د سارة ابراهيم
عضو منذ نوفمبر 2021
التهاب المرارة

التهاب المرارة  هو احمرار وتورم في المرارة، يحدث يحدث عندما تتراكم سائل تسمى العصارة الصفراوية أو الصفراء داخل المرارة.

المرارة عضو صغير يقع تحت الكبد، ويقوم بتخزين العصارة الصفراوية التي تصنع في الكبد، ثم يتم إفراز تلك العصارة الصفراوية من المرارة إلى الأمعاء الدقيقة. وعند وجود أي عائق لإفراز الصفراء إلى الأمعاء، فإنها تتراكم في المرارة، وتسبب الالتهاب داخل المرارة والذي يمكن أن يسبب العدوى. وقد يكون الالتهاب مفاجئًا (حاداً) أو طويل الأمد (مزمناً).

أعراض وعلامات التهاب المرارة

بشكل عام، تشمل علامات الالتهاب وأعراضه ألم في الربع العلوي الأيمن من البطن وحمى وارتفاع في تعدد خلايا الدم البيضاء.

في حالات التهاب المرارة الحاد يبدأ الألم بشكل مفاجئ ولا يزول ويكون شديداً. وإذا تُركت الحالة دون علاج ، فعادةً ما يزداد الألم سوءاً، وتزداد شدة الألم عن التنفس بعمق، وقد ينتشر الألم من البطن إلى الكتف الأيمن أو الظهر.ويمكن أن تشمل أعراض التهاب المرارة أيضاً:

  • ضعف أو فقدان الشهية.
  • غثيان.
  • تقيؤ.
  • اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).
  • حكة.
  • اضطراب في حركية الأمعاء.
  • انتفاخ البطن.
  • إيلام بالضغط على الجانب الأيمن العلوي من البطن.
  • تعرق.
  • قد تظهر حمى وقشعريرة طفيفة مع التهاب المرارة الحاد.

وغالباً ما تزداد الأعراض سوءاً بعد تناول الطعام، وخاصةً عندما يحتوي على نسبة عالية من الدهون.

ما الذي يسبب التهاب المرارة؟

يحدث التهاب المرارة عندما تتراكم العصارة الصفراوية في المرارة، الأمر الذي ينجم في معظم الحالات لأن كتل من المواد الصلبة (حصوات المرارة) تسد القناة المرارية التي تقوم بتصريف الصفراء من المرارة إلى الأمعاء. وعندما تسد حصوات المرارة القناة المرارية، تتراكم الصفراء في المرارة وتسبب تهيج وضغط في المرارة، يؤدي إلى تورمها وإصابتها بالالتهاب والعدوى. وغالباً ما تتشمل حصوات المرارة من المواد الموجودة ضمن العصارة الصفراوية نفسها مثل البيلروبين والكوليسترول.

 تشمل الأسباب الأخرى لالتهاب المرارة ما يلي:

  • عدوى بكتيرية في الجهاز الصفراوي، المسؤول عن نقل الصفراء من الكبد والمرارة إلى الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر).
  • أورام البنكرياس أو الكبد، حيث يمكن يعيق الورم تدفق الصفراء من المرارة.
  • نقص التروية الدموية للمرارة، خاصةً عند المرضى الذين يعانون من مرض السكري.
  • حمأة المرارة أو كدارة المرارة، وهي عبارة عن مادة سميكة لا تنحل في الصفراء الموجودة في المرارة، فتتراكم ضمنها. وأكثر ما تحدث حمأة المرارة عند النساء الحوامل أو الأشخاص الذين فقدوا الوزن بسرعة كبيرة.

عوامل خطر التهاب المرارة

 تزداد احتمال الإصابة بالالتهاب في الحالات التالية:

  • زيادة الوزن.
  • الإصابة بداء السكري.
  • الإصابة بمرض قلبي.
  • مرض الكلى في المراحل المتقدمة.
  • الحمل.
  • فرط شحوم الدم.
  • اتباع نظام غذائي غني بالدهون.
  • الفقد السريع للوزن.
  • عند النساء اللواتي تجاوزن 50 عام، والرجال أكبر من 60 عاماً.
  • العرق: يزداد احتمال الإصابة عند الأمريكين الأصليين والإسبان والاسكندنافيين.

التشخيص

تتشابه أعراض التهاب المرارة مع أعراض الحالات الأخرى، لذلك يجب استبعاد هذه الحالات. وبعد أن يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبي المفصل للمريض وإجراء الفحص البدني، قد يطلب إجراء عدة اختبارات يمكن أن تساعد في تشخيص التهاب المرارة، مثل:

  • الموجات فوق الصوتية ultrasound: أو ما يسمى عموماً الإيكو، حيث يساعد التصوير بالموجات فوق الصوتية في إظهار الكبد والمرارة، والبحث عن وجود أي انسداد أو حصوات في المرارة.
  • الطبقي المحوري، أو التصوير المقطعي المحوسب CT: يستخدم التصوير المقطعي المحوسب الأشعة السينية لإنتاج صور مفصلة للغاية للبطن، وهو الاختبار الأكثر حساسية، وهو على الأرجح أفضل وسيلة لتحديد المشكلة.
  • تصوير الطرق الصفراوية الظليل: يمكن أن يساعد حقن كمية صغيرة من المواد المشعة في تحديد الانقباضات أو العوائق غير الطبيعية للمرارة والقنوات الصفراوية، وهو من الوسائل التشخيصية الدقيقة لتحديد سبب التهاب المرارة. وقد يستغرق الأمر من ساعة إلى أربع ساعات لظهور النتائج.
  • تنظير الطرق الصفراوية بالطريق الراجع: يتضمن ذلك استخدام منظار داخلي (أنبوب طويل ومرن يتم إدخاله عبر الحلق) وصبغة وأشعة سينية لفحص المرارة بدقة واكتشاف العيوب أو المشكلات.
  • تصوير الأقنية الصفراوية عبر الكبد عن طريق الجلد، حيث يقوم الطبيب بإدخال صبغة تباين في الكبد بإبرة عبر الجلد، مما يسمح برؤية الأقنية الصفراوية بشكل أدق على الأشعة السينية.
  • تحاليل الدم: يمكن أن تشير هذه الاختبارات إلى وجود العدوى، حيث يزداد تعداد خلايا الدم البيضاء.

كيف تُعالج التهابات المرارة؟

اقراء أيضا اغذية تساعد على علاج الالتهاب المزمن

  • ينبغي علاج المريض في المستشفى، وقد يتم منع المريض من تناول أي أطعمة صلبة أو سائلة عن طريق الفم لبعض الوقت، ويتم إعطاؤه السوائل بالإضافة إلى المضادات الحيوية والأدوية المسكنة للألم عن طريق الوريد أثناء ذلك. 
  • يُوصى بإجراء الجراحة في حالات التهاب المرارة الحاد بسبب ارتفاع معدل تكرار الالتهاب المرتبط بحصوات المرارة. ومع ذلك، إذا كان هناك خطر منخفض لحدوث مضاعفات، فيمكن تأجيل الجراحة.
  • في حال وجود مضاعفات، مثل انثقاب المرارة، سيحتاج المريض إلى جراحة إسعافية لاستئصال المرارة. وفي حال كان المريض يعاني من عدوى حالية، فقد يقوم الطبيب بإدخال أنبوب عبر الجلد إلى المرارة لتصريف السوائل المتراكمة في المرارة.
  • يمكن إجراء استئصال المرارة عن طريق فتح البطن (الطريق المفتوح) أو عن طريق الجراحة التنظيرية باستخدام المنظار.

 يتضمن استئصال المرارة بالمنظار إجراء عدة شقوق صغيرة في الجلد، ثمّ إدخال كاميرا في أحد الشقوق لمساعدة الجراح على رؤية ما بداخل البطن، وأدوات لإزالة المرارة حيث يتم إدخالها من خلال الشقوق الأخرى. وتكمن فائدة تنظير البطن هي أن الشقوق صغيرة، لذلك عادة ما يشعر المريض بألم أقل بعد العملية ويكون التندب أقل.

 بعد استئصال المرارة جراحياً، ستتدفق الصفراء من الكبد مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة، ولا يؤثر ذلك عادةً على الصحة العامة للمريض أو على جهازه الهضمي، ولكن قد يعاني بعض المرضى من نوبات متكررة من الإسهال.

إذا لم تتم إزالة المرارة وتكررت نوبات التهاب المرارة بشكل مستمر، فقد تحدث الإصابة بالتهاب المرارة طويل الأمد (المزمن).

قد لا يسبب التهاب المرارة المزمن أي أعراض، لكنه يمكن أن يلحق الضرر بجدران المرارة، فتتشوه وتصبح أكثر سماكة. وبمرور الوقت، يقل حجم المرارة وتصبح أقل قدرة على تخزين وإفراز العصارة الصفراوية، وتكون هناك حاجة لعملية جراحية لإزالة المرارة.

النظام الغذائي لمرضى التهاب المرارة

تعني الإصابة بالتهاب المرارة أنه يجب عليك إجراء تغييرات مهمة على نظامك الغذائي.

بعد التعافي من التهاب المرارة، يوصى بتناول خمس إلى ست وجبات صغيرة في اليوم، حيث يساعد ذلك الجهاز الهضمي على التكيف مع كمية الصفراء الموجودة، بينما يمكن لوجبة واحدة كبيرة أن تسبب اضطراباً في الجهاز الهضمي وتحدث تشنجاً في المرارة والقنوات الصفراوية.

ينصح أيضاً بالالتزام بنظام غذائي قليل الدسم، مع تناول الأطعمة البروتينية قليلة الدهون مثل الدواجن أو الأسماك، وتجنب اللحوم الدهنية والأطعمة المقلية وأي أطعمة غنية بالدهون، بما في ذلك منتجات الألبان كاملة الدسم.

 

 ما هي مضاعفات التهاب المرارة؟

في بعض الحالات ، يمكن أن يسبب التهاب المرارة مشاكل أخرى بما في ذلك:

  • انثقاب المرارة.
  • الناسور، وهو قناة غير طبيعية يمكن أن تتشكل هذا بين المرارة والاثني عشر ، يمكن أن تتشكل إذا أدت حصوات المرارة الكبيرة إلى تآكل في جدار المرارة.  وقد يؤدي تشكل الناسور في بعض الأحيان إلى مرور حصى المرارة إلى الأمعاء من خلاله.
  • موت الأنسجة في المرارة (الغرغرينا).
  • العدوى وتراكم القيح أو الصديد في المرارة.
  • إصابة القناة الصفراوية التي يمكن أن تؤثر على الكبد.
  • التهاب البنكرياس.
  • التهاب الصفاق.

 

الوقاية

 يمكن لبعض التدابير أن تقلل من خطر الإصابة بحصوات المرارة، وهذا يمكن أن يقلل من فرصة الإصابة بالتهاب المرارة:

  • فقدان الوزن، لأن السمنة تزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة.
  • تجنب فقدان الوزن السريع لأن هذا يزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة، عادةً ما يكون فقدان الوزن الصحي حوالي 0.5 إلى 1 كجم من وزن الجسم أسبوعياً.
  • ممارسة الرياضة 5 أيام في الأسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل في كل مرة.
  • اتباع نظام غذائي قليل الدهون.
  • الالتزام بأوقات الإفطار والغداء والعشاء المنتظمة وعدم تخطي الوجبات.

 وفي الالنهاية، يعتبر المرارة هو حالة مؤلمة، غالباً ما تنجم عن الإصابة بحصوات المرارة الاي تمنع تدفق الصفراء باتجاه الأمعاء الدقيقة. ويعتبر الالتزام بالنظام الغذائي الصحي قليل الدهون وممارسة التمرينات الرياضية حجر الأساس في الوقاية من حدوث حصى المرارة وبالتالي الوقاية من تكرر نوبات التهاب المرارة.

 

المصادر:

https://patient.info/digestive-health/gallstones-and-bile/cholecystitis

https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/cholecystitis%3famp=true

https://www.medicalnewstoday.com/articles/172067

https://www.webmd.com/digestive-disorders/what-is-chloecystitis