التهاب الشريان الصدغي يطلق عليه الآن التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة (GCA) Giant Cell Arteritis لأن الأبحاث أظهرت أنه يمكن أن يؤثر ليس فقط على الشرايين الصدغية، تشمل الأوعية الدموية الأخرى التي يمكن أن تتطور GCA الشريان الأبهري الصدري وفروعه في الرأس والرقبة. يستخدم مصطلح "خلية عملاقة" لأن خزعات الشرايين الصدغية الملتهبة، التي تُرى تحت المجهر، تُظهر خلايا متضخمة. عُرف التهاب الشرايين الصدغية منذ القرن العاشر على الأقل، تشمل الأسماء الأخرى التهاب الشرايين القحفية ومرض هورتون.
التهاب الشرايين الصدغي المعروف الآن باسم التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة، هو شكل من أشكال التهاب الأوعية الدموية، وهو ينطوي على تورم وسماكة بطانة الشريان تحت الجلد في منطقة الصدغ أو جانب الرأس. إنها حالة مناعية ذاتية تحدث بسبب رد فعل خاطئ للجهاز المناعي، عندما يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السليمة عن طريق الخطأ.
يتمثل العَرَض الرئيسي لالتهاب الشريان الصدغي في صداع شديد ومستمر وربما نابض، وعادةً ما يكون على جانب الرأس أو في مقدمة الرأس. يعاني اثنان من كل ثلاثة أشخاص مصابين بهذه الحالة من صداع.
تشمل الأعراض الأخرى:
يجب على أي شخص يعاني من هذه الأعراض مراجعة الطبيب للتشخيص والعلاج. في حالة حدوث مشاكل في الرؤية، هناك حاجة إلى مساعدة طبية فورية.
أخطر المضاعفات المحتملة هي فقدان البصر، والذي يمكن أن يحدث فجأةً ويكون دائماً. يمكن أن يحدث إذا أصاب التهاب الأوعية الشريان الذي يغذي العين، مما يتسبب في تلف العصب البصري. تشمل علامات الاضطرابات البصرية:
قد يتبع فترات وجيزة من فقدان البصر الكلي في عين واحدة فقدان كامل ودائم للبصر. يؤثر فقدان الرؤية على ما بين 14 و 20 % من الأشخاص المصابين بالتهاب الشريان الصدغي، قبل إدخال الستيروئيدات القشرية، كان المعدل يتراوح بين 30 و 60 %.
إذا بدأ علاج التهاب الشرياين الصدغي قبل أي تأثير على الرؤية، فإن خطر الإصابة بالعمى الذي يحدث لاحقاً ينخفض إلى 1 % أو أقل.
58 % من المرضى يلاحظون تحسينات بصرية إذا بدأ العلاج في غضون 24 ساعة.
6 % من الأشخاص يلاحظون تحسنات إذا بدأ العلاج "بعد تأخير". من المهم أيضاً مراقبة الرؤية والحفاظ عليها في العين السليمة. يؤثر فقدان البصر على العين الأخرى في غضون أيام إلى أسابيع بنسبة 50 %.
تم ربط التهاب الشرايين الصدغية أيضاً بزيادة مخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو تمدد الأوعية الدموية الأبهري.
من المهم مراجعة الطبيب مع أي أعراض يمكن أن تشير إلى التهاب الشريان الصدغي. سينظر الطبيب في الأعراض التي يصفها المريض ويطرح الأسئلة ويستكشف الاحتمالات الأخرى. يقوم أيضاً بإجراء فحص جسدي. تشمل الاختبارات التي يمكن استخدامها لتشخيص هذه الحالة ما يلي:
قد يُعطى المريض العلاج قبل نتائج الخزعة، بسبب خطر فقدان البصر.
يؤثر التهاب الشريان الصدغي على الشرايين التي تمد الرأس والدماغ بالدم. السبب الدقيق للمرض غير معروف، ولكن يُعتقد أنه حالة مناعية ذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي للجسم الخلايا السليمة في الشرايين مما يؤدي إلى التهاب.
عندما تلتهب بطانة الأوعية الدموية، يمكن أن تتشكل آفات الخلايا العملاقة. تتشكل هذه الخلايا العملاقة عندما تندمج العديد من الخلايا المناعية معاً، هذه الخلايا المناعية هي نوع من خلايا الدم البيضاء. تلعب الخلايا العملاقة أيضاً دوراً في مرض السل والجذام وبعض الالتهابات الفطرية وحالات أخرى.
تشمل عوامل الخطر العرق، والتقدم في العمر أكثر من 50 عاماً، والإصابة بحالة صحية أخرى. لا يزال سبب إصابة بعض الأشخاص بالتهاب الشريان الصدغي غير مفهوم تماماً. كما أنه من غير الواضح سبب تعرض بعض المجموعات للخطر أكثر من غيرها.
العمر عامل خطر، متوسط العمر الذي يبدأ عنده التهاب الشريان الصدغي هو 70 عاماً. قد تشمل العوامل المحتملة الأخرى ما يلي:
سيبدأ العلاج عادةً في الحال، ربما قبل تأكيد نتائج الخزعة، لتقليل خطر حدوث مضاعفات. قد يحتاج الشخص إلى زيارة طبيب مختص. كانت الجرعات العالية من أدوية الكورتيكوستيروئيدات هي العلاج القياسي منذ خمسينيات القرن الماضي، ولكن في الآونة الأخيرة، تمت الموافقة على عقار آخر: أكتيمرا Actemra .
تمنع هذه الأدوية حدوث المضاعفات مثل فقدان البصر، التوصية هي الشروع فيها "على الفور وبقوة". عادةً ما تكون الجرعة 40 إلى 60 ملليجرام (مجم) من بريدنيزون prednisone كل يوم لمدة شهر تقريباً. يجب أن تتحسن الأعراض بسرعة بعد بدء العلاج. الأشخاص الذين يعانون من أعراض بصرية سيحصلون على جرعة أعلى. بعد شهر تنخفض الجرعة تدريجياً، في النهاية قد يأخذ الشخص من 5 إلى 10 مجم يومياً لعدة أشهر. يجب أن يبدأ العلاج بسرعة لمنع تدهور الرؤية.
ألم العضلات الروماتيزمي (PMR) polymyalgia rheumatica هو شكل من أشكال الالتهاب الذي يؤثر على الجسم كله. تشمل الأعراض الشعور بألم وتيبس، خاصةً في الرقبة والكتفين وأعلى الذراعين وحول الحوض. كما في التهاب الشريان الصدغي فهو أيضاً أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاماً ويؤثر على النساء أكثر من الرجال. وفقاً لأبحاث التهاب المفاصل في المملكة المتحدة، فإن حوالي 15 % من الأشخاص المصابين بألم العضلات الروماتيزمي (PMR) يصابون أيضاً بالتهاب الشريان الصدغي، و 40 إلى 60% من المصابين بالتهاب الشريان الصدغي لديهم أيضاً PMR.
يرتبط التهاب الأوعية الدموية الجهازي بالتهاب الشريان الصدغي لأن التهاب الشرايين القحفية هو أحد أشكال التهاب الأوعية الدموية. يشير التهاب الأوعية الدموية الجهازية إلى مجموعة من الاضطرابات التي تنطوي على التهاب وتلف جدران الأوعية الدموية التي يمكن أن تؤدي إلى موت الأنسجة.
يتم تصنيف الأنواع المختلفة وإدارتها وفقاً لحجم الأوعية الدموية المصابة - كبيرة أو متوسطة أو صغيرة - ومنطقة التأثير، على سبيل المثال على العضو. بحال الإصابة التهاب الشرايين الصدغية، تكون الشرايين المصابة متوسطة والعين في خطر.
سيعتمد إنذار التهاب الشريان الصدغي على مدى سرعة التشخيص والقدرة على بدء العلاج. يمكن أن يتسبب عدم علاج التهاب الشرايين الصدغية في حدوث أضرار جسيمة للأوعية الدموية في الجسم. يجب الاتصال بالطبيب بحال ملاحظة أعراض جديدة. في حالة الاشتباه في الإصابة بالتهاب الشريان الصدغي، يجب أن يبدأ العلاج فوراً، حتى إذا لم تؤكد نتائج الاختبارات التشخيصية بعد.
اقرأ أيضاً: أنواع الصداع
اقرأ أيضاً: التصلب المتعدد
المصادر
https://www.medicalnewstoday.com/articles/312614#symptoms
https://www.rheumatology.org/i-am-a/patient-caregiver/diseases-conditions/giant-cell-arteritis