منذ بدء جائحة فيروس كورونا COVID-19 قبل عام ونصف، والمعلومات حول علاج فايروس كورونا بالطرق الطبيعية تنتشر بسرعة على صفحات الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن للأسف فإن هذه المعلومات في غالبيتها لا تستند الى أساس علمي واضح، وقد تكون في كثير من الأحيان معلومة مغلوطة لا أساس لها من الصحة،
المؤسف في الأمر انتشار هذه المعلومات بشكل رهيب بين الناس، إذ أصبح القاصي والداني يبتكرون علاجات مجهولة المصدر والفعالية ضد فيروس كورونا، حيث غدت هذه المعلومات أكثر من التصريحات الطبية التي عن تصدر عن مراكز الأبحاث الطبية ذاتها.
في هذه المقالة سنناقش أبرز المعلومات الشائعة حول العلاج الطبيعي البديل لفيروس كورونا وسنكشف حقيقة فعاليتها في تدبير أعراض الإصابة بفيروس كورونا أو أنها لا تفيد المريض أبداً وقد تكون خطيرة وتفاقم أعراض الإصابة لدى المريض، وسنذكر أهم البدائل الطبيعية التي تساعد في عملية التعافي من الإصابة وتقلل من فترة الاستشفاء.
إذا كنت أنت أو أي شخص تهتم به مصابًا بفيروس كورونا (COVID-19)، فمن الطبيعي أن تفعل كل ما في وسعك لتسريع عملية الشفاء. ومن الطبيعي أن تغريك العناوين الموجودة عل محرك البحث Google كالعلاج المعجزة و "علاج كل شيء" وعناوين أخرى من هذا القبيل،
ولكن ننصحكم بضرورة التحقق من هذه المعلومات والنشاطات التي تقرؤونها من فريق الرعاية الصحية الخاص بكم قبل البدء بأي علاج بديل او علاج طبيعي، كما ننصحكم باتباع النصائح الطبية التي يوجهكم لها فريقكم الطبي.
انتشار المعلومات المضللة عن فيروس كورونا على نطاق واسع جعل منظمة الصحة العالمية تنشر تحذيراً وإيضاحاً لكسر بعض الأساطير الشائعة التي تم تداولها حول العلاجات غير التقليدية وتتضمن:
لا يوجد حتى الآن علاج طبي محدد لفيروس كورونا. فقط اللقاحات المؤقتة للوقاية من الإصابة. ومع ذلك، يمكنك تخفيف الأعراض المزعجة في المنزل باستخدام العلاجات الطبية في حال كنت تعاني من أعراض مرض خفيف إلى متوسط.
يمكن أن يساعد الحصول على قسط وافر من النوم وتناول الطعام الصحي وإدارة مستويات التوتر في جسمك على محاربة العدوى وتخفيف حدة الأعراض.
يمكنكم معرفة المزيد عن لقاحات فيروس كورونا
في بداية الوباء، أشارت التقارير الإخبارية إلى أن مسكنات الألم المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين، قد تجعل أعراض فيروس كورونا أسوأ. ولكن توجيهات المركز الوطني الأمريكي الحالية تشير إلى أنه من الآمن تناول الإيبوبروفن، وتؤكد الدكتورة أليكس ستاندرينج، الطبيب العام في Dr Morton’s، على توخي الحذر أثناء استعماله.
وتضيف الدكتورة: أنه "وعلى الرغم من أن الأدلة تشير إلى أن الإيبوبروفين آمن، إلا أنني أقترح تناول الباراسيتامول إذا كنت تعاني من حمى مرتبطة بـ COVID-19. فمن غير المرجح أن تتفاعل مع الأدوية الأخرى".
لذلك فإن المخاوف الأولية بشأن الإيبوبروفين لا أساس لها من الصحة، ولازالت الأبحاث مستمرة لمعرفة ما إذا كان الإيبوبروفين فعالًا في علاج مرضى COVID-19.
وقد يكون الشكل الصيدلاني الجديد من الإيبوبروفين مفيدًا في المراحل اللاحقة من عدوى COVID-19. إذ يختبر العلماء في لندن حاليًا ما إذا كان نوع معين من الإيبوبروفين يسمى Flarin يمكن أن يساعد مرضى COVID-19.
هناك الكثير من الأدلة العلمية على أن العناصر الغذائية في الطعام الذي نتناوله يمكن أن تدعم جهاز المناعة، مما يساعد على منع العدوى والمساعدة في التعافي. فتساعد الفيتامينات B6 وC وD والزنك على مكافحة الجراثيم والفيروسات، كما تدعم إنتاج الخلايا المناعية والأجسام المضادة.
تقول الدكتورة ستاندرينج "قد تكون بعض نزلات البرد ناجمة عن فيروس كورونا، وقد ثبت أن الزنك يقلل من مدة الإصابة بنزلات البرد" ومن المحتمل أن يعاني الكثير من الناس حول العالم من نقص في فيتامين (D) في الشتاء خصوصاً، بسبب حاجتهم إلى الكثير من ضوء الشمس لإنتاج فيتامين (D) بشكل طبيعي. لذا فإن تناول فيتامين (D)، يكون مفيدًا للمرضى.
وتوصي إرشادات المملكة المتحدة كل شخص يزيد عمره عن عام واحد بتناول مكمل غذائي يحتوي على 10 ميكروجرام من فيتامين (D) يوميًا.
فيتامين سي Vitamin C: تشير بعض مواقع "العلاج البديل" إلى أن تناول فيتامين سي لمستويات تحمّل الأمعاء (حتى تصاب بالإسهال) هو وسيلة فعالة لطرد الفيروس من الجسم.
يقول الدكتور Standring: "من غير المحتمل أن يكون فيتامين C ضارًا في الجرعات العالية" إذ أنه قابل للذوبان في الماء ويطرح مباشرة في البول. ولكن لا يوجد دليل علمي على أي آثار وقائية أو مفيدة لفيتامين سي عند المصابين بفيروس كورونا.
تستخدم الأعشاب والتوابل مثل الثوم والزنجبيل وأكينشا (Echinacea نبات طبي له خصائص المضاد الحيوي) بالإضافة الى الكركم منذ فترة طويلة لعلاج الالتهابات. إذ يحتوي الثوم على الأليسين Allicin، وهو مركب يساعد الخلايا المناعية على محاربة الميكروبات الضارة. كما أن الثوم مفيدٌ جداً للفلورا المعوية باعتباره من البريبايوتك التي تدعم جهاز المناعة،
الغرغرة و ملعقة صغيرة من العسل يومياً تُضاف ضمن إرشادات المركز الوطني الأمريكي NHS لتخفيف الأعراض المرافقة مثل التهاب الحلق. وتجدر الإشارة إلى أنها لن تقتل الفيروس نفسه، ولكن يمكن أن تساعد في جعل المريض أكثر راحة.
يقول الدكتور ساندرينج: "ليس هناك دليل حتى الآن على استخدام الأعشاب لعلاج الالتهابات الخطيرة". "حتى لو ثبت أن لبعضها تأثيراً إيجابي، فإن الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة والسمية العالية تشكل مشكلة عند التطبيق.
أصبح فقدان حاسة الشم والذوق مدرجًا الآن في القائمة الرسمية لأعراض COVID-19. لأن فيروس كورونا قد يُلحق الضرر بالنهايات العصبية في الأنف لدى بعض الأشخاص.
إذا فقدت حاسة الشم لديك بعد الإصابة بفيروس كورونا وتشعر بالقلق، فهذا يتطلب منك تجربة "التدريب على الشم" في المنزل:
المعلومات المضللة يمكن أن تكون خطيرة للغاية. كن حذرًا جدًا من الأفراد الذين يقدمون ادعاءات لا توصي بها هيئة طبية مهنية أو مسؤول رعاية صحية تثق به. حتى تضمن عدم تعرضك لمشاكل صحية أو تفاقم من شدة حالتك المرضية لتعبر فترة الاستشفاء بسهولة وراحة لتعود سريعاً الى حياتك الطبيعية وممارسة نشاطاتك بحرية.
المصادر:
https://eurjmedres.biomedcentral.com/articles/10.1186/s40001-021-00490-1
https://patient.info/news-and-features/are-any-coronavirus-home-remedies-safe-or-effective
https://www.covid19treatmentguidelines.nih.gov/supplements/vitamin-c/