التهاب القصبات هو التهاب بطانة الشعب الهوائية، وهي الأنابيب التي تحمل الهواء من وإلى الرئتين. وغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب القصبات من سعال مستمر ينتج عنه مخاط سميك متغير اللون، قد يعانون أيضاً من أزيز وألم في الصدر وضيق في التنفس.
اقراء أيضا كل ما تحتاج لمعرفته حول التهاب الحلق
قد يكون التهاب الشعب الهوائية حاداً أو مزمناً. يتطور التهاب القصبات الحاد من نزلات البرد أو عدوى الجهاز التنفسي الأخرى، وغالباً ما يتحسن في غضون أيام قليلة دون آثار دائمة. بينما يشكل التهاب القصبات المزمن حالة أكثر خطورة تتطور بمرور الوقت بدلاً من أن تحدث فجأة. ويتميز بنوبات متكررة من التهاب القصبات والتي تستمر لعدة أشهر أو سنوات.
يتسبب الالتهاب المستمر في بطانة القصبات الهوائية في تراكم كميات مفرطة من المخاط اللزج داخل الشعب الهوائية، مما يحد من كمية تدفق الهواء الداخل والخارج إلى الرئتين. ويزداد انسداد تدفق الهواء سوءاً مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى صعوبات في التنفس وزيادة إنتاج المخاط في الرئتين.
يصاب العديد من الأشخاص المصابين بالتهاب الشعب الهوائية المزمن في نهاية المطاف بانتفاخ الرئة، وهو نوع من أمراض الرئة. يُشار إلى الحالتين معاً باسم مرض الانسداد الرئوي المزمن COPD.
وفقاً لبعض التقارير، فإن ما يصل إلى 74% من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض الانسداد الرئوي المزمن يعانون من التهاب الشعب الهوائية المزمن. تستغرق غالبية أعراض مرض الانسداد الرئوي المزمن بعض الوقت حتى تتطور، لذلك غالباً ما يعتقد الناس خطأً أن الحالة لا تهدد الحياة ويتجاهلون الأعراض حتى تتطور الحالة إلى مرحلة أكثر تقدماً. على الرغم من أن الحالة لا يمكن علاجها، إلا أنه يمكن تدبير الأعراض بالعلاج بمجرد التشخيص.
بعد فترة طويلة من الالتهاب والتهيج في الشعب الهوائية، يمكن أن يؤدي التهاب الشعب الهوائية المزمن إلى العديد من الأعراض المميزة، بما في ذلك السعال المستمر والثقيل الذي يخرج المخاط من الرئتين. قد يكون المخاط أصفر أو أخضر أو أبيض. تزداد كمية المخاط تدريجياً مع مرور الوقت بسبب زيادة إنتاج المخاط في الرئتين. يتراكم المخاط في النهاية في أنابيب الشعب الهوائية ويحد من تدفق الهواء، مما يتسبب في زيادة صعوبة التنفس. قد يصاحب ضيق التنفس أزيز يزداد سوءاً أثناء أي نوع من النشاط البدني. قد تشمل الأعراض الأخرى لالتهاب الشعب الهوائية المزمن ما يلي:
اقرأ ايضا اهم 5 مكونات طبيعية لعلاج الالتهاب المزمن
في المراحل المتأخرة من التهاب القصبات المزمن، قد يتحول لون الجلد والشفتين إلى اللون الأزرق بسبب نقص الأكسجين في مجرى الدم. يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الأكسجين في الدم أيضاً إلى وذمة محيطية أو تورم في الساقين والكاحلين. مع تقدم المرض، يمكن أن تختلف الأعراض أيضاً في شدتها وتكرارها. على سبيل المثال قد يختفي السعال مؤقتاً، ثم يتبعه فترة من السعال الشديد. قد تحدث نوبات أكثر شدة بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك:
يحدث التهاب القصبات المزمن عندما تصبح بطانة الشعب الهوائية متهيجة وملتهبة بشكل متكرر. ويمكن أن يؤدي التهيج والتورم المستمر إلى إتلاف الطرق الهوائية والتسبب في تراكم المخاط اللزج، مما يجعل من الصعب على الهواء التحرك عبر الرئتين، وهذا يؤدي إلى صعوبات في التنفس تزداد سوءاً بالتدريج.
يمكن أن يؤدي الالتهاب أيضاً إلى إتلاف الأهداب، وهي هياكل تشبه الشعر تساعد في الحفاظ على الممرات الهوائية خالية من الجراثيم والمهيجات الأخرى. وعندما لا تعمل الأهداب بشكل صحيح، غالباً ما تصبح المسالك الهوائية أرضاً خصبة للعدوى البكتيرية والفيروسية. وعادةً ما تؤدي العدوى إلى حدوث تهيج وتورم أولي يؤدي إلى التهاب القصبات الحاد.
ومع ذلك فإن تدخين السجائر هو السبب الأكثر شيوعاً لالتهاب القصبات المزمن. يؤدي استنشاق دخان السجائر إلى شلل مؤقت في الأهداب، لذا فإن التدخين المتكرر لفترة طويلة يمكن أن يلحق الضرر الشديد بالأهداب. قد يتطور التهاب الشعب الهوائية المزمن بمرور الوقت بسبب هذا الضرر. يمكن أن يساهم التدخين السلبي أيضاً في الإصابة بالتهاب القصبات المزمن. تشمل الأسباب المحتملة الأخرى التعرض الطويل لتلوث الهواء والأبخرة الصناعية أو الكيميائية والغازات السامة. قد تؤدي التهابات الرئة المتكررة أيضاً إلى مزيد من الضرر للرئتين وتجعل أعراض المرض أسوأ.
العديد من العوامل يمكن أن تزيد احتمال الإصابة بالتهاب القصبات المزمن مثل:
عادةً ما يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني، باستخدام السماعة الطبيّة للإصغاء إلى أصوات غير عادية في الصدر. ثم يسأل المريض عن أعراضه، وبشكل خاص عن:
في بعض الحالات قد يطلب الطبيب اختبارات إضافية، والتي يمكن أن تشمل:
على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لالتهاب القصبات المزمن، يمكن السيطرة على المرض بالعلاج الطبي وتعديلات نمط الحياة، خاصةً عند التشخيص مبكراً.
اعتماداً على شدة الحالة، قد تشمل خطة العلاج المقررة لمريض لالتهاب القصبات المزمن مما يلي:
يمكن أن يساعد إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة وتجربة العلاجات الطبيعية أيضاً في تخفيف أعراض التهاب القصبات المزمن. من الأمثلة على ذلك:
هذا العلاج مخصص للحالات الخطيرة، حيث تكون الرئتين متضررة لدرجة أن مستويات الأكسجين في الدم منخفضة للغاية. يمكن استنشاق الأكسجين من جهاز محمول في المنزل حسب الحاجة.
على الرغم من أن أي شخص يمكن أن يتخذ خطوات لتقليل عوامل الخطر الخاصة به، إلا أنه قد لا يكون قادراً على منع حدوث التهاب القصبات المزمن. ويمكن تقليل خطر الإصابة عن طريق الإقلاع عن التدخين أو عدم البدء في التدخين مطلقاً. بمجرد الإقلاع عن التدخين، ستبدأ الرئتين في التعافي ويصبح التنفس أكثر سهولة، سيقلل ذلك أيضاً من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
يمكن أيضاً اتخاذ خطوات لحماية الرئتين عند التعامل مع مواد كيميائية يحتمل أن تكون خطرة. قد يساعد تناول نظام غذائي صحي يتضمن الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والحفاظ على نمط حياة نشط في تحسين وظائف الرئة بشكل عام والحفاظ على صحة الشخص.
اقراء ايضا : التهاب الأنف التحسسي
التهاب القصبات المزمن حالة طويلة الأمد لا علاج لها. ويعد التدخين أحد الأسباب الرئيسية وعوامل الخطر للإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن، ولكن يمكن لأي شخص أن يصاب به. يمكن أن يتكون العلاج من الأدوية والعلاجات المنزلية. ويساعد الالتزام بالعلاج على تقليل شدة أعراضه.
المصادر:
https://www.healthline.com/health/copd/understanding-chronic-bronchitis#when-to-see-your-doctor
https://www.webmd.com/lung/copd/copd-chronic-bronchitis
https://www.medicalnewstoday.com/articles/chronic-bronchitis#diagnosis