ماذا تعرف عن مرض الصدفية؟

ماذا تعرف عن مرض الصدفية؟
Doctor

ماذا تعرف عن مرض الصدفية؟

مرض الصدفية مرض مزمن من أمراض المناعة الذاتية، ويتسبب في تسارع تكوُّن خلايا طبقات الجلد، مما يؤدي إلي تراكمها وتكوين قشور على سطح الجلد.

مرحلة نمو خلايا الجلد الطبيعية وتساقطها قد تستمر لمدة شهر، لكن هذه المدة تتقلص لعدة أيام عند مريض الصدفية، فتنمو الخلايا بالداخل ثم تخرج لسطح الجلد سريعاً، لذلك لا تملك خلايا الجلد الوقت لتسقط فيؤدي ذلك إلى تراكمها، وتكوين بقع حمراء ملتهبة مغطاة بقشور فضية.

قد تظهر هذه القشور في أي مكان بالجسم، لكنها توجد في غالب الأمر في فروة الرأس والركبتين والمرفقين، وباطن اليد والقدمين وأسفل الظهر.

 

لم يتوصل العلماء حتى الآن لأسباب مرض الصدفية، لكن مع استمرار البحث والدراسة لعقود عديدة، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة حدوث مرض الصدفية، وتتضمن:

  • اضطراب الجهاز المناعي: في الجسم الطبيعي يهاجم الجهاز المناعي الأجسام الغريبة بالجسم، لكن في حالة مرض الصدفية، عند حدوث اضطراب بالجهاز المناعي تهاجم كرات الدم البيضاء خلايا الجلد، مسببة تسارع عملية بناء الجلد، وتراكم بقع حمراء ملتهبة يعلوها قشور فضية على سطحه.
  • العامل الوراثي: اكتشف العلماء أن الجينات المتوارثة قد تتسبب في الإصابة بمرض الصدفية، فإذا كان أحد أفراد العائلة مصاب بهذا المرض، يزيد ذلك من فرصة الإصابة، لكن وُجد أن نسبة من يحملون هذا الجين ويصابون بمرض الصدفية لا تتعدى 3%.

 

تختلف أعراض مرض الصدفية من شخص لآخر، حسب نوع اختلاف نوع الصدفية، وتختلف أيضًا أماكن ظهورها، فقد تظهر كقشور صغيرة قليلة العدد في فروة الرأس، وقد تنتشر في معظم أنحاء الجسم.

أكثر الأعراض شيوعاً تشمل الآتي:

  • بقع حمراء ملتهبة، مرتفعة عن سطح الجلد.
  • قشور فضية تعلو البقع الحمراء.
  • جفاف شديد بالجلد، قد يتشقق ويسبب نزيف بالجلد.
  • ألم بأماكن ظهور البقع الحمراء.
  • شعور بالحكة حول البقع الملتهبة.
  • تورم المفاصل مع حدوث ألم.

لا يمر كل المصابين بمرض الصدفية بهذه الأعراض، قد يشعر المريض ببعض أعراض مرض الصدفية ولا يشعر ببعضها الآخر، وقد تختلف الأعراض تماماً في حالة الإصابة بنوع نادر من الصدفية.

قد تزداد حدة الأعراض لأيام عديدة أو حتى أسابيع، ثم تقل لتصبح خفيفة الوطأة، ثم تعود مرة أخرى بقوة، يعتمد ذلك على محفزات مرض الصدفية.

قد تختفي أحياناً أعراض مرض الصدفية تماماً، تسمى هذه المرحلة بمرحلة الخمول، هذه المرحلة لا تعني اختفاء المرض أو عدم عودته مرة أخرى، لكنها تعتبر مرحلة بدون أعراض.

 

تنقسم أنواع مرض الصدفية إلى خمسة أنواع:

الصدفية القشرية

وهي أكثر الأنواع انتشاراً بين مرضى الصدفية، 80% من مرضى الصدفية يصابون بالصدفية القشرية، وهي تسبب بقع حمراء ملتهبة على سطح الجلد تعلوها قشور فضية، وغالباً ما تنتشر في فروة الرأس والمرفقين والركبتين. كح

الصدفية النقطية

ينتشر هذا النوع بدرجة أكبر في الأطفال، ويسبب ظهور نقط وردية صغيرة في أماكن متفرقة، مثل: الذراعين والساقين وجذع الجسم، نادراً ما ترتفع هذه البقع على سطح الجلد.

الصدفية البثرية

تتواجد بشكل أكبر في البالغين، وتظهر كبثور بيضاء مليئة بالصديد على سطح الجلد الملتهب، وتصيب الأجزاء الصغيرة من الجسم كاليدين أو القدمين، لكن أحياناً تتوسع في الانتشار لأجزاء أخرى.

الصدفية الحمراء

يُعد نوع نادر جداً من الصدفية وشديد الخطورة، يغطي هذا النوع مساحة واسعة من الجسم في نفس الوقت، يصبح لون الجلد أحمر ويبدو مظهره كحرق من الشمس، وتتحول القشور إلى قطع كبيرة كالأوراق الممزقة.

يمكن أن يصاب المريض بإعياء شديد أو حمى في بعض الأحيان، ويهدد هذا النوع حياة المصاب لذلك يجب استشارة الطبيب فوراً عند حدوث أية أعراض مشابهة.

الصدفية العكسية

يتسبب هذا النوع في وجود أماكن حمراء لامعة ملتهبة من الجلد، وتختلف أماكن ظهور هذا النوع فيوجد تحت الإبطين، أو في الثدي أو عند الفخذين، أو في طيات الجلد حول الأعضاء التناسلية.



تختلف المحفزات الخارجية من شخص لآخر، وقد تتغير لنفس الشخص بتغير الأزمنة، أكثر محفزات مرض الصدفية شيوعاً هي:

  • الضغط العصبي

وُجد أن الضغط العصبي قد ينشط أعراض الصدفية، لذا يُنصح بمحاولة التقليل منه لمنع تنشيط الأعراض.

  • الإصابات والجروح

قد تؤدي الحوادث والجروح أو الخدوش البسيطة كالحقن والتطعيمات، وأحياناً الحروق الناتجة عن الشمس، إلى اندلاع الأعراض مرة أخرى.

  • حدوث عدوى

عند حدوث عدوى ما مثل التهاب الحلق، ينشط الجهاز المناعي لمحاربة هذه العدوى، وبما أن مرض الصدفية يتأثر بتغيرات الجهاز المناعي، فقد يؤدي ذلك لتنشيط الأعراض مرة أخرى.

  • الأدوية

بعض الأدوية تتسبب في تحفيز المرض، مثل:

  1. الليثيوم.
  2. الأدوية المضادة للملاريا.
  3. أدوية ضغط الدم المرتفع.
  • الكحوليات

الإكثار من المشروبات الكحولية يزيد من اندلاع أعراض المرض، ويحدث ذلك بشكل مستمر مع زيادة تناولها.

 

هل مرض الصدفية معدي؟

هذا المرض غير معدي على الإطلاق، ولا ينتقل من شخص لآخر سواء باللمس أو بأي طريقة أخري، فهو مرض مناعي.

 

إذا كنت مصاباً بالصدفية، تزداد فرصة إصابتك ببعض الأمراض الأخرى مثل:

  • التهاب المفاصل الصدفية: تسبب ألم وتورم والتهاب حول المفصل المصاب.
  • أمراض العيون: مثل التهاب الملتحمة، والتهاب الجفون، والتهاب القزحية.
  • ضغط الدم المرتفع.
  • مرض السكر من النوع الثاني.
  • البدانة.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الأمراض النفسية مثل الاكتئاب، بسبب عدم تقبل المصاب لشكل جسمه.
  • أمراض مناعية أخرى مثل مرض كورون، ومرض التصلب، ومرض الاضطرابات الهضمية.

 

 

لا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض، لكن معظم العلاجات المستخدمة تستهدف التخفيف من حدة الأعراض، كتقليل الالتهاب والاحمرار والتخلص من القشور، إليك بعض خطط العلاج المستخدمة:

العلاجات الموضعية

تساعد الكريمات والمراهم في التخفيف من التهاب الجلد في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، وتشمل هذه العلاجات الآتي:

  • الستيرويدات القشرية الموضعية.
  • الريتينويدات الموضعية.
  • أنثرالين.
  • نظائر فيتامين د.
  • حمض الساليسيليك.
  • مرطبات الجلد.

 

الأدوية

بعض الحالات المتوسطة أو الشديدة لا تستجيب للعلاجات الأخرى، في هذه الحالة يجب استخدام الأدوية مثل الأقراص أو الحقن، لكن معظم أدوية علاج مرض الصدفية لها آثار جانبية سيئة، لذلك يصفها الطبيب لمدة قصيرة.

وتتضمن التالي:

  • ميثوتريكسات.
  • سيكلوسبورين.
  • ريتينويدات.
  • الأدوية الوريدية.

العلاج الضوئي

تُستَخدم الأشعة فوق البنفسجية وضوء الشمس الطبيعي في تقليل أعراض الحالات الخفيفة والمتوسطة بشكل كبير، فهي تقتل خلايا الدم البيضاء مفرطة النشاط، التي تتسبب في زيادة نمو خلايا الجلد وتكون القشور.

في بعض الحالات الشديدة قد يضطر المصاب للجمع بين أنواع العلاجات المختلفة للوصول لأفضل نتيجة والسيطرة على حدة المرض، بعضهم يستخدم نوع العلاج المناسب طيلة حياته، والبعض الآخر يضطر لتغييره على كل مدة لتوقف جسمه عن الاستجابة لهذا النوع.

 

ختاماً.. التعايش مع مرض الصدفية ليس مستحيلاً، فقط باتباع بعض النصائح الآتية يمكنك تحسين حياتك والتأقلم مع المرض:

  • اتباع حمية صحية جيدة وتجنب الأطعمة المحفزة للصدفية، مثل اللحوم الحمراء والسكريات، ومنتجات الألبان والأطعمة المصنعة.
  • ممارسة الرياضة والحفاظ على الوزن المثالي.
  • تجنب الضغط العصبي.
  • تناول الفيتامينات باستشارة الطبيب.
  • تجنب المشروبات الكحولية.

 

المصادر

https://www.healthline.com/health/psoriasis#living-with-psoriasis

https://shefaai.com/%D9%85%D8%B1%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%81%D9%8A%D8%A9/

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/psoriasis/symptoms-causes/syc-20355840