د فايز هلال
عضو منذ نوفمبر 2021
حصى الكلى والحالب

الكثير منا كان قد عانى سابقاً أو سمع عن أعراض حصوات الكلى والحالب. والتي تتنوع في شدتها من حالات خفيفة قليلة بأعراض بسيطة لا تذكر، إلى حالات شديدة تجعل المريض عاجزاً عن ممارسة أبسط النشاطات اليومية.

يحتوي البول على العديد من المعادن والأملاح المنحلة ضمنه، فإذا ما ارتفعت مستويات أحد هذه العناصر فإنها تتراكم في السبيل البولي على شكل ترسبات وقد تتشكل الحصوات منها.

تتشكل الحصوات في البداية ضمن الكلية عادةً، وتكون صغيرة في الحجم ولا تظهر أي أعراض على المريض. ولكن مع مرور الوقت وزيادة حجم الحصوات تدريجياً فإن الأعراض تبدأ في الظهور تبعاً لموقع الحصاة. فقد تبقى في الكلية وقد تنتقل نزولاً إلى الحالب فإما أن تعبره كاملاً نحو المثانة أو تعلق به وتسبب انسداده وأعراض الألم الشديدة.

 

ما هي أسباب تشكل حصوات الكلى والحالب؟

كما ذكرنا فإن تشكل حصوات الكلى والحالب مرتبط بحدوث اضطراب في توازن مكونات البول من ماء، أملاح ومعادن. وفي الواقع لا يوجد سبب واضح محدد لتشكلها بل هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر حدوث ذلك. وسوف نذكر بعضها:

  • التجفاف

حيث يسبب عدم شرب كميات كافية من الماء والسوائل يومياً ارتفاعاً في خطر تشكل الحصوات في الكلى والحالب. لما يسببه ذلك من نقص في كمية البول وزيادة تركيز الأملاح والمعادن فيه. مما يمنع من انحلالها ويسبب ترسبها وتشكل الحصوات البولية منها.

  • السمنة

وجدت العديد من الدراسات علاقة وثيقة بين السمنة وتراكم الشحوم خاصةً في منطقة الخاصرتين وارتفاع خطر تشكل حصوات الكلى والحالب. وقد علل البعض ذلك بتغير درجة حموضة البول مع زيادة وزن المريض.

  • بعض أنواع الحمية

قد تسبب بعض الحميات الغذائية زيادة في معدل الإصابة بالحصوات البولية. فعلى سبيل المثال الحميات عالية الملح لها دور أساسي في رفع مستويات الكالسيوم في البول مما يحرض تشكل حصوات الكالسيوم ضمن الكلى. بينما الحميات عالية نسبة الأوكزالات مثل الشاي والشوكولاتة والسبانخ تزيد من خطر تشكل أشيع الحصوات البولية والمتكونة من أوكزالات الكالسيوم.

أما النظام الغذائي الذي ترتفع فيه مستويات البروتينات الحيوانية مثل الأسماك والدجاج، فإنه يسبب ارتفاع حموضة الجسم والبول مما يسهل تشكل حصوات أوكزالات الكالسيوم وحمض البول.

  • سوابق في العائلة لتشكل الحصوات الكلوية

وجدت الدراسات أن حدوث إصابة سابقة بحصوات الكلى والحالب عند أحد أفراد عائلتك يزيد من خطر إصابتك فيها أيضاً. ثم أن إصابتك بالحصوات يجعلك مؤهلاً للإصابة مرة أخرى بها.

  • الأمراض الهضمية

بعض الأمراض الهضمية مثل الإسهال والتهاب الأمعاء تسبب اضطراباً في امتصاص الكالسيوم والماء مما يزيد من خطر تشكل الحصوات عند المريض.

  • بعض الحالات المرضية الأخرى

أمراض كثيرة قد تكون سبباً في الحصوات البولية من أهمها التهابات المسالك البولية المتكررة وفرط نشاط جارات الغدة الدرقية.

  • تناول بعض أنواع الأدوية والمكملات الغذائية

الفيتامين C، مضادات الحموضة المعتمدة على الكالسيوم وبعض أدوية الاكتئاب قد تزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى والحالب.

 

ما هي أشيع أعراض حصوات الكلى والحالب؟

ترتبط أعراض حصوات الكلى والحالب بالعديد من العوامل مثل حجم الحصاة ومكانها وفيما إذا سببت انسداد تام أو مجرد تضيق في المسالك البولية. فالحصاة صغيرة الحجم قد تكون غير عرضية عادةً ولا يدرك المريض وجودها إلا من خلال فحص روتيني للكلى والحالب. أما الحصى كبيرة الحجم أو التي تسبب منع جريان البول الطبيعي فقد تترافق بالعديد من الأعراض والعلامات مثل:

  • الألم الشديد والحاد في الخاصرتين والظهر في المنطقة تحت الأضلاع مباشرةً.
  • انتشار الألم وتبدل موقعه أحياناً لأسفل ومنتصف البطن بسبب تحرك الحصاة عبر الحالب.
  • يأتي ويذهب الألم على شكل نوبات مختلفة الشدة.
  • إحساس ألم وحرق مرافق للتبول.
  • تغير في لون البول إلى اللون الأحمر، الزهري أو البني.
  • شعور دائم بالحاجة للتبول وزيادة عدد مرات التبول بكميات صغيرة.
  • البول غير نقي وله رائحة كريهة.
  • الغثيان والإقياء.
  • قد يحدث ارتفاع في درجة حرارة الجسم.

 

ما هي أعراض حصوات الكلى والحالب التي تستوجب زيارة الطبيب؟

بعض الأعراض قد تثير قلق المريض وتستوجب زيارة عاجلة للطبيب، نذكر منها:

  • إذا عانيت من ألم شديد جداً لا يخف بأي وضعية تتخذها.
  • ترافق الألم بقشعريرة وحمى عالية الدرجة.
  • ظهور الدم في البول.
  • صعوبة في التبول.
  • نوبات شديدة من الغثيان والإقياء المرافق لألم الظهر والخاصرتين.

 

كيف يتم تشخيص وجود حصوات الكلى والحالب؟

عندما يشك الطبيب بوجود حصوات في كلى أو حالب المريض فإنه يقوم بعدة إجراءات لتأكيد التشخيص تتضمن ما يلي:

  • فحص سريري شامل والسؤال عن الأعراض التي يعاني منها المريض بالتفصيل.
  • الصور الشعاعية المختلفة كالصورة البسيطة التي تكشف الحصوات لكنها قد لا تظهر الحصوات الصغيرة. والتصوير الطبقي المحوري الذي له دور هام في كشف حصوات الكلى والحالب وتحديد موقعها. وكذلك الأمر بالنسبة للتصوير بالأمواج فوق الصوتية.
  • التحاليل الدموية لا تؤكد وجود حصوات بولية لكنها تظهر فيما إذا كان هناك ارتفاع في مستويات الكالسيوم وحمض البول في الدم، وهما عاملان هامان في تشكل الحصوات. ثم أن التحاليل الدموية تساعد في تحري صحة الكلى ووظيفتها.
  • تحليل بول المريض وتجميع بول 24 ساعة لكشف مستويات المواد المسببة لتشكل الحصوات، والمواد التي تقي من تشكلها. وتحري وجود دم في البول والذي يشير إلى احتمال وجود حصوات في المسالك البولية.
  • قد يطلب منك الطبيب التبول في علبة لتحري خروج حصوات صغيرة مع البول وفحصها لمعرفة المادة المسببة وتقديم الخطة العلاجية الأنسب.

 

ما هي الطرق العلاجية للحد من أعراض الحصوات؟

يعتمد العلاج بشكل عام على نوع الحصاة والمادة المتشكلة منها ومنذ متى تعاني من أعراض الحصوات، ويكون العلاج على شكل مراحل عند فشل مرحلة ننتقل للمرحلة التي تليها.

  • انتظر خروج الحصاة مع البول

في حالة الحصوات الصغيرة فإن احتمال خروجها التلقائي مع البول أمر وارد جداً ويمكن الانتظار لمدة ستة أسابيع لخرج الحصاة في الحالات التالية:

  • إذا ما كانت الأعراض محمولة.
  • في حال عدم وجود أي علامات على الالتهاب.
  • عدم وجود انسداد تام في مجرى البول.
  • حجم الحصاة صغير يمكن أن يعبر المسالك البولية.
  • العلاج الدوائي

يمكن اللجوء إلى بعض الأدوية في زيادة فرصة عبور الحصوات وخروجها من الجسم، حيث تعمل على إرخاء عضلات الحالب لتسهيل مرور الحصوات. ثم أنك قد تحتاج بعض مسكنات الألم ومضادات الغثيان في هذه المرحلة.

  • العلاج الجراحي

قد نحتاج إلى الجراحة أخيراً للتخلص من أعراض حصوات الكلى والحالب في الحالات التالية:

  • فشل خروج الحصوات تلقائياً وباستخدام الأدوية.
  • الأعراض شديدة جداً ولن يحتمل المريض الانتظار.
  • الحصوات تسبب ضرراً على وظيفة الكلى.

ويتم اللجوء إلى مجموعة من الطرق الجراحية الحديثة للتخلص من الحصوات مثل:

  • التفتيت بالموجات الشعاعية والتي تفيد في حصوات الكلى والحالب حيث توجه موجات فوق صوتية على مكان الحصوات على شكل صدمات، لتكسيرها إلى قطع صغيرة جداً يسهل عبورها عبر الحالب.
  • التنظير البولي يستخدم أيضا في حصوات الكلى والحالب ويتم بإدخال منظار صغير جداً نحو المثانة ثم الحالب ثم الكلى. فيشاهد الطبيب الحصوات ويمسكها ليخرجها مع المنظار، وفي حالات الحصوات الكبيرة يمكن تكسيرها قبل استئصالها.
  • التنظير عبر الجلد والذي يستخدم عادة في حصوات الكلى والحالب كبيرة الحجم، حيث يجري الطبيب شق صغير في ظهر أو خاصرة المريض لإدخال المنظار نحو الحصاة. ويتم تكسيرها إلى قطع صغيرة جدا ثم يتم سحبها كاملة خارج الجسم.


هل يمكن الوقاية من تشكل حصوات الكلى والحالب؟

حجر الأساس في الوقاية من تشكل الحصوات البولية هو أن تشرب الكثير من السوائل، فذلك يشكل كميات أكبر من البول ويساعد على انحلال المعادن والأملاح فيه وعدم ترسبها. ويمكن تمييز حاجتك للسوائل من لون البول، فاللون الغامق يدل على بول ذو تركيز عالي وأنك لا تشرب كميات كافية من السوائل. وهناك طرق عديدة أخرى للوقاية من الحصوات مثل:

  • التقليل من الأطعمة الحاوية على الأوكزالات مثل البطاطس الحلوة، السبانخ، الشوكولاتة، الشاي ومنتجات الصويا.
  • تناول كميات أقل من البروتينات الحيوانية كاللحوم، البيض والأسماك والإكثار من البروتين غير الحيواني مثل البقوليات والحبوب.
  • تقليل الوارد من الصوديوم مثل الأطعمة المحفوظة والمعلبات.
  • تناول الطعام الحاوي على الكالسيوم لكن تقليل المكملات الحاوية عليه.
  • تنظيم الوزن حيث أنه من عوامل الخطر في تشكل الحصوات.

وقد تساعد بعض الأدوية كالمدرات البولية والمضادات الحيوية في الوقاية إذا ما تم وصفها من قبل الطبيب المتابع لحالتك.

 

الخلاصة

إذاً نجد أن حصوات الكلى والحالب مرتبطة بشكل رئيسي بالنظام الغذائي الذي نتبعه، بالإضافة إلى عوامل أخرى مؤثرة. وحيث أن أعراضها مميزة بعض الشيء فإن الحذر ومراجعة الطبيب بالوقت المناسب أمر هام جداً للحفاظ على صحة الكلى. قد يكون العلاج متوفراً وشافياً في معظم الحالات، لكن الوقاية من تشكل الحصوات بالالتزام بالغذاء المناسب هو الخيار الأمثل للمريض.

 

اقرأ أيضاً: الفشل الكلوي

 

المراجع

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/kidney-stones/symptoms-causes/syc-20355755

https://www.healthline.com/health/kidney-stones