكون متطلبات الجسم من المغنيزيوم أعلى لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 عاماً، وكذلك بالنسبة للحوامل، يحتاج الأطفال الأصغر سناً إلى كمية أقل من المغنيزيوم مقارنةً بالمراهقين والبالغين.

يشخص الطبيب نقص مغنيزيوم الدم بناءً على الفحص البدني والأعراض والتاريخ الطبي واختبار الدم، لا يفيد قياس مستوى المغنيزيوم في الدم بمعرفة كمية المغنيزيوم التي يخزنها الجسم في العظام والأنسجة العضلية، لكنه لا يزال مفيداً في تحديد ما إذا كان هناك نقص مغنيزيوم الدم، من المرجح أن يفحص الطبيب أيضاً مستويات الكالسيوم والبوتاسيوم في الدم.

مستوى المغنيسيوم الطبيعي في الدم هو 1.8 إلى 2.2 مللي جرام لكل ديسيلتر (ملجم/ديسيلتر)، ويعتبر مستوى المغنيزيوم في الدم الذي يقل عن 1.8 ملغ/ديسيلتر منخفضاً. يعتبر مستوى المغنيسيوم الأقل من 1.25 مجم/ديسيلتر نقصاً حاداً في مغنيزيوم الدم. 

 

الأطعمة الغنية بالمغنيزيوم:-

من الممكن الوصول إلى الحاجة اليومية للمغنيزيوم عن طريق تناول الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من المغنيزيوم، مثل الخضروات الخضراء والفاكهة والحبوب الكاملة والحبوب والبقوليات.

تتضمن بعض الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من المغنيزيوم، المدرجة من أعلى إلى أقل محتوى مغنيزيوم، ما يلي:

  • المكسرات وخاصةً اللوز والكاجو والفول السوداني.
  • سبانخ.
  • فاصوليا سوداء.
  • زبدة الفول السوداني.
  • خبز أسمر.
  • أفوكادو.
  • البطاطس.
  • أرز.
  • اللبن.
  • الحبوب المدعمة والأطعمة الأخرى.

تشمل الأطعمة الأخرى التي تحتوي على المغنيزيوم ما يلي:

  • دقيق الشوفان.
  • الموز والتفاح.
  • الأسماك مثل السلمون والهلبوت.
  • حليب.
  • زبيب.
  • صدر دجاج.
  • لحم بقري.
  • البروكلي والجزر.

عندما تكون مستويات المغنيزيوم منخفضة، يمتص الجسم المزيد من المغنيزيوم من الأمعاء الدقيقة، مع تقليل الكمية التي تطرحها الكلى. 

 

نصائح لتحسين امتصاص المغنيزيوم:-

قد يؤدي تناول الخضار النيئة إلى تحسين امتصاص المغنيزيوم.

يمكن أن تؤثر بعض العناصر الغذائية والظروف على كمية المغنيزيوم التي يمتصها الشخص. يمكن للأشخاص الذين يرغبون في زيادة مستويات المغنيزيوم لديهم عن طريق تحسين الامتصاص أن يحاولوا:

  • تقليل أو تجنب الأطعمة الغنية بالكالسيوم قبل ساعتين من تناول الأطعمة الغنية بالمغنيزيوم أو بعده.
  • تجنب مكملات الزنك ذات الجرعات العالية.
  • علاج نقص فيتامين D.
  • تناول الخضار النيئة بدلاً من طهيها.
  • الإقلاع عن التدخين.

 

مكملات المغنيزيوم:-

قد يوصي الطبيب بمكملات المغنيزيوم للأشخاص الذين يعانون من ضعف امتصاص المغنيزيوم أو حالة صحية أساسية قد تمنع تناول كمية كافية من المغنيزيوم، قد ينصح الأطباء الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً بتناول مكملات المغنيزيوم، حيث يتناقص الامتصاص مع تقدم العمر.

يجب على أي شخص يفكر في تناول مكمل غذائي التحدث إلى الطبيب أولاً للتأكد من أن المكمل لا يتعارض مع أي أدوية قد يتناولها، يمكن للطبيب أيضاً تقديم المشورة بشأن ما إذا كان الشخص يحتاج إلى تناول مكمل المغنيزيوم.

اقترحت بعض الدراسات أن تناول مكملات الفيتامينات والمعادن عند عدم الضرورة قد لا يكون له أي تأثير إيجابي وقد يكون ضاراً في بعض الأحيان. مكملات المغنيزيوم متوفرة في تركيبات متنوعة، مثل:

  • أكسيد المغنيزيوم.
  • سيترات المغنيزيوم.
  • كلوريد المغنيزيوم.

يمتص جسم الإنسان المغنيزيوم من تركيبات السترات والكلوريد بكفاءة أكبر من شكل الأكسيد. يمكن أن يؤدي تجاوز الجرعة الموصى بها من المغنيزيوم إلى الإسهال والتشنج والغثيان. يتعرض الرضع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من قصور في وظائف الكلى لخطر متزايد من سمية المغنيزيوم ويجب عليهم تجنب المكملات ذات الجرعات العالية.

 

علاج نقص المغنيسيوم:-

يُعالج نقص مغنيزيوم الدم عادةً بمكملات المغنيزيوم عن طريق الفم وزيادة تناول المغنيزيوم الغذائي.

من الأفضل الحصول على المغنيزيوم من الطعام، ما لم يخبرك الطبيب بخلاف ذلك، من أمثلة الأطعمة الغنية بالمغنيزيوم ما يلي:

  • سبانخ.
  • لوز.
  • الكاجو.
  • الفول السوداني.
  • الحبوب الكاملة.
  • حليب الصويا.
  • فاصوليا سوداء.
  • خبز أسمر.
  • أفوكادو.
  • موز.
  • سمكة الهلبوت.
  • سمك السالمون.
  • البطاطا المخبوزة مع القشر.

إذا كان نقص مغنسيوم الدم لديك شديداً ويتضمن أعراضاً مثل الصرع، فقد تتلقى المغنيزيوم عن طريق الوريد. 

مضاعفات نقص المغنيزيوم:-

إذا بقي نقص مغنيزيوم الدم وسببه الأساسي دون علاج، يمكن أن تتطور مستويات المغنيزيوم المنخفضة بشدة، يمكن أن يؤدي نقص مغنيزيوم الدم الشديد إلى مضاعفات مهددة للحياة مثل:

  • الصرع.
  • عدم انتظام ضربات القلب (أنماط القلب غير الطبيعية).
  • تشنج الشريان التاجي.
  • الموت المفاجئ. 

 

الخلاصة:-

يمكن أن يحدث نقص مغنيزيوم الدم بسبب مجموعة متنوعة من الحالات الأساسية. كثير من الناس لا يحصلون على ما يكفي من المغنيزيوم في نظامهم الغذائي، ومع ذلك بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من حالة صحية أساسية، فمن غير المعتاد أن تظهر عليهم أعراض نقص المغنيزيوم. يمكن علاجه بشكل فعال للغاية بالمغنيزيوم الفموي أو الوريدي، من المهم تناول نظام غذائي متوازن لضمان الحصول على ما يكفي من المغنيزيوم.

إذا كان هناك حالات مثل مرض كرون أو مرض السكري، أو تتناول أدوية مدرة للبول، يُنصح باستشارة الطبيب للتأكد من أنه لا يوجد نقص في مغنيزيوم الدم، كما يجب مراجعة الطبيب بحال وجود أعراض نقص المغنيزيوم لمنع تطور المضاعفات.

 

اقرأ أيضاً: فيتامين (د) للطفل الرضيع

 

المصادر

https://medlineplus.gov/ency/article/000315.htm

https://www.medicalnewstoday.com/articles/322191#why-do-we-need-magnesium

https://www.healthline.com/health/hypomagnesemia

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4625810/