الحمى الروماتيزمية الاعراض وطرق العلاج

الحمى الروماتيزمية الاعراض وطرق العلاج
Doctor

الحمى الروماتيزمية الاعراض وطرق العلاج

الحمى الروماتيزمية أو الحمى الرثوية مرض نادر الحدوث، وهو أحد المضاعفات المرتبطة بالتهاب الحلق العقدي (التهاب البلعوم بالبكتيريا العقدية).  وتعد الحمى الروماتيزمية مرض خطير نسبياً وغالباً ما يحدث لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5  و 15 عام، ولكن يمكن أن يصاب الأطفال الأكبر سناً والبالغين بهذا المرض أيضاُ.

 

ما هي أسباب الإصابة بالحمى الروماتيزمية؟

تنجم الإصابة بالحمى الروماتيزمية بشكل رئيسي عن عدوى ببكتيريا المكورات العقدية الحالة للدم المجموعة A ، التي تسبب التهاب البلعوم العقدي. وحتى الآن، لا يزال الرابط الدقيق بين عدوى بكتيريا المكورات العقدية والحمى الروماتيزمية غير واضح، لكن يعتقد العلماء أن البكتيريا نفسها ليست هي التي تسبب المرض، بل رد الفعل الخاطئ للجهاز المناعي تجاه العدوى.

فبعد الإصابة بالتهاب البلعوم ينتج الجهاز المناعي للجسم أجساماً مضادة لمحاربة البكتيريا، ولكن بدلاً من ذلك تهاجم الأجسام المضادة أنسجة الجسم نفسه.  حيث تبدأ الأجسام المضادة بمهاجمة المفاصل وغالباً ما تنتقل إلى القلب والأنسجة المحيطة. ولحسن الحظ،  فإنّ نسبة صغيرة  فقط (أقل من 0.3٪) من المصابين بالتهاب الحلق يصابون بالحمى الروماتيزمية، وغالباً ما يكون لعوامل أخرى، مثل ضعف جهاز المناعة، دوراً في تطور المرض.

 

عوامل الخطر لحدوث الحمى الروماتيزمية

بشكل عام، يؤدي ترك التهاب الحلق أو الحمى القرمزية (أحد مضاعفات الإصابة بالبكتيريا العقدية) دون علاج أو العلاج غير الكامل عن طريق عدم إنهاء الجرعة المقررة من المضادات الحيوية إلى زيادة خطر الإصابة. إذا أخذ المريض المصاب بالبكتيريا المكورة العقدية دورة كاملة من العلاج بالمضادات الحيوية، يقل خطر الإصابة بالحمى الرثوية بشكل كبير.

قد تساهم أيضاً بعض العوامل البيئية، مثل الازدحام، وتدني المستوى المعيشي وسوء الصرف الصحي وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية، في زيادة خطر حدوث الحمى الروماتيزمية بشكل كبير.

أعراض الحمى الروماتيزمية

تظهر الأعراض عادةً بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة بعدوى بكتيرية، و قد يعاني المصاب بالمرض من بعض الأعراض التالية أو معظمها، وتتضمن هذه الأعراض بشكل عام:

  • الخمول أو التعب.
  • عقيدات صغيرة غير مؤلمة تحت الجلد.
  • طفح جلدي مسطح، أو مرتفع قليلاً.
  • ألم في الصدر.
  • الشعور بصعوبة في التنفس.
  • حمى ( قد تصل حتى 39 درجة مئوية) وتعرق.
  • خفقان أو الشعور بتسرع في ضربات القلب..
  • نزيف من الأنف (غير شائع بشكل كبير)
  • ألم في مفاصل الرسغين أو المرفقين أو الركبتين أو الكاحلين. قد يكون هذا الألم منتقل من مفصل لآخر.
  • تورم واحمرار في المفاصل مع الشعور بسخونة في المفصل.
  • أعراض هضمية: آلام في المعدة، تقيؤ.
  • أعراض عصبية: تشنجات أو حركات تشنجية لاإرادية في اليدين والقدمين والوجه، نوبات من البكاء أو الضحك، انخفاض في مدى الانتباه.

يحدث التهاب المفاصل أو الألم والتورم في المفاصل في 75% من حالات الإصابة بالحمى الروماتيزمية. وعادةً ما يبدأ في المفاصل الكبيرة، مثل الركبتين والكاحلين والمعصمين والمرفقين، قبل الانتقال إلى المفاصل الأخرى.  ويزول هذا الالتهاب عادة خلال أربعة إلى ستة أسابيع دون يتسبب في حدوث ضرر دائم.

 

يمكن أن يؤدي التهاب القلب إلى ألم في الصدر، وضيق في التنفس، وإرهاق ، وخفقان، وإحساس بأن القلب يرفرف أو ينبض بقوة.

 تشير معدلات الإصابة، أنّ حوالي 50% من مرضى الحى الرثوية قد يعانون من التهاب القلب أو التهاب الصمامات القلبية، وهو التهاب قاتل أن يكون له آثار خطيرة وطويلة الأمد، وغالباً ما يكون الأطفال الأصغر سناً  أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الصمامات القلبية.

 

يمكن أن تؤدي الإصابة العصبية في سياق الحمى الروماتيزمية إلى حدوث ما يعرف بـ رقص سيدنهام، الذي تتضمن بعض أعراضه:

  • الرقص، الرجفة التي لا يمكن السيطرة عليها للركبتين والمرفقين والمعصمين والكاحلين.
  • لبكاء أو الضحك غير المناسب.
  • التهيج وتقلب المزاج.
  • صعوبة التحكم في حركات اليد الدقيقة.
  • اضطراب في التوازن.

بشكل عام، عادةً ما تزول الأعراض خلال عدة أشهر ولكن يمكن أن تستمر في بعض الأحيان حتى عامين.

 

التشخيص

يعتمد التشخيص على الاستفسار عن أعراض المريض بدقة والسؤال عن التاريخ الطبي له، وما إذا كان قد أصيب مؤخراً بالتهاب في الحلق وما هي الأدوية التي تناولها. يقوم بعدها الطبيب بإجراء الفحص السريري للمريض مع التركيز على:

  • فحص المفاصل لتحري وجود أي تورم أو ألم أو تيبس في المفاصل.
  • فحص الجلد لتحري الطفح الأحمر، أو إذا كان هناك أي عقيدات أو نتوءات صغيرة تحت الجلد، خاصة على المرفقين والكاحلين والركبتين والمفاصل.
  • ملاحظة إذا كان المريض لديه أي حركات متشنجة لا إرادية.
  • فحص البلعوم للبحث عن وجود أي علامات على التهاب البلعوم بالبكتيريا المكورة العقدية.
  • إصغاء القلب بالسماعة الطبية، لمعرفة إذا كان هناك أي خلل في ضربات القلب.

يقوم الطبيب بعد ذلك بطلب إجراء مجموعة من الاختبارات، التي تشمل:

  • تحاليل الدم: تساهم في تحري الإصابة بالعدوى البكتيريا.
  • مخطط كهربية القلب (ECG أو EKG)، والذي يقيس الموجات الكهربائية للقلب.
  • مخطط صدى القلب (إيكو القلب)، والذي يستخدم الموجات فوق الصوتية لإنتاج صور للقلب.

 

كيف يتم علاج الحمى الروماتيزمية؟

يهدف العلاج إلى التخلص من البكتيريا العقدية المتبقية وتخفيف الأعراض والسيطرة على الالتهاب ومنع تكرار الإصابة بالحمى الرثوية أو منع النكس. وعادةً ما تتضمن خطة العلاج:

  • المضادات الحيوية:

يمكن إعطاء المضادات الحيوية، مثل البنسلين، لتدمير أي بكتيريا بكتيرية متبقية في الجسم.  قد يصف الطبيب وصف المزيد من المضادات الحيوية بشكل وقائي لمنع تكرار الإصابة، وينبغي الاستمرار في هذا العلاج الوقائي أحياناً لمدة 10-5  سنوات حسب عمر المريض وما إذا كان القلب مصاباً أم لا. وقد يستمر العلاج بالمضادات الحيوية الوقائية لمدة طويلة وحتى مدى الحياة ضرورية لمنع تكرار التهاب القلب.

من المهم إزالة جميع آثار بكتيريا المكورات العقدية ، حيث يمكن أن تؤدي أي بكتيريا متبقية إلى تكرار حدوث الحى الرثوية وزيادة خطر الإصابة بأضرار القلب، والتي يمكن أن تصبح دائمة.

  • الأدوية المضادة للالتهاب:

قد يتضمن ذلك إعطاء بعض مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs مثل الأسبرين أو النابروكسين، لتحفيف الالتهاب وتسكين الألم. وعلى الرغم من ارتباط استخدام الأسبرين عند الأطفال المصابين بأمراض معينة مثل متلازمة راي والتي يمكن أن تسبب تلفاً في الكبد والدماغ ، إلا أن فوائد استخدامه في علاج الحمى الروماتيزمية قد تفوق المخاطر.

 قد يصف الأطباء أيضاً كورتيكوستيرويد أو الستيرويدات القشرية، يمكن إعطاء بريدنيزون إذا لم يستجيب المريض لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، أو إذا كان هناك التهاب في القلب..

  • الأدوية المضادة للاختلاج:

يمكن أن تعالج أعراض الرقص الشديدة.  تشمل الأمثلة حمض الفالبرويك، كاربامازيبين، هالوبيريدول.

  • راحة في السرير

 سيوصي الطبيب أيضاً بالراحة في الفراش وتقليل النشاط حتى زوال الأعراض الرئيسية – مثل الألم والالتهاب.  يُوصى بالراحة الشديدة في الفراش لبضعة أسابيع إلى بضعة أشهر إذا تسببت الحمى الروماتيزمية في مشاكل في القلب.

ينبغي على شخص أصيب بالحمى الرثوية خلال الطفولة إبلاغ طبيبه مع تقدمه في السن لأن تلف القلب يمكن أن يظهر بعد سنوات عديدة.

 

ما هي مضاعفات الحمى الروماتيزمية؟

قد تستمر أعراض هذه الحمى، وخاصة الالتهاب، لأسابيع أو شهور أو لمدة أطول، مما يسبب مشاكل طويلة الأمد. ويعد مرض القلب الروماتيزمي أكثر المضاعفات شيوعاً وخطورة، حيث يُقدر أن مرض القلب الروماتيزمي يؤثر على أكثر من 15 مليون شخص سنوياً ويسبب أكثر من 230 ألف حالة وفاة.

يسبب الالتهاب الناجم عن الحمى الروماتيزمية ضرراً دائماً للقلب وخاصةً في الصمام التاجي ، وهو الصمام الواقع بين الحجرات العلوية والسفلية في الجانب الأيسر من القلب. ويمكن أن تؤدي الإصابة القلبية في سياق الحمى الرثوية إلى:

  • تلف عضلة القلب: يؤدي الالتهاب إلى إضعاف عضلة القلب بحيث لا يستطيع القلب ضخ الدم بشكل صحيح
  • تضيق الصمامات القلبية: مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم.
  • قلس الصمام: يتدفق الدم في الاتجاه الخاطئ بسبب التسرب.

 وتشمل الحالات الأخرى التي قد تتطور إذا كان هناك تلف في أنسجة القلب أو الصمام التاجي أو صمامات القلب الأخرى ما يلي:

  • الرجفان الأذيني: اضطراب نظم القلب حيث لا تنسق الحجرات العلوية للقلب (الأذينان) مع الجزء السفلي من القلب (البطينين)، مما يؤدي إلى تقلص عضلة القلب بشكل غير منتظم أو سريع للغاية وبالتالي تصبح قدرتها على الضخ غير فعالة، وقد أن يؤدي هذا إلى الإصابة بسكتة دماغية.
  • قصور القلب: حالة خطيرة حيث لا يضخ فيها القلب الدم بكفاءة في جميع أنحاء الجسم، ويمكن أن يؤثر هذا على الجانب الأيسر أو الأيمن أو كلا جانبي القلب.

سابقاً ، كانت الإصابة بالحمى الرثوية سبباً رئيسياً للوفيات، ولكن أصبح ذلك نادراً الآن خاصةً في الدول المتقدمة. ومع ذلك، فإن الإصابة بالحمى الرثوية قاتلة في 1.5 % من الحالات في جميع أنحاء العالم.

 

كيف يمكن الوقاية من الحمى الروماتيزمية؟

 

 الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الإصابة بالحمى الروماتيزمية هي البدء في علاج عدوى التهاب الحلق عند حدوثها والالتزام بالعلاج الذي يصفه الطبيب،،لا هذا يعني التأكد من إتمام جميع جرعات الأدوية الموصوفة.

 

 يمكن أن تساعد ممارسة أساليب النظافة المناسبة في منع التهاب الحلق:

  • تجنب الاتصال بالمرضى، وتجنب مشاركة الأغراض الشخصية مع المرضى.
  • غطِّ فمك عند السعال أو العطس.
  • اغسل يديك بشكل متكرر.

 

الخلاصة:

الحمى الروماتيزمية من المضاعفات النادرة، التي يمكن أن تحدث عندما لا تقضي العلاجات على التهاب الحلق أو الحمى القرمزية. وتؤثر بشكل شائع على الأطفال الصغار والمراهقين.  في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة تؤثر على القلب أو المفاصل أو الأعضاء الأخرى.

يمكنك منع الحمى الروماتيزمية من خلال زيارة الطبيب على الفور إذا كنت تشك في أحد هذه الالتهابات البكتيرية الشائعة.  غالباً ما يحتاج الأشخاص المصابون بالحمى الروماتيزمية إلى رعاية طبية مدى الحياة لحماية صحتهم.

المصادر:

https://www.medicalnewstoday.com/articles/176648

https://www.healthline.com/health/rheumatic-fever

https://www.webmd.com/a-to-z-guides/understanding-rheumatic-fever-basics