د سارة ابراهيم
عضو منذ نوفمبر 2021
الداء الزلاقي ما يعرف بحساسية القمح

الداء الزلاقي أو الداء البطني (يعرف ايضا بحساسية القمح) هو اضطراب في الجهاز الهضمي ناتج عن رد فعل مناعي غير طبيعي تجاه الجلوتين.  ويُعرف هذا المرض أيضاً بأسماء أخرى مثل السيبرو أو الذرب غير الاستوائي، أو اعتلال الأمعاء الحساس للجلوتين.

والجلوتين هو بروتين موجود في بعض الحبوب مثل القمح والشعير والشوفان والأطعمة التي تصنع منها وهذا سبب تسميته ايضا بحساسية القمح. كما قد تختوي بعض الأدوية والفيتامينات ومنتجات التجميل مثل أحمر الشفاه على الجلوتين.  يتميز عدم تحمل الغلوتين، المعروف أيضاً باسم حساسية الغلوتين، بعدم قدرة الجسم على هضم الجلوتين أو تكسيره. الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الغلوتين من حساسية خفيفة تجاه الغلوتين، بينما يعاني البعض الآخر من مرض الداء الزلاقي وهو اضطراب في المناعة الذاتية.

 في الداء الزلاقي، تؤدي الاستجابة المناعية للجلوتين إلى إنتاج سموم تدمر الأهداب أو الزغابات المعوية التي تبطن مخاطية الأمعاء الدقيقة وتساعد على امتصاص الطعام، وعندما تتلف الزغابات، يصبح الجسم غير قادر على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام.  يمكن أن يؤدي ذلك إلى سوء التغذية ومضاعفات صحية خطيرة أخرى، بما في ذلك تلف الأمعاء الدائم.

أسباب الداء الزلاقي (حساسية القمح) وعوامل الخطر

كما ذكرنا آنفاً، ينجم الداء الزلاقي عن اضطراب مزمن في المناعة الذاتية، فعندما يأكل مريض الداء الزلاقي الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين، فإن جهاز المناعة لديه يهاجم الأمعاء الدقيقة ويضعف الزغابات المعوية. وبمرور الوقت، تتلف الزغابات المعوية بشكل دائم، مما يسبب سوء في امتصاص الطعام ينجم عنه العديد من الاضطرابات الهضمية.

 

ولم تجد الأبحاث السبب الدقيق لحدوث هذا الاضطراب في الاستجابة المناعية الذي يسبب الإصابة الداء الزلاقي. ويميل إلى الانتشار في العائلات وقد يكون مرتبطاً بجينات معينة، إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين (أحد الوالدين أو الأشقاء) مصاباً به، تزداد فرصة الإصابة بهذا المرض. ويمكن أن تؤدي بعض الحالات الطبية مثل العدوى الفيروسية أو الجراحة إلى حدوثه،  وكذلك الصدمة العاطفية أو الحمل قد تحرض حدوث الداء الزلاقي.

 

ويعتبر الداء البطني أكثر شيوعاً بين القوقازيين والمرضى المصابين بأمراض أخرى، بما في ذلك:

  • التهاب البنكرياس المزمن.
  • مرض السكري من النوع الأول.
  • التهاب المفصل الروماتويدي.
  • متلازمة تيرنر (حالة تفقد فيها الأنثى كروموسوم X).
  • التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو.
  • التهاب الكبد المناعي الذاتي.
  • اعتلال الكلية بالجلوبيولين المناعي.
  • الذئبة.
  • متلازمة داون.
  • مرض اديسون.
  • التصلب اللويحي (MS).
  • اعتلال عضلة القلب التوسعي مجهول السبب.
  • متلازمة القولون العصبي (IBS).
  • تصلب الجلد.
  • تليف الكبد الصفراوي الأولي.
  • سرطان الأمعاء.
  • متلازمة ويليامز.
  • عدم تحمل اللاكتوز.
  • سرطان الغدد الليمفاوية المعوية.
  • الصدفية.
  • متلازمة شوغرن.

 

ما هي أعراض الداء البطني؟

قد يكون بعض مرضى الداء البطني ( حساسية القمح )لا يعانون من أي أعراض أو يعانون منها فقط في وقت لاحق في الحياة، وقد لا يعرف الشخص أنه مصاب بمرض الزلاقي حتى يصاب بنقص المغذيات أو فقر الدم. يمكن أن تتراوح أعراض الداء البطني من خفيفة إلى شديدة، وقد  تتغير هذه الأعراض بمرور الوقت، وتختلف من شخص لآخر، اعتماداً على عدة عوامل، بما في ذلك:

  • عمر المريض وطول الفترة التي رضع فيها رضاعة طبيعية عندما كان رضيعاً.
  • العمر الذي بدأ فيه  بتناول الجلوتين.
  • كمية الجلوتين التي يتناولها.
  • شدة الضرر أو الأذية التي لحقت بالزغابات المعوية.

 أعراض الداء الزلاقي عند البالغين

 يعاني البالغون المصابون بمرض الزلاقي عادةً من أعراض في الجهاز الهضمي (غازات، إسهال، تطبل بطن...).  بالإضافة ذلك، في معظم الحالات، تؤثر الأعراض أيضاً على مناطق أخرى من الجسم.  قد تشمل هذه الأعراض:

  • إعياء.
  • آلام المفاصل وتيبسها.
  • ضعف العظام وهشاشتها.
  • خدر ووخز في اليدين والقدمين.
  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  • اختلاجات.
  • اضطرابات جلدية.
  • تقرحات شاحبة داخل الفم.
  • تلون الأسنان أو فقدان المينا.
  • عدم انتظام في الدورات الطمثية.
  • العقم والإجهاض

 

يعتبر التهاب الجلد الحلئي Dermatitis herpetiformis (DH)  عرض آخر شائع لمرض الزلاقي، ويتضمن ظهو طفح جلدي مع نتوءات وبثور وحكة شديدة.  وقد يتطور على المرفقين والأرداف والركبتين.  يؤثر DH على ما يقرب من 15 إلى 25 % من الأشخاص المصابين بمرض الزلاقي، وعادةً لا يعاني مرضى الزلاقي المصابون بالتهاب الجلد الحلئي من أعراض الجهاز الهضمي.

 

أعراض الداء البطني عند الأطفال

الأطفال أكثر عرضة للإصابة بأعراض الجهاز الهضمي من البالغين.  تشمل هذه الأعراض: 

  • ألم في البطن.
  • نفخة أو تطبل بطن.
  • غازات
  • الإسهال المزمن أو الإمساك.
  • نقص الوزن.
  • غثيان.
  • تقيؤ.
  • براز شاحب ذو رائحة كريهة.
  • براز دهني رغوي.
  • بالإضافة إلى تلك الأعراض قد يعاني الأأطفال المصابون بالزلاقي من الإغياء والتعب، وسرعة الانفعال. وقد يؤثر سوء الامتصاص الناجم على نموهم فيبدو الطفل المصاب أصغر من عمره، وقد يحدث تأخر في البلوغ.

التشخيص

 يمكن للطبيب في كثير من الأحيان تشخيص مرض الزلاقي من خلال النظر في التاريخ الطبي للمريض وعائلته وطلب الاختبارات مثل اختبارات الدم والمصل والاختبارات الجينية وخزعة الأمعاء:

  • الاختبارات المصلية: لتحري وجود أجسام مضادة شائعة لدى الأشخاص المصابين بالداء البطني، بما في ذلك الأجسام المضادة للجلوتين Antigliadin antibodies، والأجسام المضادة لألياف العضلات الملساء endomysial antibodies، والأجسام المُضادة للترانسغلوتاميناز النسيجي - Anti - tissue transglutaminase
  • تحليل الدم الشامل أو تعداد الدم الكامل لتحري فقر الدم (خلايا الدم الحمراء المنخفضة).
  • اختبارات البروتين التفاعلي C (CRP) لتحري ما إذا كان هناك التهاب.
  • تبحث اختبارات فيتامين د، وب 12، وحمض الفوليك عن نقص الفيتامينات.
  • فحص الحديد والفيريتين في المصل.
  • اختبارات وظائف الكبد والكلية.
  • تصوير الأمعاء (بالتنظير أو عن طريق ابتلاع كاميرا تمر عبر السبيل الهضمي) للبحث عن تغيرات في جدار الأمعاء، مثل سماكة الجدار أو تغيرات في الأوعية الدموية.

 

إذا أشارت هذه الاختبارات إلى وجود مرض الزلاقي، فقد يقوم الطبيب بإجراء خزعة من الأمعاء لتأكيد التشخيص، وذلك باستخدام منظار داخلي لأخذ عينات من بطانة الأمعاء. وعادةً، ما يقوم الطبيب بأخذ عدة عينات من بطانة الأمعاء لزيادة دقة النتائج.

 قد يكون من الصعب تشخيص الداء البطني لأنّ أعراضه تشبه العديد من الأمراض الهضمية الأخرى، بما في ذلك:

  • مرض كرون الذي يصيب الأمعاء الدقيقة.
  • فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
  • عدم تحمل الجلوتين.
  • متلازمة القولون العصبي.
  • قصور البنكرياس.
  • عدم تحمل اللاكتوز.

 

كيف يتم علاج الداء الزلاقي؟

يعتمد علاج الداء البطني بشكل رئيسي على حذف الجلوتين بصورة دائمة من النظام الغذائي، هذا يسمح للزغابات المعوية بالشفاء والبدء في امتصاص العناصر الغذائية بشكل طبيعي. حيث يمكن أن تتحسن الأعراض خلال أيام من إزالة الجلوتين من النظام الغذائي. ومع ذلك، ينبغي عدم التوقف عن تناول الجلوتين حتى تأكيد التشخيص، فقد تتداخل إزالة الجلوتين قبل الأوان مع نتائج الاختبار وتؤدي إلى تشخيص غير دقيق.

 

الاحتياطات الغذائية لمرضى الداء البطني

 

 ليس من السهل الحفاظ على نظام غذائي خالٍ من الجلوتين. ولحسن الحظ، تتوافر في الوقت الحالي العديد من المنتجات الخالية من الجلوتين التي تساعد المصابين بحساسية القمح من اكل ما يشتهون دون خوف من الجلوتين، والتي يمكن العثور عليها في العديد من متاجر البقالة ومتاجر المواد الغذائية المتخصصة، حيث تظهر على الملصقات الخاصة بهذه المنتجات "خالية من الجلوتين"،“gluten-free.” {قد تحتوي بعض المنتجات الأخرى مثل معجون الأسنان أو بعض على الجلوتين، لذلك من المهم جداً التحقق من الملصق قبل الاستخدام}.

 بما ان الداء الزلاقي يعرف ايضا بحساسية القمح فمن المهم أن تعرف الأطعمة الآمنة والتي بالتأكيد يجب ان تكون خالية من القمح . إليك سلسلة من الإرشادات الغذائية التي يمكن أن تساعدك في تحديد ما يجب أن تأكله وما يجب تجنبه.

اقراء أيضا اغذية تحسن صحة الجهاز المناعي

تجنب الأطعمة التالية:

  • القمح.
  • الذرة.
  • الشعير.
  • البرغل.
  • السميد

 تجنب ما لم يذكر الملصق أنه خالٍ من الغلوتين بما في ذلك:

  • البيرة.
  • الخبز.
  • الكعك وفطائر.
  • الحلويات.
  • الحبوب.
  • البسكويت.
  • المقرمشات.
  • الخبز المحمص.
  • المرق.
  • اللحوم أو المأكولات البحرية المقلدة.
  • الشوفان.
  • المعكرونة.
  • اللحوم المُعالجة والسجق والنقانق.
  • الصلصات (تشمل صلصة الصويا)
  • دواجن محمصة.
  • الحساء

 

 يمكنك تناول الحبوب والنشويات الخالية من الغلوتين مثل:

  • الحنطة السوداء.
  • حبوب ذرة.
  • نبات القطيفة.
  • نشا الذرة.
  • اادقيق المصنوع من الأرز أو الصويا أو الذرة أو البطاطس أو الفول.
  • تورتيلا الذرة النقية.
  • الكينوا.
  • الأرز.

 

 تشمل الأطعمة الصحية الخالية من الغلوتين ما يلي:

 

  • اللحوم والأسماك والدواجن الطازجة التي لم يتم تغطيتها بالبقسماط أو نقعها.
  • الفاكهة.
  • معظم منتجات الألبان.
  • الخضار النشوية مثل البازلاء والبطاطا بما في ذلك البطاطا الحلوةالألبان.
  • الأرز والفاصوليا والعدس.
  • الخضروات

 

 

 يجب أن تتحسن الأعراض خلال أيام إلى أسابيع من إجراء هذه التعديلات الغذائية. عند الأطفال، تلتئم الأمعاء عادةً خلال ثلاثة إلى ستة أشهر، بينما قد يستغرق التئام الأمعاء عدة سنوات عند البالغين.  بمجرد أن تلتئم الأمعاء تماماً، سيتمكن الجسم من امتصاص العناصر الغذائية بشكل صحيح.

المضاعفات والإنذار

 

عند مرضى الداء البطني، قد يؤدي التعرض المتكرر للجلوتين إلى إتلاف بطانة الأمعاء.  يمكن أن يؤدي هذا إلى نقص العناصر الغذائية التي يمكن أن تسبب مشاكل مثل:

  • تقرحات الأمعاء الدقيقة.
  • هشاشة العظام.
  • فقر دم.
  • تساقط الشعر.

 

يُصاب بعض المرضى بالداء البطني المقاوم أو المعند، حيث لا يستجيب الجسم لنظام غذائي خالٍ من الغلوتين لمدة سنة أو أكثر.  وهذا نادر الحدوث، حيث يصيب 1-2% من المصابين بمرض الزلاقي، وغالباً ما يكون الأشخاص المصابون به أكبر من 50 عاماً.

 

 ربط الباحثون مرض الزلاقي ببعض أنواع السرطان، مثل الليمفوما الذي يتطور في خلايا الدم البيضاء. ومع ذلك، فإن ذلك نادراً ما يحدث، ومعظم المصابين بالداء الزلاقي لا يصابون بالسرطان.  يمكن أن يقلل النظام الغذائي الخالي من الجلوتين من المخاطر.

 

وفي النهاية، لا بدّ أن نذكر أنّ مرض الزلاقي هو حالة من أمراض المناعة الذاتية، يؤدي التعرض للجلوتين إلى مهاجمة الجسم لخلايا الأمعاء الدقيقة. و لا يوجد علاج محدد، ولكن يمكن  تخفيف الأعراض عن طريق التحول إلى نظام غذائي خالٍ من الغلوتين.

 

المصادر:

 

https://www.healthline.com/health/celiac-disease-sprue

https://www.webmd.com/digestive-disorders/celiac-disease/celiac-disease

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/14240-celiac-disease