- المقالات
-
هشاشة العظام Osteoporosis
هشاشة العظام Osteoporosis
هشاشة العظام أو الـ Osteoporosis هذا المرض الشائع بشكل كبير عند الأشخاص كبار السن، والذي تتغير معه بنية العظم مما يؤدي إلى حدوث كسور مؤلمة جداً، وقد تؤدي كسور إلى مضاعفات قد تهدد حياة المريض المصاب بهشاشة العظام Osteoporosis.
يمكن أن تصيب هشاشة العظام Osteoporosis الأشخاص في أي عمر، ولكنها أكثر شيوعًا عند كبار السن، وترتبط نسبة الإصابة بهشاشة العظام بالعرق والجنس، فنسبة الإصابة بهشاشة العظام عند النساء الأكبر سنًا اللائي تجاوزن سن اليأس أكبر مما هي عليه عند الرجال. وخاصة عند النساء ذوات البشرة البيضاء والنساء الآسيويات.
في الولايات المتحدة وحدها تقدر نسبة المصابين والمعرضون لخطر الإصابة بهشاشة العظام بأكثر من 53 مليون شخص.
يتعرض الأشخاص المصابون بهشاشة العظام لخطر الإصابة بالكسور العظمية أثناء القيام بأنشطة روتينية مثل الوقوف أو المشي. وتعتبر عظام الضلوع والوركين والعظام في الرسغين والعمود الفقري هي الأكثر إصابة بالكسور.
ويمكن تدبير ومعالجة مرضى هشاشة العظام عبر تغيرات في الروتين اليومي للمريض أو ما يسمى نمط الحياة بالإضافة الى أهمية المعالجة الدوائية الخاصة بكل مريض على حدى، بالإضافة إلى بعض خطوات العناية الخاصة التي يجب على المرضى اتباعها لتجب الآثار السلبية لهشاشة العظام.
1-تعريف مرض هشاشة العظام Osteoporosis:
لا من أن نتعرف على البنية العظمية قبل أن نبدأ في شرح هشاشة العظام،
تتكون عظام الجسم من نوعين هيكليين: الأول ذو شكل كثيف يسمى العظم القشري cortical bone والثاني ذو شكل يشبه الشبكة يسمى العظم الإسفنجي Spongy Bone أو Trabecular Bone.
تشكل العظام القشرية الطبقة الخارجية الصلبة لجميع العظام في الجسم وتتشكل منها عظام الجمجمة وعظام الأضلاع. وتوجد العظام الإسفنجية بشكل أساسي داخل الفقرات (الأجزاء الداخلية من العمود الفقري)، وداخل النهايات العظمية للعظام الطويلة مثل عظم الفخذ (Thigh Bone).
يحتوي الجزء الداخلي من العظم السليم على مسافات صغيرة، تشبه في مقطعها قرص العسل. وعندما تصاب هذه العظام بهشاشة العظم ترقق ويزداد حجم الفراغات في بينة العظام، مما يؤدي إلى فقدان العظام لقوتها وكثافتها. بالإضافة إلى ذلك، ينمو الجزء الخارجي من العظم بشكل أضعف وأرق.
وسنوضح هذه التغيرات البنيوية على عظم الفخذ (Thigh Bone)، ففي الحالة الطبيعة لعظم الفخذ الطبيعي، يوجد العظم قشري على طول الجزء الخارجي من جذع عظم الفخذ، والعظم الإسفنجي داخل نهاية العظم، بالقرب من مفصل الورك.
أما في حالة إصابة عظم الفخذ بهشاشة العظام نلاحظ تغيرات بنيوية، كنقص في بنية العظم الإسفنجي، وكذلك ترقق العظم القشري الخارجي. وسنوضح في الصورة التالية هذه التغيرات البنيوية:
2-قلة النسيج العظمي Osteopenia الذي يسبق الإصابة بهشاشة العظام Osteoporosis:
تسمى المرحلة السابقة للإصابة بــ هشاشة العظام Osteoporosis بــ قلة النسيج العظمي أو الــ Osteopenia. وتحدث قلة النسيج العظمي عندما يُظهر فحص الكثافة العظمية أن كثافة العظام لدى المريض أقل من المتوسط الطبيعي المناسب لعمر المريض، كما أنها ليست منخفضة بما يكفي لتصنيفها على أنها إصابة بهشاشة هشاشة العظام.
إن قلة النسيج العظمي Osteopenia قد لا تتطور لمرحلة هشاشة العظام إذا تمت معالجتها باكراً. وتطورها إلى مرحلة الإصابة بهشاشة العظام مرتبط بعدة عومل سنذكرها لاحقاً.
من الجدير بالذكر بحيث أن عظام الجسم تكون في حالة تجديد دائم، أي الجسم يكوّن نسجاً عظمية جديدة ويفكك النسج القديمة أو المتضررة. لذلك يكون الجسم في مرحلة الطفولة يصنع عظامًا جديدة أسرع من تفكيكه للعظام القديمة وبالتالي تزيد مع هذه العملية الكتلة العظمية استجابة لمتطلبات نمو الجسم. في أوائل العشرينات، تتباطأ هذه العملية، ويصل الجسم إلى ذروة الكتلة العظمية بحلول سن الثلاثين. ومع تقدم العمر، تبدأ الكتلة العظمية بالتراجع.
وعند الإصابة بـ هشاشة العظام Osteoporosis ترقق العظام وتؤدي إلى كسور مؤلمة جداً. وذلك بفعل نقص الكثافة العظمية الكبير. إذ تفقد الكتلة العظمية كثافتها بشكل أسرع مما تتكون من جديد. فيُعيد الجسم امتصاص المزيد من الأنسجة العظمية وينتج نسجاً أقل لاستبدالها. وهذا ما يسبب تشوهاً في بنية النسج العظمية بحيث تصبح العظام مسامية وضعيفة جداً لدرجة أن تنكسر بسهولة.
في أغلب الأحيان تحدث الكسور في عظام الورك والفقرات وبعض المفاصل الطرفية، مثل الرسغين، وتعتمد مدى احتمالية الإصابة بهشاشة العظام جزئيًا على مقدار الكتلة العظمية التي حصل عليها الجسم في مرحلة الشباب.
تقدر مؤسسة هشاشة العظام الدولية (IOF) أن أكثر من 44 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون حاليًا من هشاشة العظام. وحوالي 4 مليون مصاب في مملكة المتحدة وأكثر من 500 ألف شخص سنوياً يراجعون المشافي لتلقي العلاج والرعاية بعد الكسور الناتجة عن الإصابة بهشاشة العظام.
3-أعراض الإصابة بهشاشة العظام:
يُطلق على هشاشة العظام اسم "المرض الصامت" لأن المريض قد لا يلاحظ أي تغييرات أو أعراض في المراحل المبكرة من هشاشة العظام الى أن يحدث كسر في العظم. وتكون فترة بداية هشاشة العظام غير عرضية وغير ملحوظة، في حين تكون عظام المريض تفقد قوتها وبنيتها السليمة تدريجياً وعلى مدى سنوات عديدة. وتعتبر الكسور العظمية في العمود الفقري هي سبب شائع للألم طويل الأمد.
بمجرد أن تبدأ العظام بالضعف الناتج الإصابة بــ هشاشة العظام، قد تظهر على المريض علامات وأعراض تشمل:
- آلام الظهر الناتجة عن كسر عظمي أو انهيار في الفقرات.
- فقدان الطول بمرور الوقت بسبب الانحناء المستمر الناتج عن عدم تحمل العظام لحمل كتلة الجسم.
- الوضع المنحي المقوس للظهر.
- حدوث الكسور العظمية بسهولة ولأسباب غير منطقية كحدوث كسر بسبب انزلاق بسيط أثناء المشي.
- انحسار اللثة Receding Gums.
- ضعف قوة قبضة اليد.
- مظهر الأظافر الضعيفة والهشة.
4-عوامل الخطر التي ترفع من نسبة الإصابة بالهشاشة:
يمكن لعدد من العوامل أن تزيد من احتمالية الإصابة بهشاشة العظام - بما في ذلك عمر المريض وعرقه ونمط حياته والحالات الطبية والعلاجات التي يتلقاها المريض. وتنقسم هذه العوامل إلى ستة مجموعات رئيسية:
-
مخاطر ثابتة غير قابلة للتعديل:
- جنس المريض: فالنساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من الرجال.
- عمر المريض: كلما تقدم عمر المريض، زاد خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- العرق والأصل: ذوو البشرة البيضاء والآسيويين لديهم نسب أعلى للإصابة بهشاشة العظام.
- التاريخ العائلي: يزيد احتمال الإصابة بهشاشة العظام في حال وجود أقارب من الدرجة الأولى مصابين بهشاشة العظام.
- حجم الإطار العظمي للجسم: فأصحاب الكتل العظمية الصغيرة لديهم احتمالات إصابة أكبر.
-
عوامل هرمونية:
- يعد انخفاض مستويات هرمون الأستروجين لدى النساء في سن اليأس أحد أقوى عوامل الخطر للإصابة بهشاشة العظام. بالإضافة إلى علاجات سرطان الثدي التي تقلل مستويات هرمون الأستروجين لدى النساء.
- يعاني الرجال من انخفاض تدريجي في مستويات هرمون التستوستيرون مع تقدمهم في العمر. ومن المحتمل أن تؤدي علاجات سرطان البروستات التي تقلل مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال مما يؤدي إلى تسريع فقدان الكثافة العظمية.
- مشاكل الغدة الدرقية: يؤدي فرط نشاط الدرقية إلى إنتاج المزيد من هرموناتها أو إذا كان المريض يأخذ أدوية لعلاج خمول الدرقية لفترة طويلة، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج هرموناتها والتي تؤدي لاحقاً إلى نقص الكثافة العظمية.
- يرتبط ترقق العظام أيضًا بفرط نشاط الغدد جارات الدرقية والغدة الكظرية.
-
عوامل غذائية:
- من المرجح أن تحدث هشاشة العظام لدى الأشخاص الذين لديهم انخفاض في مستويات الكالسيوم، إذ ويساهم انخفاض الكالسيوم في تقليل كثافة العظام وفقدان الكثافة العظمية مبكرًا, وزيادة خطر الإصابة بالكسور.
- الإضرابات الغذائية: يؤدي تقييد تناول الطعام بشدة عبر برامج الحميات القاسية الغير المدروسة إلى نقصان الوزن السريع، مما يؤدي إلى إضعاف العظام لدى كل من الرجال والنساء.
- جراحة الجهاز الهضمي. الجراحة بهدف التقليل من حجم المعدة أو إزالة جزء من الأمعاء تحد من مساحة سطح الامتصاص للعناصر الغذائية، بما في ذلك الكالسيوم.
-
استخدام بعض أنواع الأدوية:
- يتعارض الاستخدام طويل الأمد لأدوية الكورتيكوستيرويد Corticosteroid عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، مثل بريدنيزون والكورتيزون، مع عملية إعادة بناء العظام.
- أدوية الصرع.
- عقاقير ارتجاع المري.
- أدوية علاج السرطان.
- أدوية التثبيط المناعي.
-
مضاعفات طبية معينة: يكون خطر الإصابة بهشاشة العظام أعلى لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبية معينة، بما في ذلك:
- أمراض الاضطرابات الهضمية.
- أمراض الكلى أو الكبد.
- السرطان.
- الذئبة الحمامية.
- ورم النقي المتعدد.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
-
بعض أنماط الحياة الشخصية: يمكن لبعض العادات السيئة أن تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
- نمط الحياة المستقر. الأشخاص الذين يقضون وقتًا طويلاً بوضعية الجلوس هم أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
- الاستهلاك المفرط للكحول: يزيد الاستهلاك المفرط للكحوليات من احتمالات الإصابة بهشاشة العظام.
- التدخين: إنَّ استهلاك التبغ يساهم في إضعاف العظام.
5-تشخيص الإصابة:
نظرًا لأن فقدان كتلة العظام عند المصابين بهشاشة العظام يحدث على مدى عدة سنوات، ولا يعاني أغلب المرضى من اي أعراض أو علامات تدل على المرض حتى فوات الأوان، فإن الاكتشاف المبكر لفقدان العظام أمر بالغ الأهمية في الوقاية من الكسور الناتجة عن هشاشة العظام.
وهذا هو سبب أهمية الفحوصات الطبية. وتُعرف الاختبارات التي تكشف عن الإصابة بهشاشة العظام باسم اختبارات كثافة معادن العظام (BMD) Bone Mineral Density، ويُعرف هذا الاختبار باسم قياس كثافة العظام. هذا الاختبار آمن وغير مؤلم، ويمكنه قياس كثافة عظام بدقة كبيرة. ويمكن أن يخبرنا اختبار كثافة المعادن بالعظام BMD ما إذا كان الشخص مصابًا بهشاشة العظام أم لا، ومدى احتمالية إصابته به في المستقبل، ويمكن أن تساعد نتائج الاختبار على اتخاذ قرارات قد تمنع حدوث الكسور أو توقف الفقدان السريع لكتلة العظام.
6-علاج هشاشة العظام:
إن هدف علاج هشاشة العظام هو إبطاء أو وقف فقدان العظام ومنع الكسور. وينقسم علاج هشاشة العظام إلى مجموعات:
- التغذية السليمة: التي تعتمد على زيادة تناول الكالسيوم وفيتامين D
- تغيير نمط الحياة: بحيث يتلاءم مع ظروف الإصابة بهشاشة العظام لتلافي حدوث الكسور العظمية.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة.
- الأدوية: الأكثر شيوعًا المستخدمة لعلاج هشاشة العظام تسمى البايفوسفونيت Bisphosphonates. وتستخدم البايفوسفونيت لمنع فقدان الكتلة العظمية. ويمكن تناولها عن طريق الفم أو عن طريق الحقن.
- العلاج الهرموني:
- عند الرجال، قد يساعد علاج التستوستيرون في زيادة كثافة العظام.
- عند النساء، يمكن أن يساعد الأستروجين المستخدم أثناء وبعد انقطاع الطمث في وقف فقدان كثافة العظام. ولكن لسوء الحظ، ارتبط العلاج بالأستروجين أيضًا بزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم وأمراض القلب وأنواع معينة من السرطان.
يجب على الأشخاص الذين المصابون بهشاشة العظام العمل مع مقدمي الرعاية الصحية لتحديد السبب الأساسي لهشاشة العظام وعلاجه. على سبيل المثال، إذا كان المريض يتناول دواء يسبب فقدان الكتلة العظمية، فقد يخفض الطبيب جرعة هذا الدواء أو يختار دواء آخر. كما يمكن أيضًا تناول بعض الأدوية المعتمدة للوقاية أو العلاج من هشاشة العظام المرتبطة بالشيخوخة أو انقطاع الطمث.
7-الوقاية من هشاشة العظام:
بعض الخطوات المهمة للوقاية من هشاشة العظام:
- الحصول على الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم وفيتامينD
- القيام بالتمارين الخاصة بمرضى هشاشة العظام.
- التوقف عن التدخين.
- عند النساء: يوصى باستشارة الطبيب في إيجابيات وسلبيات العلاج بالهرمونات.
إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بهشاشة العظام، فتحدث إلى طبيبك حول أفضل طريقة للوقاية منه.
المصادر:
https://www.nhs.uk/conditions/osteoporosis/
https://www.webmd.com/osteoporosis/default.htm
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/osteoporosis/symptoms-causes/syc-20351968
https://www.bones.nih.gov/health-info/bone/osteoporosis/overview
أطباء يعالجون هذه الحالة
أكثر من 1000 طبيب موثق في البيت الطبي