يعتقد البعض أن الصيام قد يؤثر سلباً على مرضى ارتجاع المرئ، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الصيام من أنجح الطرق لتقليل أعراض ارتجاع المرئ ، سنناقش في هذه المقالة كل ما نحتاج لمعرفته حول هذا الموضوع وخصوصا فيما يتعلق بالتأثير الايجابي للصيام على من يعانون من ارتجاج المرئ .
هو إصابة في الغشاء المخاطي للمريء تحدث نتيجة لتدفق محتويات المعدة إلى المريء مرة أخرى، وعادةً ما يشمل الجزء السفلي من المريء.
وقد عرّفته الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي ( American College of Gastroenterology) بأنه أعراض مزمنة أو تلف في الغشاء المخاطي ناتج عن ارتداد غير طبيعي لمحتويات المعدة إلى المريء.
وعادة ما يحدث نتيجة ضعف العضلة الحلقية الموجودة في أسفل المريء وتسمى بالعضلة العاصرة للمريء، وهي التي تفصل المرئ عن المعدة، تفتح هذه العضلة عند البلع مما يسمح للطعام بالدخول إلى المعدة، وتُغلق في باقي الأوقات حيث يتم ضغطها بقوة لمنع الطعام والحمض المعدي من الارتداد إلى المريء.
ويعتبر ارتجاع المرئ من أكثر الأمراض شيوعاً تبعاً لدراسة أجريت في بريطانيا نشرت في مجلة نيتشر في أبريل 2020 حيث أظهرت الدراسة أن نسبة انتشاره تصل إلى 13.98%.
تتنوع الأعراض لتشمل:
و تزداد حدة هذه الأعراض بعد تناول الوجبات، كما توجد بعض الأعراض غير الشائعة التي قد تحدث مما يجعل تشخيصها صعباً لتداخلها مع بعض الأمراض الأخرى مثل:
أثناء الصيام يزداد إفراز المعدة من هرمون الجريلين المعروف بهرمون الجوع، حيث أثبتت دراسة أن هناك علاقة عكسية بين مستويات هرمون الجريلين في الدم وحرقة المعدة، وبالتالي يترافق الصيام مع تحسن أعراض ارتجاع المرئ وتقليل حالات ارتداد الحمض.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل الصيام على تقليل مستوى السكر في الدم والذي يرتبط ارتفاعه بتأخر إفراغ المعدة خاصة عند مرضى السكري ويزيد تفريغ المعدة المتأخر من تكرار ارتجاع الحمض ومدته.
أيضاً يقلل الصيام من مقاومة الجسم للإنسولين، والذي يعزز بدوره من فقدان الوزن حيث يرتبط فقدان الوزن لدى مرضى ارتجاع المريء الذين يعانون من زيادة الوزن بانخفاض حرقة المعدة والارتجاع الحمضي.
ففي دراسة أُجريت في إندونيسيا لمعرفة تأثير الصيام على مرضى ارتجاع المرئ نشرت في المجلة الإندونيسية للطب الباطني في يوليو 2016 أكدت انخفاض حدة الأعراض خلال فترة الصيام مقارنة بغير الصائمين، كما أظهرت الدراسة تحسن كبير لدى المرضى وزيادة قدرتهم على القيام بأعمالهم اليومية.
يمكن أن تؤدي بعض التغييرات السهلة في نمط الحياة إلى منع حدوث ارتجاع المرئ أو تخفيف أعراضه حيث يساعد اتباع نظام غذائي أكثر ذكاءً، وعادات نوم أفضل، وتخفيف التوتر في إبقائك بعيدًا عن الإحساس بحرقة المعدة، وهو السمة المميزة لهذا المرض، ومن هذه التغيرات:
أثبتت الدراسات أن الصيام يقلل من ارتجاع المرئ، إلا أن البعض نظراً للعادات الخاطئة في رمضان قد تزداد عنده حدة الأعراض، لذلك يجب اتباع بعض النصائح للوقاية أثناء الصيام منها:
تبين لنا أن الصيام لا يأتي إلا بما يفيد الجسم ويجدد خلاياه ويحسّن وظائف أجهزته ويعمل على تقليل إفراز الأحماض الهاضمة أثناء فترة الصيام، كما يقلل من ارتجاع هذه الأحماض إلى المرئ، هذا بالإضافة إلى تقويته للعضلة العاصرة التي تمنع ارتداد محتويات المعدة إلى المرئ، ولا يزال العلم يكتشف المزيد من آثار الصيام الإيجابية على مختلف أعضاء الجسم.
اقرأ أيضا: صيام المرأة الحامل في رمضان
اقرأ أيضا: تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية
المصادر:
1-https://emedicine.medscape.com/article/1610393-overview#a1
2-https://www.healthline.com/health/esophagitis
3-https://www.nature.com/articles/s41598-020-62795-1
4-https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/esophagitis/symptoms-causes/syc-20361224
6-https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/27840350/
7-https://www.webmd.com/heartburn-gerd/guide/understanding-gerd-prevention
8-https://www.medicalnewstoday.com/articles/14085
9-https://www.sciencedirect.com/science/article/abs/pii/S1521691817300999
10-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5628978/#__ffn_sectitle