- المقالات
-
الجدري
الجدري
الجدري هو مرض فيروسي معدي للغاية يسببه فيروس variola ويؤدي إلى حدوث حمى وطفح جلدي شديد. في أوائل القرن العشرين حدثت العديد من الأوبئة بالجدري، وكانت العدوى تسبب الوفاة لكل 3 من أصل 10 أشخاص. والكثير من المرضى الذين تعافوا منه بقيت لديهم ندبات دائمة على الوجه. لحسن الحظ، تراجعت العدوى بالفيروس المسبب له بشكل كبير منذ اكتشاف لقاحه.
ما هي أنواع الجدري؟
هناك أربعة أنواع له، وهي:
- الجدري الأولي أو الكبير Variola Major: وهو النوع الأكثر شيوعاً للجدري، تقدر مراكز السيطرة على الأمراض CDC أن 90% من الحالات كانت بالجدرب الأولي. تاريخياً، قتل هذا النوع من الجدري 30 في المائة من المصابين.
- الجدري الثانوي، أوالبسيط Variola minor: وهو أقل أنواع الحدري فتكاً. تقدر مراكز السيطرة على والوقاي (CDC) أن 1 في المائة فقط من المصابين ماتوا بسبب هذا النوع من الجدري.
- الجدري النزفي Hemorrhagic smallpox: يسبب نزف الدم من الأعضاء إلى الأغشية المخاطية والجلد.
- الجدري الخبيث أو المسطح Malignant smallpox: حيث لا تتطور الآفات في النوع من الجدري إلى بثور أو نتوءات مليئة بالقيح أو الصديد على الجلد، بل تبقى طرية ومسطحة طوال فترة المرض.
ويعتبر الجدري النزفي والجدري الخبيث من أندر أنواع الجدري ولكنها شديدة الخطورة وقد تسبب الوفاة بسرعة.
أعراض الإصابة به:-
بعد الإصابة بالفيروس، هناك فترة حضانة غير عرضية(الفترة بين التقاط العدوى وظهور الأعراض)، وتستمر هذه الفترة من 7 إلى 19 يوماً، مع متوسط 10 إلى 14 يوماً. وتتضمن الأعراض الأولية للإصابة به ما يلي:
- حمى عالية الدرجة.
- آلام معممة في الجسم.
- صداع.
- تقيؤ.
تستمر هذه الأعراض عادةً من يومين إلى أربعة أيام وتكون شديدة بما يكفي لتعيق القيام الأنشطة العادية اليومية.
قد تشمل الأعراض المحتملة الأخرى:
- ألم شديد في البطن.
- تعب وإعياء.
- قشعريرة.
- إسهال.
- نزف.
- غثيان.
- هذيان.
بعد ظهور الأعراض الأولى له من صداع وحمى وأوجاع الجسم، يظهر طفح جلدي، على شكل بقع حمراء صغيرة مسطحة على اللسان وفي الفم. تتطور هذه البقع من الطفح إلى قروح تنفتح فيما بعد، وينتشر الطفح الجلدي إلى الوجه ثم إلى الذراعين والساقين خلال يوم واحد، تليها اليدين والقدمين وبقية الجسم. ومع تطور الطفح الجلدي، قد تنخفض الحمى، فيشعر المريض بتحسن نوعاً ما.
يتحول الطفح بعد يومين إلى نتوءات حمراء صغيرة تبدو وكأنها بثور. بحلول اليوم الرابع من الطفح الجلدي، تتحول البقع إلى تقرحات مركز مجوف ومملوءة بسائل سميك وقاتم اللون.
تتحول القروح فيما بعد إلى بثور (آفات مملوءة بالقيح)، وقد تنفتح هذه البثرات وتصبح نازة ودموية.
بعد حوالي خمسة أيام، تجف البثور وتتشكل قشرة فوقها. تصل معظم القروح هذه المرحلة بنهاية الأسبوع الثاني من الطفح. تسقط القشور بعد حوالي أسبوع آخر، تاركة ندب عميقة.
كيف تحدث العدوى بالجدري؟
أحد الأسباب التي جعلته مرضاً خطيراً هو أنّ الفيروس المسبب له ينتقل عبر الهواء. وتميل العدوى المحمولة جواً إلى الانتشار بسرعة.
وبالتالي يمكن أن ينتشر الفيروس عند السعال أو العطس أو الاتصال المباشر بأي سوائل جسدية. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تبادل الملابس أو الفراش الملوثة إلى الإصابة بالعدوى.
يكون الجدري أكثر عدوى بعد ظهور الطفح الجلدي، حيث يممن أن تحدث العدوى من خلال:
- الاتصال مع السوائل الجسدية للمريض المصاب، خاصة السوائل من بثور على الجلد.
- لمس الأشياء التي تم تلوثها بفيروس الجدري (عبر القشور أو السوائل من القروح)، مثل البطانيات والمناشف أو الملابس. حيث يمكن للفيروس البقاء على قيد الحياة خارج الجسم لمدة تصل إلى 24 ساعة.
- استنشاق الفيروس كونه من الفيروسات المحمولة جواً، فإذا دخل من خلال نظام تهوية في بعض الأماكن المزدحمة، مثل مكتب صغير أو حافلة أو قطار، قد يسبب العدوى.
كيف يتم تشخيص مرض الجدري؟
وفقا لمراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن معايير التشخيص الرئيسية للمرض هي:
- حمى لا تقل عن 101 درجة فهرنهايت (38.3 درجة مئوية)، تتطور قبل أربعة أيام من الطفح الجلدي وترافقها واحدة من أحد الأعراض على الأقل (الضعف الشديد، الصداع، آلام الظهر، قشعريرة، أو ألم البطن الشديد).
- ظهور آفاته الكلاسيكية كما هو موضح أعلاه.
- آفات الجدري الموجودة في نفس المرحلة من التطور في أي جزء من الجسم.
اقرأ أيضاً: أنواع الصداع
إذا كان المريض يستوفي المعايير المذكورة أعلاه، فمن المحتمل جداً أن يكون مصاباً به. تشمل معايير التشخيص البسيطة (الاحتمالية الأقل) ما يلي:
- طفح جلدي أكثر ما يتركز على الوجه والأطراف.
- ظهور الآفات في البداية في الفم أو على الوجه أو الساعدين.
- ظهور آفات الجدري على راحة اليدين أو باطن القدمين.
- الطفح الجلدي يتطور إلى أشكال مختلفة ببطء.
- تعب شديد.
يمكن الاختبارات المخبرية استبعاد التشخيصات المحتملة الأخرى، مثل جدري الماء، وتأكيد تشخيص الجدري.
العلاج:-
لا يوجد علاج له، ونتيجة لبرامج التطعيم المتكررة في جميع أنحاء العالم، تم القضاء على فيروس الجدري بالكامل. الأشخاص الوحيدون الذين يعتبرون معرضون لخطر الأصابه به هم الباحثون الذين يعملون في المختبرات.
في حال التعرض للفيروس، يمكن للتطعيم في غضون يوم إلى ثلاثة أيام تخفيف شدة الأعراض بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمضادات الحيوية المساعدة في تقليل الالتهابات البكتيرية المرتبطة بالفيروس.
الوقاية:-
عادةً ما تترك العدوى بالفيروس مناعة دائمة ولا يمكن أن يصاب الإنسان به مرة أخرى، كما يتوفر لقاح للحماية من مرض الجدري، وتم تصنيع هذا اللقاح من فيروس جدري البقر (Vaccinia Cowpox) الذي يملك بنية مشابهة لبنية فيروس مرض الجدري لكنه أقل خطورة منه.
يعطي اللقاح مناعة ضد الإصابة به تدوم ما بين 3 – 5 سنوات،
يكون اللقاح فعالاً في الحماية ضده إذا حصل عليه المريض خلال ثلاثة أيام من لحظة التعرض للفيروس أو الاختلاط مع مريض مصاب بالجدري، فلا تظهر لديه أية أعراض للمرض. وإذا ظهرت فإنها تكون خفيفة، كما أن تلقي اللقاح خلال 4 – 7 أيام من لحظة الإصابة بالفيروس قد يفيد في تخفيف شدة الأعراض أيضاً.
في الوقت الحالي، لا يتم إعطاء اللقاح بشمل روتيني ولا بيدخل ببرامج التطعيم الدوري. حيث يمكن أن يكون للقاح آثار جانبية شديدة، لذلك يُوصى بإعطاء اللقاح فقط للأشخاص المعرضون لخطر كبير للإصابة بعدوى الفيروس.
الأعراض الجانبية للقاح:-
في حين أنّ الكثير من الناس تلقوا لقاحات الجدري دون أي مشاكل، إلا أنه كان هناك بعض المضاعفات أحياناً. ولم يكن هذا الأمر مستغرباً، فاللقاح مكون من فيروس آخر. بعد تلقي القاح، قد يعاني الشخص من أعراض خفيفة مثل الأنفلونزا، بما في ذلك:
- ألم في الحلق.
- حمى خفيفة الدرجة.
- تضخم في الغدد اللمفاوية.
وبخلاف اللقاحات الأخرى، يحتوي لقاح الجدري على فيروس حي. وهذا يعني أن الأشخاص الذين يتلقون اللقاح يحتاجون إلى رعاية إضافية لمكان حقن اللقاح لتجنب انتشار الفيروس.
في حالات نادرة، قد تحدث مضاعفات أكثر خطورة للقاح، مثل:
- التحسس أو الحساسية من اللقاح.
- قرحة كبيرة لا تشفى، وهي أكثر شيوعاً في الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
- أكزيما اللقاح، وهي عدوى جلدية واسعة الانتشار يمكن أن تتطور لدى الأشخاص المصابين بالأكزيما بالفعل.
- التهاب الدماغ التالي للقاح.
في النهاية، بالرغم من أنّ الجدري عدوى فيروسية فتاكة، إلاّ أنّ اللقاح قضى على انتشار الفيروس المسبب لهذا المرض من العالم.
اقرأ أيضاً: التينيا (السعفة)
اقرأ أيضاً: النخالية الوردية
المراجع
https://www.everydayhealth.com/infectious-diseases/smallpox/
https://www.healthline.com/health/smallpox
https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/smallpox
https://emedicine.medscape.com/article/237229-overview
أطباء يعالجون هذه الحالة
أكثر من 1000 طبيب موثق في البيت الطبي