الداء السكري هو أحد الأمراض المزمنة التي تنجم عن عدم إنتاج المقدار الكافي من هرمون الأنسولين من غدة البنكرياس، أو أن الخلايا لا تستفيد من هذا الهرمون بعد إنتاجه، وقد بينت الدراسات أن حوالي ثلث البشر يعانون من الداء السكري دون أن يدركوا ذلك أو يشعروا بأي أعراض، أما الذين تأكدت إصابتهم بهذا المرض فهم ملزمون بقياس مستويات سكر الدم بشكل منتظم ومتابعة أي تغير فيها، لذلك يجب عليهم تعلم كيفية قياس السكر في الدم بالمنزل باستخدام مختلف الطرق الممكنة، واختيار الوقت الأنسب لذلك.
تختلف الطرق المنزلية لقياس مستوى السكر في الدم فيما بينها من حيث دقة النتائج وطريقة عرضها، حجم الجهاز، آلية عمله وسهولة استخدامه، فعلى سبيل المثال بعض الأجهزة تعطي النتيجة أسرع من غيرها، وبعضها يسجل النتائج لمدة معينة من الزمن ويحسب متوسط هذه النتائج، وسوف نتحدث فيما يلي بشيء من التفصيل عن هذه الطرق وأفضل وقت لقياس سكر الدم.
يساعد القياس المنتظم لسكر الدم في المنزل على متابعة التحسن ومقدار الاستفادة من العلاج الدوائي والسلوكي الموصوف، فيوجه الطبيب إلى زيادة أو خفض جرعة الدواء المستخدم أو تعديل النظام الغذائي الذي يتبعه المريض، فضلاً عن إمكانية تقدير أثر العوامل المختلفة على سكر الدم مثل الرياضة والمرض والتوتر وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك فإن لمتابعة قيم السكر بانتظام أهمية كبيرة في تجنب الاختلاطات والاضطرابات المرضية بعيدة المدى للداء السكري بمنع ارتفاع مستويات السكر لقيم عالية قد تسبب أضرار دائمة في الجسم مثل:
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن مرض الزرق
على الرغم من وجود حالات عديدة لمرضى الداء السكري ممن لا يعانون من أي أعراض واضحة للمرض، إلا أن ذلك لا ينفي إصابتهم بالسكر ولا يوقيهم من الاختلاطات المحتملة لارتفاع مستوى السكر في الدم، أما عند ظهور الأعراض على المريض فإنها لا تفرق بين نوعي الداء السكري وتكون على الشكل التالي:
فإذا عانى المريض من بعض أو كل هذه الأعراض وخاصةً النساء في فترة الحمل فلا يجب التأخر في قياس سكر الدم والتأكد من مستواه في الدم.
هناك مجموعة متنوعة من الأجهزة المحمولة التي يمكن استخدامها في المنزل لقياس مستوى السكر في الدم، وقد تختلف فيما بينها في دقة نتائجها وسهولة استخدامها ومن أشيع هذه الأجهزة نذكر ما يلي:
وهو جهاز بسيط شائع جداً في المنازل والصيدليات وهو غير مكلف مقارنةً بباقي الأجهزة، ويحتاج هذا الجهاز إلى وخز إصبع اليد للحصول على الدم المطلوب للفحص.
لاستخدام هذا الجهاز يتم وضع شريحة القياس في مكانها المخصص في الجهاز قبل وخز الإصبع، ثم يتم ملامسة حافة الشريحة لقطرة الدم على سطح الجلد ومراقبة شاشة الجهاز، حيث تظهر القيمة الرقمية المقاسة لمستوى السكر في الدم.
يتميز هذا الجهاز بسرعة نتيجته ودقته وبحجمه الصغير وإمكانية حمله واستخدامه في أي مكان.
يتميز هذا جهاز عن جهاز قياس السكر البسيط بأنه يقيس مستوى السكر بشكل مستمر كل عدة دقائق، ويكون عبر زرع حساس صغير تحت الجلد غالباً في منطقة البطن، يقيس هذا الحساس السكر الخلالي في الأنسجة ثم يرسل النتيجة للجهاز المستقبل.
على الرغم من وجود الحساس إلا أن المريض يحتاج غالباً إلى إجراء فحص بوخز الإصبع لمرة واحد على الأقل يومياً، ولكن ليس كما في جهاز القياس البسيط حيث يحتاج المريض إلى وخز الإصبع لثلاث أو أربع مرات يومياً على الأقل.
هناك نوع من الأجهزة المثبتة تحت الجلد يسمى Life Libre لا يعطي قيم مستمرة بل يقيس سكر الدم عند طلب المريض، وتتميز بأنها لا تحتاج أبداً إلى وخز الإصبع لفحص مستوى السكر.
يكون قياس سكر الدم بشكل منتظم يومياً ضرورياً في الحالات التالية:
يعتمد الوقت المناسب لقياس سكر الدم على عوامل متعددة أهمها نوع السكر المصاب به المريض:
يعود الخيار في وقت قياس السكر إلى الطبيب، فقد يقترح أن يقيس المريض مستوى سكر الدم بين 4-10 مرات يومياً، فعلى سبيل المثال يتم قياس السكر في الأوقات التالية:
يعتمد وقت قياس السكر في هذا النوع على طبيعة العلاج المستخدم لضبط سكر الدم فيكون على الشكل التالي:
قد يطلب الطبيب من المريض المعتمد على الأنسولين قياس سكر الدم لعدة مرات يومياً تبعاً لنوع الأنسولين وجرعته الموصوفة، ففي حالة الجرعات المتعددة من الأنسولين يومياً يتم قياس السكر قبل الوجبات وعند الخلود للنوم، أما في حالة جرعة الأنسولين مديدة التأثير قد لا يحتاج المريض إلى أكثر من قياسين يومياً للسكر قبل الفطور وقبل العشاء.
يختلف عدد مرات قياس سكر الدم في هذه الحالة بين مريض وآخر اعتماداً على جرعة الأدوية الموصوفة ومدى استجابة الجسم عليها.
في حال كون الحمية والرياضة كافية لتنظيم سكر الدم عند مريض السكر من النوع الثاني فإنه قد لا يحتاج إلى أكثر من قياس واحد يومياً لسكر الدم.
يمكن أن تكون القيم المقاسة لسكر الدم في المنزل غير دقيقة تماماً بسبب وجود مجموعة من العوامل التي تؤثر عليها مثل:
وبالتأكيد يجب الحرص على الالتزام بالخطوات والإجراءات السليمة لقياس السكر، وضمان جودة الجهاز المستخدم للقياس.
القيم الطبيعة لسكر الدم الصيامي عند البالغين تتراوح بين 70-130 ميليجرام/دل، بينما يجب أن تكون أقل من 180 ميليجرام/دل بعد ساعة أو ساعتين من تناول الطعام، وتختلف هذه القيم في فترة الحمل عند النساء وخلال الفترات المختلفة من اليوم.
في المرضى الذين يقيسون سكر الدم بشكل منتظم في المنزل يومياً فإن ملاحظة قيمة مرتفعة لسكر الدم لمرة واحدة أو أكثر يمكن أن يكون سبباً موجباً لزيارة الطبيب، وفي مرضى السكر الغير قادرين على ضبط سكر الدم بشكل صحيح أو قد عانوا من ارتفاع مفاجئ في مستوى السكر في الدم يجب عليهم أيضاً مراجعة الطبيب المختص لإجراء بعض التعديلات في أسلوب الحياة، واختيار العلاج الدوائي الأنسب لحالتهم. أما مرضى سوء تحمل السكر أو ما يسمى ما قبل السكري فهم بحاجة إلى متابعة منتظمة لمستوى السكر في الدم وتحري أي تبدل في قيمته وطلب المساعدة الطبية عند اللزوم.
اقرأ أيضاً: السكري
اقرأ أيضاً: أطعمة مفيدة لمرضى السكري
المراجع
https://www.healthline.com/health/diabetes/home-tests
https://www.medicalnewstoday.com/articles/317224
https://www.verywellhealth.com/best-at-home-diabetes-tests-5083634