قصور الدرقية أو قلة نشاط الدرقية (Hypothyroidism) هكذا يُطلق على أحد أشيع الاعتلالات التي تصيب الغدة الدرقية وتمنعها من انتاج ما يكفي من الهرمونات التي تنظم الكثير من وظائف الجسم الحيوية، مما يؤدي لاحقاً الى الإصابة بكثير من المضاعفات والمشاكل الصحية التي تؤثر على سلوك وحياة المصابين بقصور الدرق.
يُعتبر قصور الغدة الدرقية اصابة شائعة إلى حد ما، لأنها تُصيب الأشخاص من كل الفئات العمرية ومن جميع الأعراق وخاصة مع تخطي سن الـ 60 عاماً. كما تصيب النساء أكثر من الرجال حيث تُصاب 1 من أصل 8 نساء بقصور الدرق.
يٌقدر عدد المصابين بقصور الدرق والذين تتجاوز أعمارهم 12 عاماً في الولايات المتحدة حوالي 4.6 في المائة من السكان. أي أنَّ 5 من أصل 100 شخص في الولايات المتحدة يُعانون من الإصابة بقصور الدرق.
ترتكز جميع العلاجات على تعويض النقص في هرمونات الدرق وعلى المتابعة والمراقبة المستمرة لتطور حالة المريض.
وسنذكر في هذا المقال متى يجب أن تراجع الطبيب للكشف عن المرض وكيفية التعايش مع هذا الاضطراب.
بداية لابد من تعريف بسيط للدرقية، فهي عبارة عن غدة مفرزة من الغدد الصم في الجسم، ويأخذ شكلها التشريحي شكل الفراشة وتوجد في الجزء الأمامي السفلي من الرقبة.
وظيفة الغدة الدرقية هي إنتاج مركبات حيوية "هرمونات" تساعد الجسم على استهلاك الطاقة في عملياته الحيوية الأساسية كالحفاظ على حرارة الجسم الدافئة، والحفاظ على عمل الدماغ والقلب والعضلات والأعضاء الأخرى بالشكل الأمثل.
في حالة قصور الدرقية لا يكون انتاج الهرمونات بالمستويات الطبيعية والتراكيز المطلوبة لعمل أجهزة الجسم بشكل طبيعي، مما يؤثر على عمل كل أجهزة الجسم وأعضائه، الأمر الذي يؤدي الى خلل واضطراب في كثير من وظائف الجسم الأساسية.
الصورة التالية توضح البنية التشريحية للغدة الدرقية:
Figure 1Thyroid Gland
لقصور الغدة الدرقية العديد من الأعراض التي يمكن أن تختلف من شخص لآخر. وتؤثر شدة الحالة أيضًا على العلامات والأعراض التي تظهر وعلى وقت ظهورها.
يمكن أن تشمل الأعراض المبكرة زيادة الوزن والتعب. وقد لا يدرك المريض أن هذه التغييرات مرتبطة بالغدة الدرقية حتى تظهر المزيد من الأعراض. كما يصعب أحيانًا التعرف على الأعراض.
تتضمن بعض الأعراض الشائعة لقصور الغدة الدرقية:
بالنسبة لمعظم المرضى، تتطور أعراض الحالة تدريجيًا على مدار سنوات عديدة. مع تراجع أداء الغدة الدرقية أكثر فأكثر، لذلك قد لا يلاحظ كثير من المرضى تطور الإصابة لديهم في حين تبدأ الأعراض تظهر بشكل أكثر حدة مع التقدم بالعمر.
إذا كنت تشك في أن أعراضك ناتجة عن مشكلة في الغدة الدرقية، فتحدث مع طبيبك. حيث يمكنه طلب فحص الدم لتحديد ما إذا كنت مصابًا بقصور الغدة الدرقية أم لا.
هناك عدة أسباب لقصور الغدة الدرقية، بما في ذلك:
تتضمن العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بقصور الغدة الدرقية ما يلي:
غالبًا ما تتشابه أعراض خمول الغدة الدرقية مع أعراض الحالات المرضية الأخرى. ولأن أعراض قصور الدرق تتطور ببطء، وقد لا تلاحظها لسنوات. لذلك ننصحك بزيارة الطبيب إذا ظهرت عليك هذه الأعراض:
الطريقة الدقيقة والوحيدة لمعرفة ما إذا كان لديك مشكلة في الغدة الدرقية هي إجراء اختبار وظائف الغدة الدرقية، حيث يتم هذا الاختبار على عينة من الدم لقياس مستويات هرمون الدرقية لديك. حيث يتم قياس تركيز:
يعني ارتفاع هرمون TSH بشكل غير طبيعي قصور الغدة الدرقية: مما يعني أن المطلوب من الغدة الدرقية إنتاج المزيد من T4 لأنه لا يوجد ما يكفي من T4 في الدم.
فقط حوالي 1٪ -2٪ من T4 في الدم غير المرتبط "الحر" يمكن أن يدخل الخلايا. يعتبر اختبار T4 الحر ومؤشر T4 الحر Free T4 And The Free T4 Index من اختبارات الدم البسيطة التي تقيس مقدار T4 غير المرتبط في الدم والمتاح للوصول إلى خلايا الجسم.
يُعالج قصور الغدة الدرقية عن طريق تعويض نقص الهرمون الذي لم تعد الغدة الدرقية قادرة على إنتاجه. وذلك عن طريق العلاج الدوائي ليفوثيروكسين Levothyroxine، وهو مركب مطابق للهرمون الذي تصنعه الغدة الدرقية.
عادة ما يوصي طبيبك بتناول الدواء صباحاً قبل الطعام. وسيجري لك فحص دم بعد حوالي 6 إلى 8 أسابيع من بدء تناول الدواء حتى يقوم بتعديل جرعتك إذا لزم الأمر.
في كل مرة يتم فيها تعديل جرعتك، ستخضع لاختبار دم آخر. الى أن تصل إلى الجرعة التي تناسبك للاستخدام طويل الأمد، وفي هذه الحالة من المحتمل أن يوصي طبيبك بإعادة فحص الدم في غضون 6 أشهر ثم مرة واحدة في السنة.
على الأرجح يمكن السيطرة على قصور الغدة الدرقية لديك تمامًا باستخدام هذا الدواء، طالما أنك تتناول الجرعة الموصى بها وفقًا للتعليمات.
لا تتوقف أبدًا عن تناول دوائك ومن الضروري أن تكون دائماً على تواصل مع طبيبك والصيدلي الخاص بك لتقيم حالتك أو في حال ظهرت لك مشاكل جديدة أو أخطأت في جرعة الدواء الخاص بك.
لا يعني تشخيص قصور الغدة الدرقية لديك أنه سيتعين عليك اتباع نظام غذائي صارم. ولكن لابد من بعض التعديلات الضرورية لكي تضمن أفضل نتيجة للعلاج.
يمكنكم معرفة المزيد عن الأغذية الوظيفية ودورها في الوقاية من الأمراض عبر زيارة موقع البيت الطبي
https://www.niddk.nih.gov/health-information/endocrine-diseases/hypothyroidism
https://www.nhs.uk/conditions/underactive-thyroid-hypothyroidism/
https://www.thyroid.org/hypothyroidism/